
كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن اعتزام المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف تقديم الاستقالة من إدارة ترامب، والعودة إلى عالم الأعمال العقارية.
ويأتي القرار المحتمل بعد فترة طويلة من النشاط المكثف في المحادثات، التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأثار تقاعد ستيف ويتكوف المحتمل تساؤلات حول مدى انخراط الولايات المتحدة في المراحل التالية من خطة الرئيس ترامب للسلام.
وربما تتفاقم الأزمة نتيجة استقالة ويتكوف عند النظر إلى عديد الملفات العالقة، ومن بينها: نزع سلاح حركة حماس، وإعادة إعمار غزة، وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية.
وكان ترامب قد صرّح بأنه سيشرف شخصيًا على “مجلس السلام” المسؤول عن تنفيذ الخطة، إلا أن شكوكًا تُثار بين المسؤولين الأمريكيين والعرب حول ما إذا كان سيواصل مشاركته الفاعلة، خاصة بعد قمة السلام التي عُقدت في منتجع شرم الشيخ المصري.
ويُعتبر ويتكوف، وهو شريك قديم لترامب ورجل أعمال من نيويورك، تُقدّر ثروته الصافية بملياري دولار، شخصية محورية في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي الأسبوع الماضي، عقد ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر اجتماعًا مباشرًا وغير اعتيادي مع كبار مسؤولي حركة حماس، بمن فيهم خليل الحية، وتشارك الاثنان (الحية وويتكوف) تجربتهما الدرامية في فقدان الابن.
وبينما فقد الحية ابنه في محاولة إسرائيلية لاستهدافه شخصيًا وقادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، توفي ابن ويتكوف (أندرو) بسبب تعاطيه جرعة مخدرات زائدة وهو في الثانية والعشرين من عمره.
وخلال لقائهما المباشر في فيلا بمنتجع شرم الشيخ المصري، قال ويتكوف للحية إنه “يتفهم ألم الأب المفجوع”، مشيرًا إلى أن ذلك كان أحد دوافعه الرئيسية لإنهاء الحرب.
وتعليقًا على توقع تقاعد ويتكوف، قال الدكتور أرئيل أدموني، وهو أبرز الباحثين في “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”، إن “قطر والوسطاء عملوا بشكل وثيق مع ويتكوف طوال الحرب”.
وأضاف: “مغادرة ويتكوف، الذي كان أحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تترك الآن سؤالًا مفتوحًا: إلى أي مدى ستواصل الولايات المتحدة المشاركة في الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وفي عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة”.