ظنّ المفسرون أن الحوت ابتلع يونس عليه السلام في نهر دجلة . ولكن الفقهاء أجمعوا أن القصة وقعت في بحر الروم وهو ما يسمى اليوم بالبحر الأبيض المتوسط . إلا ابن كثير راح في تفسيره لأبعد من ذلك ، وقال أن القصة وقعت في البحر الأخضر !!
وحين قرأت تفسير ابن كثير مرة أخرى. ازدادت قناعتي بأهمية الدعاء وقوة تأثيره . فقوة الدعاء تفوق قوة القنابل النووية . وهي سلاح حصري فتاك بيد المظلومين، الذين انسدّت كل الطرق في وجوههم إلا طريق السماء .
ولشدة رصانة وقوة ابن كثير الدمشقي، وكونه مُحدّث ومفسّر وفقيه . يؤخذ الأمر على محمل كبير من الجدية .
وفي سورة "الصافات" عن يونس عليه السلام ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ). فالطبري لم يأت على ذكر اسم البحر واكتفى بتفسير القصة وان يونس عليه السلام كان ملاما لأنه غادر قومه من دون إذن ربه .
أمريكا تحكم العالم كله بأساطيلها وقنابلها وجيوشها ورئيسها الظالم . واليوم تبتلع أمريكا القضية الفلسطينية كما ابتلع الحوت يونس عليه السلام . ولكن القصة لا تنتهي هنا .
وبينما يونس ابن متّى في ظلمات ثلاث ( في ظلمة حوت وظلمة بحر وظلمة ليل بهيم) . تتدخل الميتافيزيقيا بقوة .
يقول ابن أبي حاتم أنه سمع من يقول عن ابن عباس يقول ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) وجهنم هو هذا البحر الأخضر ، تنتثر الكواكب فيه ، وتكور فيه الشمس والقمر ، ثم يستوقد فيكون هو جهنم .
القضية الفلسطينية اليوم في ظلمات ثلاث ( ظلمة أمريكا وإسرائيل وظلمة العرب وظلمة القيادة الضعيفة والانقسام ) . وبلى نحن ملومون . وصحيح جدا أن الفلسطيني التقمه الحوت وهو مليم ) .
في هذا الزمن العربي الرديء ، وفي مرحلة التخلي عن فلسطين وأهلها وقضيتها . نجد أنفسنا في مرحلة الدعاء .. وستثبت الأيام القادمة أن دعاء الفلسطيني ضد أمريكا وضد إسرائيل وضد الحكام المطبعين سيكون كالصاعقة لا تبقي ولا تذر .
نحن في بطن الحوت في ظلمات ثلاث ، ولكن الطغاة في البحر الأخضر . وسيأتيهم غضب الله من أعالي البحار ، ومن وحوش الصحراء ، ومن باطن الأرض ، ومما صنعت أياديهم .
هذه قناعتي الشخصية . وان النمل وهو أضعف مخلوقات الله ، إذا تحرك كان من جنود سليمان ، وانه قادر على هزيمة أقوى جبابرة الأرض .
والأيام بيننا .
د.ناصر اللحام