يقع الإعلان الأميركي الذي جاء مؤخراً حول إرسال سفينة بحرية لإنشاء ميناء مؤقت في غزة لأهداف إنسانية في دائرة كبيرة من الشك. لا ينبثق ذلك الشك فقط من حيثيات إنشاء ذلك الميناء وجدواه، بل يرتبط بمعطيات تصاحب تلك الفكرة الغريبة.
نحن المواطنون نفهم السياسة. كل عربي يفهم في السياسة. حتى السياسي العربي يظن كذلك! وقد يكون أننا نَصِفُ التطورات والأحداث حولنا ونعتبرها سياسة لأنها، وما يجعلها تتطور وتحدث، هي السياسة.
تتواصل معركة تكسير الإرادات حول حرب غزة، وفي الوقت الذي تحاول فيه حكومة تل أبيب فرض وقف مؤقت لإطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية بشروط تتجاوب مع مصالحها عسكريا وسياسيا وإقتصاديا، يواجه رئيس الوزراء نتنياهو تحديات كثيرة منها تصاعد
في الصراعات الكبرى تقع بعض الأحداث التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون وقد يعتبرها البعض عرضية ولكن يتبين مع مرور الأيام أنها غير ذلك وتكون لها تأثيرات كبيرة.
أي طوفان يهدم ما يكون في طريقه وطوفان الأقصى ليس استثناءً. هل للأسف، أم أنه لحسنُ الحظ، أن الطوفان الذي كان الهدف منه الإطاحة بالكبرياء الصهيونية أزاح الغطاء كذلك بالكامل عن حالنا العربي؟
يترقب العالم العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في مدينة رفح مع إصرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على المضي قدماً في اجتياح رفح يقابله تحذيرات عربية ودولية من هذا الاجتياح نظراً للتكلفة الإنسانية الباهظة التي سيخلفها، إذ
مع دخول حرب غزة شهرها الخامس يوجد شبه إجماع بين الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين على أن إسرائيل ومسانديها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعيدون جدا عن تحقيق هدفهم العسكري والسياسي في مواجهة المقاومة الفلسطينية
إن المعونات الإنسانية العاجلة والتعافي المبكر وإعادة التعمير، التي هي العنوان العريض لأدبيات المنظومة الإنسانية، هي حقٌ إنساني لا ينبغي تأكيدهُ لأنهُ لا شك فيه.