كان ياسر عرفات رحمه الله يردد أن السلام مع إسرائيل يجب أن يكون سلام الشجعان ولم يدرك عرفات إلى أن مات أهداف المشروع الصهيونى وطبيعته وأنه يقوم على ابادة العرق الفلسطينى وافراغ فلسطين من أهلها ولكن عرفات والعرب كانوا يأملون فى سلام شامل الجميع يسمح بعلاقات تعاون بين العرب وإسرائيل لصالح المنطقة على أساس الخديعة الغربية للعرب وهى أن إسرائيل زرعت فى المنطقة لكى تقوم بمهام ايجابية منها نشر الديمقراطية فى بيئة تستعصى على التغير الديمقراطى ومنها أن إسرائيل امتداد للحضارة الغربية وانها بهذه الصفة تنتشل العرب من مهاوى البربرية والتخلف إلى قمم الحضارة والرقى وقد تبين فيما بعد خلال خبرة العقود الماضية أن إسرائيل عبارة عن تجمع للصوص الصهاينة الذين عقدوا العزم على أن يكونوا جردا يأكل الأخضر واليابس فى المنطقة العربية وأن العرب عبيد لايفهمون الحرية ولا يصلحون للديمقراطية وقد أدرك العرب متأخراً أن إسرائيل الصهيونية لم تعرف الشريعة اليهودية يوما كما أن العرب لم يدركوا أن إسرائيل هى رأس الشر بالنسبة لجميع مآسايهم وانها اشتركت مع بعض الحكام العرب بقمع الثورات التحررية العربية علما بأن هذه الثورات لم تنطق إسرائيل بصراحة ولكن إسرائيل تزدهر بانحطاط العرب وتفرقهم وتقاتلهم ولايمكن مطلقا أن تتعايش إسرائيل فى المنطقة مع العرب على قدم المساواة والصحيح أن إسرائيل تريد للعرب أن يسودهم التخلف والفوضى وأن تتستر على بعض حكامهم الفاسدين وأن تحبط أى حركات للتحرر منهم لأنها تفهم أن الحرية لا تتجزأ وأن حرية المواطن العربى تستلزم استقلال الدولة عن ضغوط الخارج.
هناك أسباب وبواعث دفعت بعض الحكام العرب إلى الاستجابة لشيطان السلام الإسرائيلى والاستسلام له تحت ستار صفقة السلام هذه النوازع نحصر أهمها فيما يالى:
الأول: هو الضغط الأمريكى على الحكانم العرب .
والثانى: هو عدم فهم المشروع الصهيونى وطبيعته .
الثالث: السذاجة السياسية التى دفعت البعض إلى افتراض أن سكان إسرائيل طبيعيون وينشدون السلام العادل المقرون بانسياب خطوط التعاون فى المنطقة.
وعلى سبيل المثال فإن مصر عندما عقدت معاهدة السلام مع إسرائيل كانت تؤمن إسرائيل من ناحية مصر ولذلك توسعت إسرائيل فى شبكة الأمان عبر معانهدات السلام ويتردد أن هذه المعاهدة التى ابرمت عام 1979 أمنت إيسرائيل من ناحية مصر فتفرغت إسرائيل للمقاومة الفلسطينية كما وفرت على إسرائيل حوالى من 70% من الميزانية العسكرية وقبل ذلك كانت فى شك من نوايا الجيش المصرى والحقيقة أن الولايات المتحدة قدمت كافة الضمانات حتى تؤمن إسرائيل من ناحية العرب فأغلقت على إسرائيل بالاموال والأسلحة والضغوط على الحكومات العربية وقد ظهر ذلك فى سكون الجبهات العربية وانفراد إسرائيل بغزة تحاصرها وتجيبها بكل أنواع الابادة ووسئلها ولو كان العالم العربى حراً لتصرف مع إسرائيل تصرفاً أخر ولكن حرية التصرف العربى أحبطاتها الولايات المتحدة فأمنت إسرائيل تماما من البيئة العربية بل إن هذه البيئة كما تقول بعض التقارير كانت بيئة حاضنة لإسرائيل .
وكذلك الحال مع الأردن وظن الاردن أن المؤامرات الاسرائيلية سوف تتوقف عليه فأبرم اتفاقية وادى عربة عام 1993 وعان من المؤامرات الإسرائليلة الكثير .
ومن ناحية ثالثة استدركت إسرائيل عرفات من واشنطن إلى النرويج حيث وقعت معه اعلان أوسلو والطريف أن السلطة الوطنية الفلسطينية لازلت انها تعتقد انها نتاج أوسلو وانها اذا اقدمت على فسخ الاعلان فإنها تضر نفسها ولكن إسرائيل لا تحترم عهدال ولا اتفاقل فإسرائيل نبذت الإعلان منذ ولادته ولكن السلطة هى التى تمسكت بالاعلان خصوصا ما قضى به من تعاون امنى بين السلطة وإسرائيل ضد المقىاومة وأوهمت إسرائيل السلطة بأن المقاومة ضد مصالحهما معا وأنهما لابد أن يتحدا على ضرب المقاومة وللسلطة سجلب طويل فى ذلك واتخذت قرارات عديدة بالخروج من التنسيق الأمنى وأخر تحركاتها هى انها رفضت رفضا قاطعا ما اعلنته إسرائيل من احتلال غزة واستيطانها وأكدت أنه لا يمكن الفصل بين أراضى فلسطين وان السلطة حريطة على استمرار غزة ضمن الاراضى الفلسطينية بعيدا عن الاغتصاب والاحتلال كما أن السلطو اقدمت على عمل ايجابى آخر وهو رفع دعوى امام محكمة العدل الدولية بسبب نقل سقارتها من تل أبيب إلى الفدس فأى سلام أتت به هذه المعاهدات إلا أن يكون سلام المقابر بالنسبة للعرب فليس هناك اتفاق بين العرب وإسرائيل على مفهوم السلام فالمقاومة توحد بين إسرائيل والسلطة وبعض الحكام العرب وتريد إسرائيل أن تقضة قضاءا مبرما على انتماء فلسطينى لارض فلسطين كما تريد أن تقضى على وسيلى هلكها وهى المقاومة خاصة مقاومة حماس وحزب الله فيجب على الحكام العرب أن يجمدوا هذه المعاهدات العبثية وأن يسائلوا إسرائيل حول خديعتها لهم وهذه الخديعة عى التى دفعتهم للتعاقد مع إسرائيل بالاضافة إلى الضغط الأمريكى والجوائز الامريكية للحكام .
السفير د. عبدالله الأشعل كاتب مصري