
الهجوم على المقاومة يأتى من كل جانب أولها السلطة الفلسطينية وموقف السلطة هو نفسه موقف معظم الحكام العرب لأنهم انحازوا إلى مصالحهم الشخصية وكراسيهم التى تضمنها أمريكا وإسرائيل ولذلك فالحاكم الذى يتوانى فى خدمة إسرائيل وأمريكا يفقد كرسيه فورا وهم يعلمون ذلك هذا هو التفسير الوحيد لموقفهم فى الجانعة العربية يوم أدانوا المقاومة وصمودها ووصموها بالإرهاب علما بأن موقفهم يؤيد الإرهاب الإسرائيلى والأمريكى ضد كل ما هو عربى. بل إن اجتماع نيويورك يوم 29 يوليو 2025 الذى قدم وهما تستر وراءه لضرب المقاومة.
أما الوهم فهو استعداد عدد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية القائمة بالفعل والتى قررت إسرائيل ان فلسطين كلها للصهاينة بما قيها غزة وضمها بالقوة وطرد سكانها منها الذين لاتعترف بهم .
والحق أن موقف إسرائيل من فلسطين والعرب وهو أنهم لاينتمون إلى الجنس البشرى هو نفس موقف معظم الحكام العرب من الشعوب العربية ومعظم الدول العربية تحكمها عصابات استولت على السلطة وحولت جيوشها إلى أدوات تدافع عن نظم الحكم وأفهمتهم أن عدوهم هو الشعب أما إسرائيل فهى حليف فى هذا الحلف غير المقدس.
ولما كانت المقاومة تؤمن بالله وبحقها فى هذا الوطن فالنظم فى معظمها وجيوشها تكره المقاومة لأنها تضعف إسرائيل حليفتهم وسيدة القرار فى دولهم، مقابل لصوص الصهاينة الذين يحاربون المقاومة دفاعا عن كراسيهم وإنقاذ الحكام العرب المعتمدين على إسرائيل .ولما كان هجوم المقاومة فى السابع من أكتوبر 2023 كان يفتح صفحة جديدة وهى تحرير فلسطين كلها وإنهاء السرطان الصهيونى، وليس هدف المقاومة من الهجوم مجرد مقاومة الاحتلال الجائر طويل الأمد وهو تمهيد لضم كل فلسطين لإسرائيل بعد تفريغها من سكانها، ولما كانت عقيدة المقاومة هى أن إسرائيل مدعومة من معظم الوسط العربى والغربى وأن سياسة الإبادة هدفها النهائى إنهاء وجود الشعب فى أرضه إما بالموت الزؤام وإما بالتهجير وتتفق معها أمريكا ومعظم النظم العربية، فالمقاومة تفهم أنه صراع بقاء إما أصحاب الأرض وإما لصوص الأوطان الصهاينة وأذنابهم، فقد آمنت المقاومة بوعد الله فهى تطلب النصر أو الشهادة وكلاهما خير،
ولذلك سكتت هذه الحكومات العميلة على حملة نقد أمريكا وإسرائيل للمقاومة.
فالمقاومة بإمكانياتها المتواضعة تدافع عن الحق وكل الأطراف الأخرى تدافع عن الباطل. ولابد من نصرة المقاومة حتى بالقلم. وبلغ حيف بعض الحكام العرب على الحق ممن شاركوا فى مؤتمر نيويورك أن فقرة فى البيان المشترك أدانت حماس على هجومها يوم السابع من أكتوبر وجميع هجماتها على إسرائيل بذريعة أن إسرائيل تضم مدنيين أبرياء وهذا قمة التضليل.
وتجاهلت صور الهجوم على المقاومة وعلى رئيس حماس لأن المشاركين فى الحملة الظالمة إما متنكرون للعروبة خدم الصهيونية والموساد وإما جهلة أو سفهاء لا يليق ذكرهم فى هذا المقام، وفى كل الحالات فهم منافقوا النظم وخونة أوطانهم بعد أن خانوا الله ورسوله.
أدافع عن المقاومة للظلم الذى شاع فى المنطقة انحيازا للحق وبغضا للباطل ولله عاقبة الأمور.
ولاشك أن تحصين وعى الشعوب العربية ضد هذه الحملة سهل ميسور لأن هذه الشعوب مزودة بمؤشرات دقيقة للحق والباطل خاصة وهى ترى أن السكوت عن الباطل وعدم رفضه وإدانته أيا كان الثمن يؤذى هذه الشعوب فى وجودها وكرامتها. وتصر إسرائيل ومعها أزلامها على القضاء على المقاومة وتسليم سلاحها للسلطة، ولكن بارك الله فى المقاومة وما تبقى من سلاحها وأمضى سلاح هو القتال فى سبيل الحق أما المعسكر الآخر فيقاتل فى سبيل الطاغوت ولن يعجز الله هزيمة الطواغيت وسحقهم ويشفى صدور قوم مؤمنين.
السفير د. عبدالله الأشعل كاتب ودبلوماسي مصري