إستراتيجية تحييد القادة في حرب الشرق الأوسط المركز بين الفشل والنجاح.. العالم يقترب أكثر من حافة هاوية حرب عالمية ثالثة.

أربعاء, 2024-10-23 10:20

خلال عدد من الصراعات المسلحة وخاصة انطلاقا من بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية قرب نهاية سنة 1939 شكلت متابعة مختلف وسائل الإعلام من إذاعات وصحف ولاحقا من تلفزة ووسائل تواصل وتصريحات للسياسيين والعسكريين وغيرهم ممن يقدر أن لهم سعة اطلاع وسيلة من بين غيرها للأطراف المتصارعة لوضع تقديرات وتصورات لما يجري عند الطرف الآخر.

هذه المتابعات لها أبعاد كبيرة جدا ولكن فيما يخص الصراع العسكري الدائر منذ 24 فبراير 2022 في وسط شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا ومنذ 7 أكتوبر 2023 في الحرب في مركز الشرق الأوسط الكبير بين إسرائيل والفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين والإيرانيين، يمكن استطلاع تطور الأحداث وتقدير في أي اتجاه تسير بين فترة وأخرى.

المسجل أن ما يوصف بوسائل الإعلام الطاغية على الساحة الدولية وهي أساسا موالية أو تابعة لمعسكر حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، تعتبر مرآة لما يدور في مراكز القرار الغربية وتعكس ما يمكن أن يعتبر نصرا أو إحباطا.

نشر موقع "والاه" الإسرائيلي في شهر ابريل 2022 أي قبل حوالي سنة ونصف من عملية طوفان الأقصى تقريرا يتحدث عن تأسيس وحدة إستخبارية جديدة، باسم "imonitor"، تعمل على رصد ما تكتبه وتصرح به شخصيات إعلامية بارزة، الهدف من هذه الوحدة هو متابعة كل ما ينشَر في منصات الإعلام، التي تواجه السردية الإسرائيلية وتفككها. ويطال ذلك ما ينشره المؤثرون والناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي. ويهدف هذا الرصد – بحسب الموقع – إلى البحث عن معلومة قد تساهم في فك الأحجية التي تحللها الأجهزة الإسرائيلية. 

من الواضح أن هذا الإجراء يأتي على حطام محطات فشل استخباري إسرائيلي كبير. وفي شق عملي آخر، يحاول إرباك الأطراف الإعلامية في التعاطي مع المعطيات، وأن تشعر الوسيلة الإعلامية أو الشخصية الإعلامية بأنها محاصرة على مدار الساعة. هي محاولة لجعل عنصر الرقابة الذاتية مسيطرا، إلى حد يجعل المنتج الإعلامي في حالة تراجع، ولاسيما أنه ترك أثرامعنويا كبيرا في حياة الناس خلال الأعوام الماضية، وفضح كثيرا من المؤامرات، الإعلامية والسياسية. في الوقت نفسه، يأتي هذا التقرير جرس إنذار لمواكبة التطور التكنولوجي، بصورة دائمة، كأساس في المواجهة بين إسرائيل وخصومها.

استخبارات المصادر المفتوحة مصطلح يستخدم للإشارة إلى الاستخبارات المستخلصة من المصادر المفتوحة مثل مواقع التواصل الاجتماعي الإعلام المرئي والمطبوع ومواد المكتبات، وهي نقيض الاستخبارات بالطرق السرية المغلقة. ومع تشابه الاسم مع ذلك المستخدم في البرمجة، إلا أن المصادر المفتوحة كانت ومنذ القدم مصدرا من مصادر المعلومات الاستخباراتية، وراج المصطلح حديثاً، خصوصا مع وفرة المعلومات المتوفرة بمتناول الجميع سواء على الشبكة العالمية أو بشكلها المطبوع. 

يستخدم متابعو الحرب، الأفراد والمنظمات، الكثير من المصادر المفتوحة لجمع وعرض المعلومات

بعبارة مختصرة، فهذه الطريقة لجمع المعلومات الاستخباراتية هي جمع وتحليل المعلومات من مصادر عامة ومفتوحة. وتستخدم هذه الطريقة الاستخباراتية في دوائر الأمن القومي والأمن العام والاستخبارات التجارية، ولها أهمية عند الباحثين الذين إما لا يمتلكون القدرة على الوصول إلى معلومات سرية أو الوصول إلى معلومات تتطلب اشتراكاً ماليا. يطلق على هذا النوع من الاستخبارات بالإنجليزية اسم OSINT وهو دمج للحروف الأولى من Open-Source Intelligence أي، حرفيا، استخبارات المصادر المفتوحة. ومن الجدير بالذكر، أن هذه الاستخبارات لا تقتصر فقط على موظفي الدوائر الاستخباراتية الحكومية فقط، بل تشمل الأفراد الذين يفعلون ذلك من باب الهواية أو لبناء القدرات والمهارات التي ستفيدهم بحال قدموا لوظيفة لدى أجهزة الاستخبارات مثلا.

حسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات يتناول ملف استخبارات المصادر المفتوحة:

ـ أهمية الاستخبارات في عمليات جمع وتحليل المعلومات، واعتمادها على بوابات البحث العلنية من التشديد على ضرورة مراجعة المعلومات التي يتم جمعها من بوابات البحث العلنية من أجل تجنب المعلومات والأخبار المسربة، والتي قد تشتت وكالات الإستخبار في تحديد التهديدات.

ـ تناول الملف أيضاُ اهتمام وسائل الإعلام باستخبارات المصادر المفتوحة في حرب أوكرانيا، فقد اكتسبت استخبارات المصادر المفتوحة اهتماما واسعا. قامت العديد من المؤسسات بدمج في ممارساتها، بما في ذلك الأمن القومي وإنفاذ القانون والمنظمات غير الحكومية .

ـ الاستخبارات وادارة التهديدات : غالبا ما يكون التحليل والقدرة على مواجهة التهديدات غير متزامنين في بعض الوكالات الاستخبارية. عندما يتم اكتشاف المخاطر، غالبا ما تكون أوقات الاستجابة بطيئة للغاية ربما يعود إلى تعدد الأهداف وعدم التركيز.

 

الفشل

 

منذ منتصف عام 2024 تمكنت "إسرائيل" من الوصول إلى عدد من قيادات "حزب الله" وتصفيتهم في عمليات مختلفة، في محاولة للقضاء على القوة الضاربة للحزب. 

على الرغم من مقتل جزء من قياداته وفي مقدمتهم حسن نصر اللهواصل "حزب الله" اللبناني توجيه ضربات تستهدف الداخل الإسرائيلي، كما أعلن تبني مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، وتمكن من منع الجيش الإسرائيلي من تحقيق أي توغل يفوق الألف متر في جنوب لبنان مكبدا إياه خسائر كبيرة بإعتراف تل أبيب، كما حول كل المنطقة الواقعة جنوب الخط الأزرق اللبناني وحتى جنوب حيفا منطقة استهداف، مما أجبر أكثر من مليوني ونصف إسرائيلي على العيش في الملاجئ أو الفرار جنوبا نحو منطقة تل أبيب أو المغادرة إلى خارج إسرائيل.

وفي خطوة لافتة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان-حزب الله عن الانتقال إلى ما سمته "مرحلة جديدة وتصعيدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي" دون الإفصاح عن التفاصيل، مؤكدة أن الأيام المقبلة ستكشف طبيعتها.

جاء هذا الإعلان في توقيت حرج يتزامن مع تطورات ميدانية، أبرزها استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار في غزة، إضافة إلى أحداث أخرى.

يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بدوي انفجارات في مناطق حيفا وخليجها وساحل الكرمل، شمال إسرائيل.

وفعلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية صفارات الإنذار في الجليل الأعلى بعد رصد إطلاق صواريخ، وأفادت بإطلاق صفارات الإنذار في حيفا وعكا وبلدات عدة بالجليل.

ووفق الجبهة الداخلية الإسرائيلية فقد جرى إطلاق صفاراتالإنذار في نحو 30 بلدة ومدينة بالجليل.

 

تكلفة عالية 

 

كشف مصدر عسكري إسرائيلي رسمي يوم السبت 19 أكتوبر 2024 أن تكلفة الحرب على غزة ولبنان في الخمسين يوما الأخيرة، بلغت حوالي 67.75 مليار دولار، منها حوالي 12.2 مليون دولار على اغتيال حسن نصر الله وخليفته. 

ونقل موقع "واينت" الإسرائيلي عن المصدر قوله: "تكلفة القنابل الكبيرة، بزنة طن كل واحدة، التي ألقتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال 10 ثوان لاغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بلغت 25 مليون شيكل (6.7 مليون دولار)، وتكلفة اغتيال المرشح لخلافته، هاشم صفي الدين، بلغت 20 مليون شيكل (5.5 مليون دولار).

وأضاف المصدر العسكري أن "تكلفة يوم قتال واحد كانت 400 مليون شيكل تقريبا (حوالي 108.4 مليون دولار)، وأن هذه التكلفة تجاوزت النصف مليار شيكل (135 مليون دولار) منذ بدء الاجتياح البري لجنوب لبنان، ويتوقع أن ترتفع أكثر من ذلك قريبا.

وارتفعت تكلفة الحرب على غزة في أعقاب العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، في الأسبوعين الأخيرين، واستدعاء المزيد من قوات الاحتياط.

وذكر مسؤول رفيع في وزارة المالية الإسرائيلية أنه في ظل الوضع الحالي، وبسبب عدم وجود مصادر تمويل في الميزانية الحالية للإنفاق الكبير، وبسبب التأخير في تحويل مساعدات أمريكية بمبلغ 18 مليار دولار وتأخيرها إلى سنة الميزانية المقبلة، فإنه يتوقع أن تخرق الحكومة الإسرائيلية ميزانية العام الحالي بعد الأعياد اليهودية مباشرة.

وقال المسؤول الاقتصادي إنه سيكون من الصعب على الاقتصاد الإسرائيلي تحمل إطالة الحرب على غزة ولبنان بحجمها الحالي، وأن اتساع الحرب أكثر واستدعاء المزيد من قوات الاحتياط سيلزم باتخاذ خطوات في الميزانية لم تؤخذ بالحسبان في الأشهر الأخيرة، وفق ما نقل "واينت" عنه. 

وتقول إسرائيل إنها تحارب في سبع جبهات في المنطقة، تشمل غزة والضفة الغربية، وميلشيات في كل من لبنان، واليمن، وسوريا، والعراق مدعومة من إيران ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة". فما بدأ قبل عام كحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، سرعان ما دخل لاعبون إقليميون على خط المواجهات كحزب الله، و جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن. 

وأطلقت إيران مؤخرا وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل مستخدمة، مجموعة من الأسلحة لطالما أثارت قلق الغرب، ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية على أراضيها، فيما توعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني في الوقت الذي تحدده.

 

غزة بعد عام

 

رغم إعلان تل أبيب عن قتل السنوار في غزة لم يحدث أي تعديل في حدة المواجهات العسكرية على عكس ما توقعته قيادة الجيش الإسرائيلي، وتقوم المقاومة الفلسطينية بشن حرب استنزاف ليل نهار ضد القوات الإسرائيلية التي ترد بمهاجمة والمدنيين ولكن دون أن تنجح في تأليبهم ضد المقاومة أو دفعهم للهجرة خارج قطاع غزة. يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 أعلن عن مقتل ضابط رفيع في معارك شمال قطاع غزة وهو العقيد إحسان دكسه 41 عاما، قائد اللواء 401 "المسارات الحديدية" من الفرقة 162. 

وأقر الجيش الإسرائيلي كذلك بإصابة ضابط من "الكتيبة 52"بـ"اللواء 401" بجراح خطيرة في العملية نفسها التي قتل فيها دكسه. والمعروف أن تل أبيب تخفي الحجم الحقيقي لخسائرها في محاولة للظهور بموقف المنتصر ولتهدئة المخاوف الداخلية.

في تطور لافت قد تكون له توابع أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 إحباط عملية تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر نحو غزة كانت محملة على طائرة مسيرة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن المسيرة كانت محملة بـ8 بنادق آلية وذخيرة. 

يذكر أنه وبتاريخ 6 أغسطس 2024 وجه مسؤولون إسرائيليون اتهامات لمصر "بمساعدة الجيش المصري حركة "حماس" في تهريب السلاح من سيناء إلى قطاع غزة".

وأفاد تقرير مطول لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، أعده المحلل السياسي الإسرائيلي امير بوخبوت، إن على خلفية الاتصالات بشأن صفقة الأسرى تم مؤخرا اكتشاف نفق ضخم يبلغ ارتفاعه 3 أمتار على محور فيلادلفيا وقد يؤدي هذا الاكتشاف بالأضرار بالعلاقات مع مصر.

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، تمكنت حماس من خلال النفق من نقل أنظمة الأسلحة الثقيلة والمعدات الصناعية التي تدعم الصناعات الدفاعية للذراع العسكري من سيناء إلى قطاع غزة، ويبدو أن النفق يستخدم أيضا لإرسال المسلحين للتدريب في الخارج. 

في نفس الشهر كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر رفضت بشكل قاطع أن تكون جزءا من المحور الذي يهدف إلى صد هجوم إيراني محتمل ضد إسرائيل. 

 

الحرب الأوسع 

 

بينما تشتد المواجهات العسكرية على جبهات غزة ولبنان والحصار اليمني في البحر الأحمر على إسرائيل، تستعد تل أبيب لشن عملية عسكرية كبيرة ضد إيران تختلف التقديرات حول توقيتها وإرتباطها بقمة مجموعة بريكس في روسيا يوم 22 أكتوبر أو بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 4 نوفمبر 2024. ويرى مراقبون أن أي هجوم إسرائيلي كبير ومدمر ضد طهران هو أسلوب فرار إلى الأمام للخروج من فخ حرب الاستنزاف كما يستهدف جر واشنطن للمشاركة في الحرب وهو أمر يوجد بشأنه خلاف داخل الدوائر الحاكمة في العاصمة الأمريكية، وزيادة على ذلك فإنه يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة إذا تدخلت روسيا دعما لطهران أو للتصدي لتصعيد إسرائيلي أمريكي على الساحة السورية. 

وكانت وكالة تاس الروسية للأنباء قد نقلت يوم 17 أكتوبر 2024 عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله يوم الخميس إن موسكو تحذر إسرائيل من حتى التفكير في توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.

ونقلت تاس عن ريابكوف قوله “لقد حذرنا مرارا ونواصل التحذير، لتحذير (إسرائيل) من حتى التفكير افتراضيا في إمكانية توجيه ضربة لمنشآت نووية (إيرانية) وبنية تحتية نووية”.

وأضاف “سيكون ذلك تطورا كارثيا وإنكارا تاما لجميع المبادئ القائمة في مجال ضمان السلامة النووية”.

ولم يتبين على الفور في أي سياق بعثت موسكو مثل هذه الرسالة لإسرائيل.

وتعزز روسيا العلاقات مع إيران منذ بدء حربها في أوكرانيا وتستعد لتوقيع اتفاقية شراكة كبيرة مع طهران.

في القاهرة وخلال زيارته لمصر يوم 19 أكتوبر 2024 قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن حل الدولتين لن يؤدى إلى إرساء سلام مستدام في المنطقة، معتبرا أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية يجب أن يكون على أساس دولة ديمقراطية واحدة.

وتابع: "وفي مثل هذه الدولة يتعايش جميع السكان الأصليين الفلسطينيين، كمسلمين ومسيحيين جنبا إلى جنب مع اليهود، وعلى أساس استفتاء هؤلاء السكان الأصليين يجرى تقرير مصيرهم ومستقبلهم عبر صناديق ديمقراطية. هذه الفكرة ليست غريبة بل حققت نجاحا حين جرى إنهاء الفصل العنصري ابارتهايد في جنوب أفريقيا واليوم يعيش البيض والسود جنبا إلى جنب في ظل نظام ديمقراطي".

وأضاف: "أما سيناريو الدولتين فسيؤدي إلى استمرار التوترات بين الدولتين المحتملتين، وبالتالي استمرار الصراع"، معتبر أن هذا "الموقف منا انطلاقا من معطيات وله مبررات، لأنهم لا يريدون دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة إنما يطرحون نموذجا لـ"بلدية فلسطينية" أو دويلة صغيرة لا تتمتع بسيادة مستقلة، بل تفتقر للسيادة ولن يكون لها جيش ولا سيادة مستقلة أو دبلوماسية مستقلة، هذا ما يقصدونه من طرحهم "دولتين"، وليس دولة حقيقية، لذا علينا أن نعول على حل الدولة الواحدة الديمقراطية بدلا عن التسليم بحل الدولتين، ولكن في النهاية نحن ندعم أي قرار يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم، إننا فقط نطرح رؤيتنا".

وذكر عراقجي في تصريح لصحيفة "المصري اليوم" إن "منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة بالغة الخطورة، تتطلب تنسيقا إقليميا عاجلا لردع جرائم الكيان الصهيوني"، محذرا في الوقت ذاته من "أن استمرار ممارسات الاحتلال، قد تؤدي إلى ظهور غزة ثانية في لبنان وغزة ثالثة ورابعة في مناطق أخرى"، متحدثا عن "ضرورة وجوب الانخراط في موقف إقليمي موحد لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة".

تصريحات المسؤول الإيراني جاءت بع أيام قليلة من تصريح الريس الفرنسي ماكرون عن أن على نتنياهو ألا ينسى أن إسرائيل أنشئت بقرار من الأمم المتحدة.

 

التوسع شرقا وغربا

 

جاء في تقرير نشرته هيئة الاذاعة الريطانية يوم 5 أكتوبر 2024:

ترددت عبارة "رسم شرق أوسط جديد" على ألسنة مسؤولين إسرائيليين أبرزهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

إعادة ترتيب موازين القوى ورسم خريطة سياسية مختلفة للمنطقة ليس هدفا إسرائيليا جديدا، ولكن هناك من يرى في إسرائيل أنه "بات أقرب للتطبيق من أي وقت مضى" في ظل التطورات المتسارعة والمواجهات المستمرة مع ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة، وذلك منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

تكرر مشهد ظهور مسؤولين إسرائيليين حاملين خرائط لإسرائيل في محافل دولية، في إحداها ضمت الأردن، واللافت أن جميعها تخلو من أي إشارة لدولة أو أراضٍ فلسطينية.

وخلال كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي حاملا خريطتين شملت الأولى مناطق تكتسي باللون الأخضر للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وضمت مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن.

الخريطة الثانية شملت مناطق صبغت باللون الأسود، وسماها نتنياهو "الملعونة"، وضمت إيران وحلفاءها في المنطقة، سوريا والعراق واليمن وكذلك لبنان.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له مما سماه "الطموحات التوسعية الإسرائيلية"، وقال "سيطمعون في أراضي وطننا بين دجلة والفرات ويعلنون صراحة من خلال خرائط يلتقطون الصور أمامها أنهم لن يكتفوا بغزة."

 

التفوق الاستراتيجي

 

تقدم الولايات المتحدة دعما كبيرا لإسرائيل لتضمن تفوقها الاستراتيجي، وكثفت من وجودها العسكري في المنطقة في ظل تزايد التوتر، ولكن ذلك الدعم مسقوف بألا تتعدى إسرائيل الخطوط الحمراء التي ترددها واشنطن في خطاباتها الرسمية ولكن التي تناقضها كل تصرفاتها، وتتمثل في استهداف المشروع النووي الإيراني، ومشروع إقامة الدولتين.

وتقول ميري آيسين الخبيرة الأمنية والضابطة المتقاعدة في الاستخبارات الإسرائيلية "إن التحرك العسكري الإسرائيلي يأتي لمواجهة تصدير الأسلحة الإيرانية والأيدلوجية لأذنابها في المنطقة والتي تهدد إسرائيل ودول أخرى، ويهدف لتقويض قدراتها العسكرية".

ويرى مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون المشرق ديفيد شينكر إنه ربما أحرزت إسرائيل تقدما في سبيل شل "وكلاء" إيران في المنطقة، لكنها لن تستطيع أن تشكل واقعا جديدا دون الدول العربية.

ويذهب شينكر إلى أننا أبعد ما نكون عن تشكل ملامح جديدة، فهناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه، على الصعيد الاقتصادي وإعادة الإعمار، ويقول "حماس تستطيع النهوض مجددا في غياب تضافر الجهود العربية والدبلوماسية الدولية، وكذلك حزب الله في غياب جهود المجتمع اللبناني".

ويرى الباحث في مركز كارنيغي يزيد الصايغ، أن النظام الإقليمي الجديد الذي تسعى إسرائيل لرسمه يتطلب نوعين من الشركاء الأول والذي "يشعر بالتهديد" من إسرائيل كمصر والأردن وكلاهما لديه معاهدات سلام مع إسرائيل ولكنهما يخشون أن تؤدي "الأفعال الإسرائيلية" نحو دفع الفلسطينيين باتجاه حدودهما، ويقول "أي نظام إقليمي تفرضه المخاوف والشعور بالتهديد لن يكون مستقرا".

ويضيف "هناك النوع الآخر من الشركاء والتي تتشارك عددا من الأهداف الاستراتيجية في البحر الأحمر مع إسرائيل، وربما مصالح اقتصادية وغيرها."

وتقول آيسين إن إسرائيل تسعى لتعزيز الشراكة الأمنية، والاقتصادية، وحتى التكنولوجية، مع حلفاء يشاطروها استشعار "الخطر الإيراني".

وعلى مدار السنوات الماضية قادت واشنطن مشروع التطبيع في المنطقة، مقدمة إغراءات اقتصادية وعسكرية، كما روجت لفكرة أن إسرائيل ليست تهديدا إقليميا للعرب بل على العكس هي شريك استراتيجي في مواجهة إيران.

وقد لعبت التحولات الجيوسياسية، والاقتصادية دورا كبيرا في تغيير مواقف عدد من الدول العربية التي رفضت سابقا الاعتراف بإسرائيل احتجاجا على قرار تقسيم فلسطين بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948، وانخرطت دول كمصر وسوريا ولبنان والأردن، وفي سلسلة حروب مع إسرائيل.

ويقول شينيكر "ليس هناك شك أن هذه الدول تتعاطف مع الفلسطينيين، ولكنهم وجدوا أن إسرائيل ليست المشكلة وحدها ولكن كذلك صناع القرار الفلسطيني، فقرروا تقديم مصالحهم على ربط التطبيع بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

ويرى الصايغ أنه "لا يمكن النظر إلى التغيرات التي تطرأ على الشرق الأوسط بمعزل عن الظرف الدولي، والصراعات الدولية الأخرى بين أمريكا وروسيا والصين، والتغيرات في السياسات المحلية في أوروبا"، ويشعر الباحث في مركز كارنيغي بالقلق جراء تسارع التغيرات الإقليمية والعالمية والتي تغذي جميعها فكرة الصراع.

 

مشروع

 

كتب المحلل الروسي ماكيدونتسيف، في "أوراسيا ديلي" يوم 19 أكتوبر 2024::

القتال بين إسرائيل وحزب الله مستمر. وبات واضحا أن دوائر معينة في إسرائيل استغلت الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، للتعامل بالقوة ليس مع الفلسطينيين فحسب، بل ومع عرب آخرين مجاورين للدولة اليهودية.

وفي حين أن حزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جعلا من المستحيل عمليا إنشاء دولة فلسطينية، فإن السياسيين اليمينيين الآخرين في الائتلاف الحاكم يعتزمون تنفيذ خطط إسرائيل في الدول العربية المجاورة. الحديث يدور عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.قبل أسبوع، أدلى وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، في تعليقه على الفيلم الوثائقي "في إسرائيل: وزراء الفوضى"، الذي تنتجه Arte Reportage، الإخبارية الفرنسية الألمانية، بعدد من التصريحات، منها:

"أريد دولة يهودية… تعمل وفق قيم الشعب اليهودي… مكتوب أن أورشاليم تمتد مستقبلا إلى دمشق".

وفي 19 مارس 2023، خلال حفل تأبيني أقيم في باريس تكريما لناشط الليكود جاك كوبفر، قال: "الفلسطينيون غير موجودين، لأن الشعب الفلسطيني لا وجود له".

في مارس 2023، كانت الخريطة التي تصور الضفة الغربية أرضا إسرائيلية ربما تبدو كأنها من نسج الخيال الجيوسياسي المرضي لشخص ما، ولكن بعد اندلاع الأعمال القتالية في قطاع غزة، والآن في جنوب لبنان، لم تعد فكرة إسرائيل الكبرى تبدو خيالية.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن دونالد ترامب، الذي فعل الكثير لدعم توسع إسرائيل خلال فترة رئاسته، يمكن أن يفوز في الانتخابات الرئاسية، فإن السيناريو الذي يجري فيه توسع الدولة اليهودية يصبح واقعيا للغاية.

 

إستراتيجية "تحييد القادة"

 

جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 15 أكتوبر 2024:

خلال أسابيع فقط نجحت إسرائيل في تصفية معظم الصف القيادي الأول في حزب الله اللبناني بمن فيهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إضافة إلى عشرات آخرين من مستويات قيادية متوسطة، وكان السؤال الكبير الذي أعقب هذه الضربات الأمنية المركزة هو، هل يستطيع حزب الله الحفاظ على تماسكه وفعاليته الميدانية وحضوره السياسي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعانيها ؟.

سؤال يتكرر بعد كل عملية استهداف لقادة كبار في الجماعات الإسلامية المسلحة في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن ودول أخرى، وكانت الإجابات دوما متباينة، بيد أن الافتراض المعزز بالشواهد التاريخية والتجارب الواقعية يفيد بأن تحييد القيادات يؤدي في حالات كثيرة إلى تقويض قدرات التنظيمات ويحد من خطورتها، لكن في بعض الحالات الاستثنائية يحدث العكس تماما. وهذا ما سنجليه في سياق هذا التقرير.

 

سجال نظري

 

ثمة سجال نظري وآراء متباينة في أدبيات الحرب، والدراسات الأمنية ذات الصلة بعمليات مكافحة التمرد حول جدوى استهداف القيادات، وهل لذلك دور أساسي في القضاء على جماعات التمرد أم لا.

وخلصت دراسة، نشرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت بعنوان " تقييم نجاح استهداف القيادة" إلى أن "المتغير الرئيسي في تحديد مدى فعالية استهداف القيادات بشكل عام هو مستوى المؤسساتية في الجماعة المستهدفة"، لأن عامل المؤسساتية يضمن نوعا من المرونة أثناء عمليات استبدال القادة وتعويضهم.

وأكدت الدراسة أن التنظيمات التي تتمتع ببنية مؤسساتية جيدة لابد وأن تعاني من اضطراب مؤقت فقط نتيجة لفقدان القيادة، في حين أن الجماعات التي تفتقر إلى المؤسساتية الكافية لابد وأن تصاب بالشلل أو حتى الانهيار عندما تتعرض لحملة استهداف القيادة.

ونحت دراسة أخرى، نشرها مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية، ذات المنحى، إذ شددت أن "صمود الجماعات الإسلامية بعد عمليات قطع الرأس يحدده متغيرين أساسيين، البيروقراطية والدعم الاجتماعي، ورأت أن بعض الجماعات تنزع إلى تطوير بنية بيروقراطية تساعد على انتقال السلطة، والدعم الاجتماعي يؤمن الموارد اللازمة للاستمرار".

أما الباحث في معهد راند باتريك جونستون فجادل في دراسة موسعة حلل فيها 168 تمردا وقع في الفترة الممتدة من 1803 إلى 1999 بأن إستراتيجية قطع رأس القيادة، أسلوب فعال ومجدي، يضعف المنظمات المتمردة ويمزقها ويجعلها أكثر عرضة للهزيمة.

ربما وجد حزب الله نفسه قريبا من هذا الوضع أي فقدان الأطرالتاريخية المؤسسة، وإن طمأن نعيم قاسم نائب أمينه العام أنصاره بوجود بقية من الجيل المؤسس في رصيد الحزب.

 

طالبان

 

في بعض الأحيان مجرد غياب القائد لظروف أمنية، أو تعرضه للاعتقال يدخل الجماعة في دوامة من الارتباك والتشظي.

حركة طالبان تقريبا هي الجماعة الوحيدة التي لم تتأثر بوفاة ومقتل زعمائها وقادتها الكبار، بل إن زعيمها ومؤسسها الأول الملا عمر توفي في 2013 ولم يكن يعلم بذلك سوى بضعة أفراد من قادة الحركة، وظلت الحركة نشطة دون أن تتأثر فعاليتها الميدانية، ولم تعلن عن وفاته حتى عام 2015.

ويمكن إرجاع أسباب هذا الاستثناء إلى أن طالبان ليست تنظيما، بل حركة شعبية، تستند إلى عمق قبلي وحاضنة شعبية، تؤمن لها الاستمرار والصمود، إضافة إلى أن المجهود الحربي للحركة يقع على عاتق عشرات القادة الميدانيين المنتشرين في القرى والأرياف.

كما أن أمراء الحركة الكبار ومن بينهم الملا عمر لم يظهروا في الإعلام أبدا، ولم يعتادوا على إرسال خطاباتهم المرئية، ولا توجد صور حديثة لهم، وبالتالي لم يحتلوا خيال ووجدان أتباعهم بنفس الدرجة التي يمكن لقادة دأبوا على الظهور في الإعلام أن يفعلوا، وتعويضهم لا يؤثر على الولاء للحركة، لأن عامل الارتباط العاطفي بصورة القائد الكاريزمي غير موجود.

وعندما توفي الملا عمر في 2013، واصل المقربون منه إصدار بيانات المعايدة باسمه والتي تعود على إصدارها في الأعياد الدينية، دون أن يلحظ أحد غياب الأمير.

 

أوهام 

 

يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 اعترف مسؤول إسرائيلي كبير في تصريح لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن تصفية زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار لن تنهي الحرب وأن أهدافنا في قطاع غزة لم تتحقق بعد و"حماس" لا تزال قوية في غزة

وأضاف المسؤول أن حركة "حماس" لا تزال تتمتع بقوة عسكرية في القطاع وسيطرة مدنية و101 رهينة هناك.

وذكر المصدر ذاته، يعتقد على نطاق واسع في النخبة الإسرائيلية أن شقيقه محمد السنوار سيتولى الإدارة العملية للحركة في غزة وخاصة قضية المختطفين.

وأفاد بأن مقتل السنوار يفتح الباب أمام احتمالات أخرى لإنقاذ المختطفين، لكنه أعرب عن تشاؤمه من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع محمد السنوار.

وصرح المصدر الإسرائيلي بأنه "ليس أقل تطرفا من شقيقه وهو إرهابي كبير مثله".

وكشف المسؤول أنه في الأسبوعين اللذين سبقا اغتيال السنوار، وصلت إشارات إلى إسرائيل حول استعدادات لدى "حماس" للتحلي بالمرونة بشأن شروط الصفقة، ومن بين أمور أخرى فيما يتعلق بمطلب انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا.

ويعود السبب في تقديره إلى انخفاض حجم الإمدادات التي تدخل إلى شمال قطاع غزة الأمر الذي يصعب على "حماس" الحفاظ على سيطرتها المدنية في المنطقة.

وأفاد بأن إسرائيل تدرك أن تفكيك سيطرة "حماس" المدنية على القطاع بشكل عام والإمدادات القادمة من العالم ككل هو المفتاح لتحقيق أهداف الحرب، وعلى هذه الخلفية طرح مكتب رئيس الوزراء فكرة جديدة حول هذا الموضوع.

ووفق المسؤول ذاته، بعد أن واجهت المحاولات السابقة لتوزيع الإمدادات عبر العشائر ومنظمات الإغاثة الدولية صعوبات، ستدرس تل أبيب الآن فكرة أن تكون الشركات الأمريكية الخاصة مسؤولة عن إدخال المساعدات من المعابر مع إسرائيل وتوزيعها في التجمعات المدنية في القطاع.

وبحسب النموذج الذي تم فحصه، سيكون الجيش الإسرائيلي مسؤولا عن الجانب الأمني ​​والسلامة حتى لا يقوم عناصر "حماس" بإيذاء موظفي الشركات الخاصة، مؤكدا أن الجنود الإسرائيليين لن يقوموا بتوزيع الأغذية.

 

حرب أبدية واحتلال وديكتاتورية

 

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم 15 أكتوبر مقالاً للكاتب والناقد الإسرائيلي روغل آلفر، يتحدث فيه عن هلاك "إسرائيل".

أدناه نص المقال منقولا إلى العربية بتصرف:

يمكن تشبيه حالة "المجتمع" الإسرائيلي بجذع شجرة لا يزال يبدو متيناً من الخارج، لكن حلقاته الداخلية فاسدة، وسيستمر العفن في أكله حتى انكساره الحتمي.

الحلقة الأعمق هي الحرب الأبدية. لم تبدأ الآن، بل كانت هنا منذ سنة 1947. إنّ الحرب الحالية حادة بشكل خاص وطويلة الأمد، لن نعرف فيها فترات هدنة.

أما الحلقة الثانية فهي الاحتلال والضم ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية، وقريباً أيضاً في شمال قطاع غزة، وربما حتى في جنوب لبنان.

أما الحلقة الثالثة فهي الدكتاتورية الناشئة والمتصاعدة في "إسرائيل"، والرابعة هي الديموغرافية الحريدية، وقانون التملّص من الخدمة.

الحلقة الخامسة هي الانهيار الاقتصادي الوشيك، بسبب تغذية الحرب الأبدية، والاحتلال المتوسع، وخفض التصنيف الائتماني، وكذلك الديمغرافية الحريدية. أما الحلقة السادسة، وهي الحلقة الخارجية، فهي الانهيار البيئي، الذي تغذيه أيضاً الديمغرافية الحريدية والإهمال الحكومي.

هذه هي الحلقات الست لنهاية "إسرائيل". لم تتناول الحركة الاحتجاجية التي سبقت 7 أكتوبر سوى الحلقة الثالثة، حلقة الديكتاتورية، وربما تنزلق الأمور إلى حرب أهلية. لكن حول حلقتي الحرب الأبدية والاحتلال هناك إجماع واسع بين الإسرائيليين. وتبقى السلطة في يد الدكتاتورية التي تعزز قبضتها.

الحلقات الست لا يمكن فصلها عن الجذع. إنها الجذع بحد ذاته. والشجرة مريضة. إنها تموت بالفعل. حكم عليها بالموت. والمتوهمون، الذين يضعون كل آمالهم في إعادة المخطوفين أو استبدال نتنياهو ببينيت، ينظرون إلى الجذع من الخارج فقط ويرفضون الاعتراف بحلقاته الداخلية.

 

عمر نجيب

[email protected]