للتوضيح،قرية أدي النص تتربع في قلب الجمال، بين ثلاث بلديات نابضة بالحياة: الغبرة، بولحراث، وباركاول، في ولاية لعصابة. إنها جارة الطبيعة العذراء، تحيطها تلك البلديات الثلاثة بجمالها الطبيعي وحيويتها الفريدة، مما يجعل أدي النص واحدة من أهم وأجمل القرى في المنطقة.
أدي النص تلك القرية المتألقة كقلادة من اللؤلؤ في قلب جبال واوة، تروي حكاية من الجمال والعراقة يصعب على الكلمات أن تحيط بها. معلقة كجوهرة نفيسة، تتألق بين الشمال، حيث يمتد واد أدي النص، والغرب، حيث تتعانق مع جبال واوة، وقد شرختها البطحاء بجمالها الفريد. ومن الشرق، تتكئ على شلخت تزكرة، وكأنها تستند إلى صفحات من التاريخ الممهور بعبق الأصالة.
إنها ليست مجرد قرية، بل لوحة بديعة تزينها الطبيعة بفرشاة السحر، وتخطها يد الزمن بمدادٍ من الذكريات. أدي النص، حيث يمتد طريق الحرير القديم، ذلك الشريان الذي ربط بين الحضارات، مارًّا بمدينة الغبرة وبوبقجة، ومتجهاً نحو واد لعريش، حاملاً معه قصص الأجداد والأمجاد. ليست بعيدة جنوباً، تقع وديان الجب وواد ولد أميليد، وهما رمز للعزة والفخر والشجاعة، إذ يحمل واد ولد أميليد اسم أعرق وأغلى الفصائل من إديبني الجكني.
وعندما تتجه طريق الحرير نحو باركاول، تلك المدينة التي تعجز الكلمات عن وصفها، تجد نفسك أمام مشهد يخطف الأبصار، ويحير العقول. في باركاول، تتجلى عظمة التاريخ في كل زاوية، وتتداخل مع سحر الطبيعة في تناغم لا يضاهى. إنها مدينة تفتقر فيها الكلمات إلى القدرة على التعبير، حيث يتجلى الجمال في أبهى صوره، والعراقة في أعمق معانيها.
أما المغترب الذي ابتعد عن أدي النص لأكثر من 25 عاماً، فهو يشد الرحال بروحه إليها في كل لحظة، يتذكر تلك الربوع الخالدة، ويبكي على الأطلال التي شهدت نشأته وشبابه. في قلبه، لا تزال أصوات الرياح وهي تعزف بين الجبال، ورائحة الأرض بعد المطر، تملأه بالشوق والحنين. كل حجر في أدي النص، وكل وادٍ وسهل، يحمل بين طياته ذكريات لا تُمحى، وقصصاً لا تُنسى.
في كل عودة بالذاكرة إلى أدي النص، يكتشف المغترب جمالاً جديداً لم يره من قبل، وحنيناً يشتعل في صدره ليعود إلى تلك الأرض التي تسكنه أينما حل وارتحل. أدي النص ليست مجرد مكان، إنها قطعة من الروح، جزء من الهوية، وكنز من الذكريات الذي يبقى خالداً في القلب مهما طال الزمن وابتعدت المسافات.
كامل الود،
اسلكو امخيطير
08/28/24