
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، السياسي الموريتاني الخليل ولد الطيب.
لقد كان الفقيد قامة وطنية بارزة وشخصية سياسية ذات تأثير، تميّزت مسيرته بنضال قومي ووطني عميق الجذور، أمضى حياته في خدمة وطنه وشعبه في مختلف المواقع سواء في العمل البرلماني كنائب أو من خلال نضالاته ومساهماته في الحياة السياسية والحزبية الموريتانية ، ولم يكن نضاله محصورًا داخل الحدود الموريتانية بل كان يحمل الهم القومي العربي في وجدانه، ودافع عن قضايا الأمة العربية في كل المحافل والمناسبات، مؤكدًا على التضامن العربي
ومما ميّز مسيرة الراحل هو عزوفه عن التهافت على المناصب التنفيذية والمواقع الرسمية، مفضلاً دور القيادي السياسي والمفكر على حساب الوظيفة. هذا الزهد في المناصب الحكومية دليل على أن الدافع الأساسي لعمله كان المبدأ والقناعة بخدمة الوطن من أي موقع، وليس السعي وراء الامتيازات. لقد كان يرى أن دوره يكمن في التوجيه والنقد والبناء السياسي، وهو ما يجسد قناعة نادرة بأن خدمة الوطن لا تقتصر على كرسي المسؤولية
إن مسيرة الفقيد حافلة بالعطاء والنضال لقد ترك الخليل ولد الطيب بصمة واضحة في تاريخ موريتانيا، وسيبقى نضاله وإخلاصه مصدر إلهام للأجيال القادمة
وبهذه المناسبة الأليمة نتوجه بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرته الكريمة، وإلى جميع محبيه ورفاقه وإلى الشعب الموريتاني عامة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون









