قراءه للوضع الراهن بين إسرائيل والعرب

سبت, 2025-05-17 23:33

الوضع الراهبن بين إسرائيل والعرب لابد من الاعتراف بأن إسرائيل والولايات المتحدة شريكان فى المخطط الذى يتكون من ثلاث عناصر:

العنصر الأول: هو تأميين إسرائيل إلى الابد من المقاومة ضدها والثانى هو الهيمنة على القرار العربى الجماعى والفردى من خلال الحكام العرب الذين لا يستطيعون الافلات من الرقابة الأمريكية. والعنصر الثالث هو عزل إيران بإعتبارها مصدرا لدعم المقاومة العربية بعد أن استجاب الحكام العرب لتليمات واشنطن بالتخلى عن المقاومة العربية ضد إسرائيل.

هذه العناصر الثلاثة مكنت إسرائيل لأول مرة فى تاريخها من الشعور بالامان فى المستقبل ولكن الحقيقة أن إسرائيل رغم انتصارها فى جميع الساحات بفضل واشنطن والهيمنة على الحكام العرب فى أضعف حالاتها، ذلك أن تفكيك إسرائيل وضعت بذرته يوم السابع من أكتوبر 2023 وقولنا أن المقاومة تتقدم بعد أن أسكتت واشنطن وإسرائيل الجيوش العربية جميعا ففتكت بالجيش العراقى ووضعت خطة للجيش السمدانى لكى ينشغل مع ميليشيات حميدتى كما وضعت خطة لليبيا وسوريا لكى لا تقوم لهم قائمة ولكى تأمن إسرائيل سوريا التى خاولت واشنطن وإسرائيل أكثر من أربعة عقود فك التحالف بين إيران والحكومة السورية التى كانت حلقة وسيطة بين إيران والمقاومة وتعمدت إسرائيل وواشنطن شيطنة إيران فى المنطقة كما أن واشنطن وضعت هدفاً نهائياً لإيران وهو التخلص من الثورة الإسلامية التى كان قيامها فى فبراير عام 1979 ضربة قاسمة للنفوذ الأمريكى فى المنطقة وتحاول إسرائيل أن تستغل حماقة ترامب لكى تورط أمريكا فى حرب ضد إيران تقضى على المصالح الأمريكية فى الخليج وتؤدى إلى حرب عالمية شاملة وفى تقدير كيسنجر أن هذه الحرب سوف تنتصر فيها إسرائيل ويتم إبادة الشعوب العربية ولكن كيسنجر الذى كتب مقالته فى عام 2012 تغير المشهد تماما فقد أدت ملحمة غزة إلى تآكل إسرائيل من الداخل رغم حمى الابادة التى تقودها إسرائيل بمخطط أمريكى وأسلحة أمريكية . وتقديرنا أن الشعوب العربية والإسلامية سوف تنتقم من حكامها ومن الصهاينة ولكن لحظة هدم المسجد الأقصى وقد اقتربت الساعة لأن الصهاينة المتطرفين الذين يسمون رجال الهيكل أى الباحثيين عن هيكل سليمان مكان مسجد الأقصى وهذه فى الغالب لحظة فناء إسرائيل وفقاً لسورة الأسراء ومع إسرائيل يزول الحكام العرب بانفجارات فى داخل الدول العربية وأن ابادة أهل غزة العرب المسلمين أمام انظار العرب والإسلامى سوف يدفع ثمنها الحكام العرب وإسرائيل وواشنطن التى يتوقع أن تزول عنها مقومات الدولة العظمى وتتراجع مكانتها العالمية والاقليمية بشكل لافت ولكن هذه المقالة تشير إلى أن إسرائيل قد انتصرت وفى نفس الوقت قد اقترب ساعتها و تقديرنا أن المقاومة بأشكال مختلفة سوف تستمر ضد الصهاينة الذين قد يفرون من إسرائيل خلال عام على الأقل وسوف تنضم الشعوب العربية إلى المقاومة. أما فى لبنان فإن أمريكا وإسرائيل نجحت فى تأليب الساحة اللبنانية ضد حزب الله وفى نفس الوقت قطع الحبل السورى بين إيران وحزب الله  ومحاولة الوقيعة بين الجيش اللبنانى تحت ستار سيادة الدولة اللبنانية وحزب الله ولكن الشعب اللبنانى سوف يدرك لاحقاً أن حريته وسيادته مرهونه بالمقاومة وليس بالجيش اللبنانى الذى يمثال كافة الجيوش العربية التى تخضع للخوف من فقدان الامتيازات وهزيمتها على يد إسرائيل والغريب أن هذه الجيوش فوتت فرصة ثمينة لن تتقرر وهى هزيمة المقاومة للجيش الإسرائيلى فى غزة ولن تدرك هذه الجيوش خطر إسرائيل خاصة على مصر إلا بعد فوات الأوان .

تلك قراءة سريعة للوضع الراهن يضاف إليها أننا نتمنا لإيران السلامة والحسابات الصحيحة والقراءة السليمة للموقف أن إيران فضلت الحوار غير المباشر مع واشنطن فى مسقط خلال الأسبوع الثانى من إبريل 2025 ونأمل أن تلجأ إيران إلى التقية حتى تفسد مخططات أمريكا و إسرائيل ويتوقع بعد المحادثات التى انصبت أصلا عن الملف النووى الإيرانى وكان يجب على إيران فى هذا الملف حتى لاسباب دعائية نزع السلاح النووى الإيرانى  أو احجام إيران عن حيازة السلاح النووى مقابل تجريد إسرائيل من سلاحه النووى لأن التجربة علمتنا أن دولة غير النووية تهاجمها إسرائيل والولايات المتحدة ولو كان لدى صدام حسين أسلحة نووية لما أقدمت أمريكا على غزو العراق. أما الملفات الشائكة الأخرى فيجب على إيران أن تخفض رأسها للموجه العاتية التى سببها ترامب وأن تحصل على عائد بترولها بدون العقوبات الأمريكية ويجب على إيران تأجيل البحث فى ملف المقاومة ولا مانع من الاستجابه المصطنعة من مطالب إسرائيل والولايات المتحدة بشأن المقاومة التى سوف تندلع فى كل الشعوب العربية ونشكر إيران أنها استماتت فى الدفاع عن المقاومة بعد أن تخلى عنها العرب اثارا لكرسى الحكم على الأمن القومى العربى ولذلك لم نأسف إذا تحققت رؤيتنا للمنطقة خلال الأشهر القليلة القادمة .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

السفير د. عبدالله الأشعل كاتب مصري