الصراع من شرق المتوسط حتى بلاد الرافدين.. تنازع قوى دولية واقليمية ومواجهات طائفية تشكل بؤرة انفجار خطرة

أربعاء, 2021-10-20 03:44

تتجمع غيوم داكنة تشكل إنذارا بخلق عاصفة جديدة تمتد من الحدود العراقية الإيرانية غربا إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، هذه الغيوم هي في الواقع خليط من أبعاد وتأثيرات تداخل صراعات قوى إقليمية ودولية متحالفة ومتنافسة ومتعادية لفرض واقع جديد يستبدل ويعوض أو يرسخ نتائج الحرب شبه الدولية الدائرة على أرض بلاد الشام منذ منتصف شهر مارس سنة 2011.

الجيش العربي السوري وبعد عشر سنوات من الحرب استعاد السيطرة على ما بين 72 و80 في المئة من أراضي البلاد، وما تبقى من مليشيات خصومه المسلحين سواء المحليين أو المتطوعين والمرتزقة القادمين من أكثر من 80 دولة أصبحوا مشتتين، بين مثلث إدلب حيث تنتشر في كانتونات التنظيمات المسلحة لتفرعات القاعدة وداعش وغيرهما تحت الحماية التركية، أو شرق نهر الفرات تحت الوصاية الأمريكية الموزعة بين التنظيمات الكردية الإنفصالية قسد وغيرها والجيش الحر.

تأثير إسرائيل في الصراع تقلص تقريبا حتى خطوط وقف اطلاق النار لسنة 1973 في منطقة الجولان، ولم يبق أمام تل أبيب حتى اللحظة الحالية سوى إمكانية التدخل من حين لآخر بطيرانها لقصف أهداف في سوريا تحت غطاء ضرب القوى العسكرية الموالية لإيران وكذلك لإمتحان مدى تقدم أنظمة الدفاع الجوي الروسية في مواجهة أحدث ما تنتجه المصانع الأمريكية من وسائل هجوم.

تركيا التي تحملت الدور الأكبر في الحرب شبه الدولية على دمشق، لا تزال تتابع دورها في منع دمشق من حسم الصراع العسكري، ولكن رغم وفاء أنقرة لمخططات زعيمة حلف الناتو في المنطقة الشرق أوسطية فإنها تجد نفسها من حين لآخر في خط صدام مع واشنطن بسبب الخلاف على حجم حصتها من النفوذ والغنائم السياسية والاقتصادية ومعارضتها بعض مشاريع البيت الأبيض لإعادة رسم خرائط المنطقة وهنا يتعلق الأمر أساسا بدولة كردية.

حكومة أنقرة وفي تحركاتها على ساحة بلاد الشام تجد نفسها في مواجهة مع إيران التي تساند حكومة دمشق وتمد نفوذها غربا من العراق حتى لبنان حيث يتهمها الغرب وحلفاؤه في المنطقة بالعمل على تشكيل الهلال الشيعي والوصول به إلى ساحل المتوسط.

طهران ورغم عدم التحدث علنا عن الخلاف والصراع مع أنقرة تتهم تركيا بالسعي لإحياء العثمانية وفرض سيطرتها على مستعمراتها القديمة التي خرجت من تحت هيمنتها بعد الحرب العالمية الأولى، وأنقرة وآخرون يتهمون إيران بإستخدام شعارات العداء لإسرائيل والولايات المتحدة كأدوات لتحقيق الأحلام الفارسية التاريخية للسيطرة على منطقة الخليج العربي والعودة إلى سواحل المتوسط.

طهران وأنصارها في المنطقة يتهمون واشنطن وحلفاءها بالسعي لبدء حرب أهلية جديدة في لبنان لشغل سوريا وإضعاف جهودها لإخراج القوات الأجنبية من أراضيها.

واشنطن وبصفتها حارس النظام العالمي الأحادي القطب والساعية إلى استمراره، تعمل رغم تعثرها في الحرب شبه الدولية في بلاد الشام والتحديات التي تواجهها في مناطق أخرى من العالم على استكمال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وضعه المحافظون الجدد من أجل حماية إسرائيل لعقود قادمة ونسف فرص نجاح أي مجهود لوحدة ما تجمع الدول من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، وكذلك إستكمال طوق الحصار على روسيا من جناحها الجنوبي الغربي، وقطع السبل على المشروع الصيني طريق الحرير الجديد، أو حزام واحد طريق واحد.

روسيا وجدت في تدخلها العسكري المباشر إبتداء من 30 سبتمبر 2015 في سوريا لدعم الجيش العربي السوري، فرصة لإستعادة نفوذها في منطقة كانت تقليديا ومنذ نهاية عقد الخمسينيات مناهضة للنفوذ الغربي، وسبيلا للوصول إلى المياه الدافئة وكسر حلقة الحصار الأمريكي حولها. بلوغ الكرملين مياه البحر المتوسط أتاحت له البحث عن موطئ قدم في القارة السمراء حيث تتصادم وتتنافس وتتصارع الدول الأوروبية والولايات المتحدة والصين على موارد ضخمة ومواقع إستراتيجية في غاية الأهمية.

بين كل هذه القوى تتأرجح وتتبدل التحالفات الإقليمية، وتوجه النزاعات وتستغل مشاكل المنطقة المركزية جغرافيا على خارطة العالم.

تطلعات تل أبيب

يوم الأحد 17 أكتوبر 2021 أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن أمله أن يتمكن لبنان والعراق من "التحرر من قبضة الحرس الثوري الإيراني الخانقة".

وقال بينيت، في كلمة له أمام نواب إسرائيليين خلال اجتماع أسبوعي للحكومة تعليقا على انتخابات العراق وأحداث بيروت، إن إسرائيل ترى "تطورات واتجاهات تظهر في الأصل لقوى خاضعة بما يكفي للسيطرة والنفوذ الإيراني". واعتبر أن كل مكان يدخله الإيرانيون يواجه "دوامة من العنف والفقر وعدم الاستقرار والفشل".

تزامنا مع تصريحات بينيت أعلن في واشنطن عن خطة أمريكية لمواجهة تحالف "الإرهابيين واللصوص" في لبنان. في نطاق ذلك وحسب الحرة كلف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزيري الخارجية والخزانة فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية، بزيارة بيروت على رأس وفد مشترك من وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، في مؤشر لبداية اهتمام أمريكي شامل بلبنان.

ماثيو زايس النائب الأول لمساعد وزير الطاقة الأمريكية السابق يثني على زيارة نولاند للبنان، لأنها تعني "إدراك الإدارة الأمريكية أهمية لبنان، ويقين واشنطن أنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام قضم 'حزب الله' للبنان بمساعدة إيران، وجعل هذا البلد ممرا للإرهاب من طهران إلى بغداد، مما أدى إلى تدهور نظامه السياسي وصولا إلى نقطة العجز الكامل".

ويضيف "إنها فرصة الولايات المتحدة لتغيير مسار الأحداث، ولتكون لاعبا أساسيا في إنقاذ لبنان عبر اعتماد سياسة ذكية وشاملة تدعم الحكومة ومؤسسات الدولة لتمكينها من تحقيق الخيارات والإصلاحات الصعبة المطلوبة لإنقاذ لبنان واللبنانيين".

غرايم بانرمان، الباحث في "معهد الشرق الأوسط " في واشنطن، وكبير موظفي لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي سابقا صرح بشأن التوجه الأمريكي، إن ما رأيناه من أعمال عنف في بيروت "كان خطرا ومقلقا جدا خاصة وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان". وأضاف أنه " يجب على "حزب الله" الاعتراف بأن الجهات اللبنانية الأخرى لها الحق بإبداء رأيها وبالمشاركة الفاعلة في الحكومة اللبنانية التي ليست ملكا لـ"حزب الله".

من جهته، جدد نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إدانة بلاده لـ"نشاطات 'حزب الله' الإرهابية وغير الشرعية التي تقوض أمن لبنان واستقراره وسيادته".

ويلاحظ نبيل خوري، الدبلوماسي الأمريكي السابق، أن ما جرى في بيروت من أعمال عنف هو "تذكير قبيح بأنه بعد 30 عاما على انتهاء الحرب الأهلية، لا يزال لبنان محكوما بعائلات ومنظمات مافيوية طائفية، وأن نفس النخب الفاسدة لا تزال تستغل وتسرق وتقتل".

منظمات المجتمع المدني

جاء في تقرير نشره معهد واشنطن بتاريخ 21 سبتمبر 2021:

لطالما أدرك "حزب الله" وإيران أمرا لم تفهمه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، وهو القوة الناعمة. ففي حين قدم الغرب المساعدة إلى لبنان بالطريقة التقليدية القديمة - دعم المعارضة السياسية، وتقديم المساعدة الأمنية للجيش، وتمويل برامج التنمية - كانت إيران تمول مجتمع الأعمال الشيعي، والمؤسسات الإعلامية، والتعليم والمبادرات غير التقليدية مثل التدريب على الأمن السيبراني، والموسيقيين وجماعة من الشباب الموالية تدعى "كشافة المهدي". وأقام "حزب الله"، بدعم إيراني، دولة بديلة وأسس اقتصادا موازيا وفر الخدمات والوظائف. والآن، في الوقت الذي يضعف فيه "حزب الله" بفضل العقوبات الغربية، بإمكان الولايات المتحدة استخدام مقاربة مماثلة من القوة الناعمة لمساعدة اللبنانيين في الوصول إلى الفرص الاقتصادية التي يريدونها - وإضعاف "حزب الله" في غضون ذلك. 

لقد ثبت مرارا وتكرارا أن الانتظار بأن يتغير "حزب الله" والطبقة السياسية اللبنانية هو مجرد مضيعة للوقت. لكن لبنان بذاته يتغير. أمام واشنطن فرصة للاستفادة من هذه التغييرات من خلال الاستثمار في مجموعات المجتمع المدني الناشئة كبديل مجدي لـ "حزب الله". إن شعب لبنان جاهز لذلك، وحان الوقت لانتهاز الفرصة.

يجب تنظيم المساعدة للجيش للتأكد من عدم استفادة العناصر الموالية لـ "حزب الله" داخل الجيش - وهي العناصر التي وفقالبعض التقارير استهدفت النشطاء اللبنانيين. بإمكان الولايات المتحدة أن تجعل حماية النشطاء شرطا لاستمرار المساعدة العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تمر المساعدات الإنسانية فقط من خلال منظمات المجتمع المدني، وليس المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالسياسة. وتميل الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة إلى توجيه المساعدات إلى المنظمات والجمعيات الخيرية المرتبطة بالنخب السياسية القوية في لبنان، بدلا من المنظمات الشعبية الحقيقية. وفي غضون ذلك، تضاءلت المساعدة لبعض مبادرات المجتمع المدني المناهضة لـ "حزب الله" منذ أن بدأت الولايات المتحدة المفاوضات النووية مع إيران.

حماية لبنان

جاء في تقييم للأحداث وضعه باحث عربي، تفيد مصادر لبنانية أنه في الوقت الذي تقوم مبادرة باريس الأخيرة على تحييد لبنان عن أزمات الإقليم وكانت في خلفية تشكيل الحكومة وهو ما لم يرض البيت الأبيض أو تل أبيب، بدا الوضع اللبناني قابلا للانفتاح على أزمات الإقليم عند مواجهة أي تحد أمني داخلي، حيث تبادلت الأطراف الرئيسية لحادثة مذبحة بيروت وفور وقوعها الاتهام بالعمل من أجل محاور إقليمية ودولية، فقد اتهمت القوات اللبنانية من قبل حزب الله وحركة أمل بالعمل مع السفارة الأمريكية وعواصم عربية ضد "محور المقاومة". وبالمقابل، اتهم حزب الله من قبل القوات وقوى أخرى بالعمل من أجل إيران وتغليبه لمصالحها على المصالح الوطنية ولو باستعمال السلاح في حروب داخلية. وبالتالي فلا شيء يمنع من أن تنخرط هذه القوى في أزمات الإقليم أيضا إن استدعى الأمر منها ذلك، ما يعني بعبارة أخرى أن الأزمة اللبنانية لا تزال فاعلة في الاشتباك الإقليمي ولم تبتعد عنه ولو قليلا ولفترة تكفي لتدارك الانهيار أو أهم أسبابه وهو ما كان يعول عليه بعد تشكيل حكومة ميقاتي.

إن أحد السيناريوهات المطروحة لحل الأزمة، مقايضة تداعيات حادثة بيروت، بداعي أنها تهدد بانفجار حرب أهلية جديدة، مع التحقيق الذي يقوم به القاضي البيطار المتهم بتسييس التحقيق في انفجار بيروت بهدف إتهام حزب الله، وذلك بتحجيم صلاحياته ومنازعته فيها أو إفراغ تحقيقه من مضمونه بأية وسيلة قضائية أو سياسية متاحة، هذا إن لم يكن من الملائم تنحيته، فالرئيس ميقاتي يشدد على عدم تدخله في القضاء وأنه يترك له القرار الملائم، كما يؤكد وزير العدل وحتى قوى أخرى على استمرار القاضي في عمله. وسبب ذلك أن تنحية البيطار وخاصة بعد الحادثة مباشرة وبقرار من السياسيين، قد تعرض الحكومة وبعض القوى اللبنانية لضغوط دولية لطالما هددت بها عواصم معنية بالأزمة اللبنانية، منها واشنطن وباريس فضلا عن استمرار الانكفاء العربي الخليجي عن مساعدة لبنان.

من جهة أخرى، ليس من المستبعد أن تفتح الحادثة الباب على تسوية جديدة ولو صغيرة، قد تساعد الحكومة على التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية ومن حدة الانهيار المتسارع، لكن ذلك يحتاج إلى تراجع حدة الاشتباك الإقليمي خاصة بين السعودية وإيران، كما يحتاج لموقف دولي أكثر اهتماما بلبنان.

المراقبون أشاروا إلى أن الانقسام السياسي حول التحقيق في جريمة المرفأ تزامن مع ما هو أبعد من ذلك في ظل تزاحم أمريكي - إيراني في البلد خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2021، تمثل بتفرد الحزب في استيراد النفط الإيراني وإدخاله من مرفأ بانياس السوري إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية متحدياالعقوبات الأمريكية على إيران وعلى سوريا، ما تسبب بحملة على هذه الخطوة لأنها تقحم البلد في الصراع الدولي - الإقليمي، بينما عاكستها الإدارة الأمريكية بإعفاء لبنان من عقوبات "قانون قيصر" على استجرار الكهرباء من الأردن والغاز المصري لمعامل الكهرباء، عبر الأراضي السورية. واعتبر غير مسؤول أمريكي، كان آخرهم نائبة وزير الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، أن خطوة الحزب "فرقعة إعلامية"، في ختام زيارتها بيروت في 14 أكتوبر. وفيما جاءت زيارة نولاند بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت التي قدم خلالها عروضاً لتزويد لبنان بالمحروقات وبناء معامل الكهرباء، وإعادة إعمار المرفأ، يرى مراقبون أن توتر "حزب الله" حيال التحقيق بانفجار المرفأ ليس معزولا عن الصراع الأمريكي الإيراني، حيث تزاحم واشنطن، طهران والحزب على النفوذ في البلد، أولا عبر علاقتها بالجيش اللبناني، الذي تزوده بالسلاح والذخيرة والطيران والتدريب والخبرات، وآخرها إعلان نولاند عن التبرع بـ 67 مليون دولار للمؤسسة العسكرية. وسبق لرئيس المجلس السياسي في الحزب هاشم صفي الدين أن لوح بأن الحزب قد يخوض معركة إخراج أمريكا من الأجهزة اللبنانية.

وفي معلومات أوساط سياسية أن الحزب يحضر لخوض معركة تثبيت نفوذه في الجيش وفي القضاء، لإضعاف النفوذ الأمريكي، ولا يكتفي بنفوذه على الرئاسة الأولى. وتروج أوساط قيادية فيه لمعطيات تزعم أنها تشمل تعاونا أمريكيا خليجيا مع بعض الأجهزة العسكرية، والقضائية بهدف إلصاق تهم بالحزب في انفجار المرفأ، لا يمكن أن يحتملها. 

أمر واحد تتفق عليه العديد من القيادات حتى إشعار آخر، هو أن أحد أهم موانع اندلاع الحرب الأهلية هو أن الجيش اللبناني قادر على التدخل لوقف أي صدامات مسلحة حتى لو وجد السلاح، فيما كان ممنوعا عليه في عام 1975 أن يتدخل لوقف الحرب بحجة الخوف من انقسامه بين مسلمين ومسيحيين، الأمر الذي حصل لاحقا، لأن قرار الاقتتال الداخلي كان أقوى من الحفاظ على وحدته، فيما يغلب في الظروف الراهنة الإصرار على وحدته ودوره في حفظ الأمن على أي أمر عمليات بالحرب الأهلية.

إلا أن المخاوف من تجدد الحرب الأهلية في لبنان تبقى ماثلة في أذهان بعض القوى السياسية، نظرا إلى اعتقاد عديد من السياسيين أن جذورها لم تعالج، وأن الخلافات الطائفية على الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة في عهد عون، فضلا عن الخلافات بشأن سلاح "حزب الله"، تحمل في طياتها بذور الصدام الأهلي. وهو ما حصل في مناسبات عدة، أبرزها في 7 مايو 2008 حين احتل الحزب بيروت وبعض مناطق الجبل وتسبب بتصاعد الحساسية الشيعية - السنية والشيعية - الدرزية، وفي مناسبات عدة حين حصلت احتكاكات بين منطقتي الشياح وعين الرمانة كان الجيش يتدخل لضبطها، وعندما اندفع مناصرو الثنائي حزب الله وحركة أمل أكثر من مرة نحو ساحات اعتصامات الناشطين في ثورة "17 تشرين" لطرد هؤلاء من وسط بيروت وكانوا يهتفون في كل مرة "شيعة شيعة شيعة"، وحين وقعت اشتباكات دامية بين مقاتلين للحزب وبين مسلحي عشائر سنية في منطقة خلدة جنوب بيروت، وعندما جرت مواجهة بين مقاتلي "حزب الله" وبين شبان دروز في قرية درزية أُطلقت منها قذائف صاروخية على إسرائيل ردا على قصفها مناطق جنوبية.

التحذير

في رده على كل الحملات التي تشن ضده قال الأمين العاملحزب الله، حسن نصر الله، إن “البرنامج الحقيقي للقواتاللبنانية هو الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي”،وتوجه للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا قائلا “تقديم حزب اللهكعدو هو وهم وتجن”.

وأعلن أن لدى حزبه مئة ألف مقاتل مدربين ومجهزين في لبنان،في أول تعليق له بعد توترات شهدتها بيروت يوم الخميس 14 أكتوبر خلال تظاهرة اعترضت على أداء المحقق العدلي في قضيةانفجار مرفأ العاصمة اللبنانية.

وقدم نصر الله العزاء لعائلات شهداء مجزرة الطيونة الخميسمؤكدا ان الأحداث الأخيرة مفصلية وخطيرة وتحتاج إلى تحديدموقف، وشدد “لقد كان حزنكم حزننا وألمكم وألمنا بهذه الجريمةالخطيرة”، كما قدم العزاء لاهالي قندهار بضحايا التفجيرالانتحاري الأخير الذي تبناه “داعش” الأمريكي الصنع، قائلا“نحتفل بمولد النبي الأعظم يوم الجمعة بالرغم من جراحناوآلامنا، ونعتز ونفخر بالحشود اليمنية الضخمة التي أحيت اليوماحتفالات المولد النبوي الشريف”.

وفي كلمة له حول التطورات الأخيرة في لبنان بعد كمين الطيونة،أكد نصر الله أنه هناك “حزب يريد أن يجعل أهلنا في عين الرمانةوفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية أعداء لهم”، مشيرا إلىأن ” بعض من مسؤولي القوات أطلقوا اسم “المقاومة” على منحملوا السلاح في وجه المتظاهرين”.

وذكر ان “الهدف من إثارة هذه المخاوف هو تقديم هذا الحزبنفسه على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين، والأهداف تتعلقبالزعامة وبما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية لهامصالح في بلدنا”.

واكد نصر الله “ان هذا الحزب هو حزب القوات اللبنانية ورئيسهوهو ما لم نسمه من قبل ولم نرد أي توتر مع أحد”، واكد “لم نردعلى هذا الحزب رغم كل السباب والشتائم التي كان يوجهها لنا،مشددا “ما حصل هو مفصلي في مرحلة جديدة بالنسبة إليناحول التعاطي مع الشأن الداخلي، وهذا الحزب لطالما حاولاختراع عدو له من أجل تمرير مشروعه واختار حزب اللهالمستهدف خارجيا”.

وقال “رغم أن شهداء الخميس هم من حزب الله وحركة أمل فقدركز رئيس حزب القوات على حزب الله”، واكد “ما ظهر من تسليحوتدريب وهيكليات يؤكد أن هناك ميليشيا مقاتلة”، وذكر “هذاالحزب لا يهمه حصول صدام عسكري وحرب أهلية لأن ذلكيخدمه خارجيا”.

وتوجه نصر الله للمسيحيين “البرنامج الحقيقي للقوات اللبنانيةهو الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي، وحزبالقوات عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابقالسبهان للدخول في حرب أهلية”، وتابع قائلا “رئيس حزبالقوات غدر بحليفه سعد الحريري أثناء توقيف الأخير فيالسعودية” وحرض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر علىالمواجهة مع حزب الله، وحزب القوات لا يترك لغة الحرب القديمةولغة التقسيم وهو ما حضر مسرح الجريمة الأخيرة”.

خلافات مع واشنطن وموسكو

بينما يراقب العالم تطورات الوضع في لبنان تشهد الساحة السورية تحركات قد تولد صراعا جديدا، وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو صرح يوم الأربعاء 13 أكتوبر أن تركيا "ستفعل ما هو ضروري لأمنها" في أعقاب ما قالت أنقرة إنها زيادة في هجمات وحدات حماية الشعب الكردية السورية عبر الحدود.

وقال تشاويش أوغلو في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة وروسيا لم تلتزما بتعهداتهما بضمان انسحاب وحدات حماية الشعب المدعومة من واشنطن من منطقة الحدود السورية. وأضاف: "في الهجمات الأخيرة... تتحمل كل من روسيا والولايات المتحدة مسؤولية بسبب عدم الوفاء بوعودهما". وأوضح: "بما أنهم لا يفون بوعودهم، فإننا سنفعل ما هو ضروري لأمننا".

وذكر الرئيس رجب طيب أردوغان بوم الاثنين 11 أكتوبر إن أنقرة عازمة على القضاء على التهديدات القادمة من شمال سوريا. وأضاف إن هجوما، اتهمت تركيا وحدات حماية الشعب بالمسؤولية عنه وأسفر عن مقتل شرطيين تركيين، كان "القشة التي قصمت ظهر البعير".

وبموجب اتفاقيات منفصلة مع موسكو وواشنطن في 2019، أوقفت تركيا هجومها في شمال شرق سوريا في مقابل انسحاب وحدات حماية الشعب لمسافة 30 كيلومترا جنوبي حدودها، لكنها تشتكي مرارا منذ ذلك الحين من حدوث انتهاكات وتتهم البلدين بالحنث بوعودهما.

وتسيطر تركيا على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا مع مقاتلين سوريين متحالفين معها، بعد شن ثلاث هجمات منفصلة عبر الحدود في المنطقة على تنظيم "الدولة الإسلامية" ووحدات حماية الشعب.

تخبط أنقرة 

تقرير نشر في بيروت يوم الجمعة 15 أكتوبر عكس تخبط ساسة أنقرة جاء فيه: فاجأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الرأي العام، بحديثه عن احتمال القيام بعملية عسكرية ضد "قوات حماية الشعب" الكردية في منطقة تل رفعت، محولا الأنظار إلى المنطقة الوحيدة الواقعة غرب الفرات، والتي لا تزال بيد الأكراد. وجاء هذا التهديد بموازاة التوتر المستعر في إدلب، والذي استدعى، قبل أسبوعين، عقد لقاء بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم يسفر، على ما يبدو، عن أي نتائج عملية. ولكن وزير الدفاع التركي خلوصي آقار، ذكر أن مواقع الجيش التركي ونقاط المراقبة لم تشهد أي تغيير، لافتا إلى أن أنقرة وموسكو تسيران دوريات مشتركة من وقت إلى آخر. وفي حين كان ينتظر أن تعمل تركيا على إبعاد المسلّحين عن الطريق "M4" لفتحها، وفصل المجموعات الإرهابية عن تلك "المعتدلة"، وهو ما لم يحصل، حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأتراك مسؤولية التقاعس عن تنفيذ الاتفاق. 

وفي ضوء هذه التطورات المتسارعة، تقرر عقد لقاء بين الرئيسين التركي والأمريكي جو بايدن، على هامش قمة "مجموعة العشرين" التي ستلتئم في روما، نهاية شهر أكتوبر. وتلفت صحيفة "جمهورييت"، في هذا السياق، إلى أن إردوغان سيثير، خلال الاجتماع، الوضع في إدلب، على أن تحسم أنقرة موقفها من الوضع في المحافظة السورية بعد "قمة روما"، علما أن الرئيس التركي كان دعا إلى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وإلى التعاون معها هناك في الوقت نفسه. وهو استبق اللقاء المزمع بالتلويح باحتمال إطلاق عملية عسكرية في تل رفعت، قائلا: "لم نعد نحتمل بعد الآن الهجمات الإرهابية الموجهة ضد بلدنا، ومصدرها سوريا، كائنا من يقوم بها، سواء بالتعاون مع القوى المؤثرة "روسيا وأمريكا"، أو بإمكاناته الذاتية".

وبدا لافتا، في هذا الإطار، نشر صحيفة "يني شفق"، المؤيدة لإردوغان، ثلاث مقالات تهاجم الولايات المتحدة. وفي إحداها، يتساءل الكاتب محمد آجيد، عما إذا كان بايدن يتبع السياسات التي كانت قائمة في عهد سلفه باراك أوباما، ويشير إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي وجه، بداية أكتوبر، رسالة إلى الكونغرس يعبر فيها عن قلقه من أن استمرار العمليات العسكرية التركية من شأنه أن يعيق جهود مكافحة تنظيم "داعش"، وأن يعرض المدنيين للخطر. ويلفت الكاتب إلى أن التعاون السري بين الولايات المتحدة وروسيا يتواصل كما كان عليه في عهد إدارة أوباما. فواشنطن، بحسب آجيد، بدأت، منذ عام 2015، اجتماعاتها مع موسكو بعد تضييق المعارضة الخناق على نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما أقلق الولايات المتحدة من احتمال سقوطه، "فجاء التدخل الروسي لحماية الرئيس السوري". ويضيف الكاتب أن أمريكا لا تعتبر غرب الفرات حيث النفوذ لروسيا، مجالا لعملها، فيما لا تعتبر موسكو شرق الفرات حيث النفوذ لواشنطن، مجالا لعملها. لذا، فإن الهجمات على القوات التركية في غرب الفرات وشرقه، هي "نتيجة تنسيق سري بين موسكو وواشنطن، ولاسيما بعد اجتماع رئيسي أركان البلدَين لمدة ست ساعات في هلسنكي يوم 22 سبتمبر"، وفق آجيد، الذي يتساءل ما إن كان ممكنا "إفساد هذا المخطط الثنائي"، ليجيب بأنه "أُبطل من قَبل، ولا شيء يمنع إبطاله من جديد شرط قراءة اللعبة جيدا".

الخيار الوحيد

في الاتجاه نفسه، يتوقف بولنت أوراق أوغلو عند احتمالات إقامة دولة كردية في شرق الفرات، بعد تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، مرجحا "إقامة دويلة كردية هناك بالتنسيق مع روسيا"، ومشيرا إلى أن الغارات التركية في شمال العراق وعند الحدود السورية ما هي إلّا رسالة بتصميم أنقرة على منع إقامة "كيان إرهابي" في شرق الفرات. من جهته، يذكر الكاتب نجدت أرسانيل، في "يني شفق" أيضا، بما قاله وزير الخارجية التركي من أن الولايات المتحدة تدعم القوات الكردية ولا تحارب "داعش"، بل حتى إنها نقلت التنظيم من سوريا إلى أفغانستان تحت اسم "داعش - خراسان". وبهذا، يخلص أرسانيل إلى القول إن "حلفاءنا الأمريكيين إرهابيون... والاتفاق معهم غير ممكن"، محذرا من "أيام سيئة" تنتظر تركيا والولايات المتحدة. أما الجنرال المتفاعد والأستاذ في جامعة آيدين، نعيم بابور أوغلو، فتحدث إلى "جمهورييت" حول احتمالات قيام تركيا بعملية عسكرية في تل رفعت، قائلا إن هذه المنطقة تقع تحت إشراف الطيران الروسي، لذا، فإن "أي عملية عسكرية تركية هناك يجب أن تتم بالتفاهم مع روسيا، لأن من دونه لن يكون في مقدور أنقرة القيام بهذه العملية". وعن الدور الروسي، يرى بابور أوغلو أن "موسكو قد تعطي الضوء الأخضر لعملية عسكرية في تل رفعت، في مقابل انسحاب تركيا من إدلب". ويلفت الجنرال المتقاعد إلى أن روسيا والولايات المتحدة تتقاسمان النفوذ: "روسيا في غرب الفرات، وأمريكا في شرقه. ومن ناحية السيطرة الجوية، فإن تركيا جارة - من جهة حدودها الجنوبية - ليس للجمهورية العربية السورية بل لروسيا والولايات المتحدة. لذا لا يمكن تركيا القيام بأي عملية من دون موافقة روسيا في غرب الفرات وأمريكا في شرقه". وحول المخرج الممكن للأزمة، يعتقد بابور أوغلو أن الخيار الوحيد أمام تركيا هو إقامة علاقات مع الحكومة السورية، ومن بعد ذلك التعاون وتفعيل "اتفاق أضنة" وتنظيف المنطقة من العناصر الراديكاليين، وعلى رأسهم "قوات حماية الشعب" الكردية.

وبحسب أورخان بورصه لي في "جمهورييت"، هناك أربعة عناوين تقلق تركيا:

1- الضعف الذي يعتري الجماعات التي تدعمها أنقرة ضد دمشق.

2- حدوث موجة لجوء سورية جديدة كبيرة، في حال قيام روسيا وسوريا بعملية عسكرية في إدلب.

3- احتمال وقوع صدام، وهي النقطة الأخطر، بين الجيشَين السوري والروسي من جهة، والجيش التركي من جهة ثانية، خاصة بعد التعزيزات التي استقدمتها تركيا، في سبتمبر 2021، لتعويض النقص في السيطرة الجوية.

4- وفي حال حصول هذا الصدام، تخشى أنقرة وقوع قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين من الطرفين.

ويخلص بورصه لي، إلى أن إردوغان يراهن على علاقات بلاده الاقتصادية مع روسيا لمنع عملية عسكرية في إدلب.

المعضلة الكبرى التي تواجِه الرئيس أردوغان وتجعله يتهرب من تنفيذ اتفاق سوتشي عام 2019 تتمثل في مصير المسلحين المتواجدين في إدلب الذين حظوا بدعمه وحمايته، فهو لا يستطيع إقناعهم بتسوية أوضاعهم مع السلطات السورية على غرار ما حصل مع زملائهم في درعا مؤخرا "هذا إذا قبلت السلطات السورية" ولا يستطيع في الوقت نفسه استيعاب من يرفض هذه المصالحة وإلقاء السلاح ونقله بالتالي في حافلات “خضراء” إلى الأراضي التركية، فتعداد هؤلاء بعشرات الآلاف.

تقتضي الضرورة لأية قوة فاعلة عند تعاملها مع الواقع في مناطق تشهد اضطرابات أن يتم تدخلها بناء على ما هو عليه، وليس كما تتمنى، كون العديد من الكوارث تأتي نتيجة تراكمات سابقة من صانعي القرار سابقا، لذا لا بد من صانعي القرار الجدد مواجهة المشاكل التي ورثوها سواء كانت عسكرية أو جيوسياسية، كالتدخلات العسكرية السابقة، التي ورثها أوباما من جورج بوش، ومعركة “تنظيم الدولة” التي ورثها ترمب جزئيا من أوباما، فعندما يتم اتخاذ أي قرار بشكل صحيح، ربما يؤدي إلى نتائج عظيمة حتى في الظروف القاسية، لكن القرار الخاطئ، يترتب عليه دفع التكاليف ومواجهة العديد من التساؤلات والتحديات، مما يضر بمصداقية صاحبه، وهو ما تجلى في سلوك الولايات المتحدة الأخير وسياستها في المنطقة ولاسيما في سوريا، والتي تجدها روسيا هبة من السماء، حيث سارعت بتعزيز دورها في المناطق التي كانت تنشط فيها الولايات المتحدة.

في انتظار الانسحاب الأمريكي

بعد التراجع الأمريكي الفوضوي من أفغانستان كثرت توقعات البعض عن إنسحاب من سوريا إذا تبين لواشنطن أنه لا أمل في إسقاط نظام الأسد. في الواقع لا تزال نوايا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غير واضحة حيال عزمه سحب القوات الأمريكية في شرقي سوريا أو إبقاءها.

في تقرير نشره موقع “ميليتيري” الأمريكي، يوم السبت 13 من مارس، وصف إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في شرق الفرات "لم يسمها" بالقول، “في موقع عسكري مؤقت متاخم لحقل للغاز الطبيعي في شرقي سوريا، علم الولايات المتحدة ممزق بين أبراج معالجة الغاز التي يبلغ ارتفاعها 40 قدما يطير عاليا فوق القاعدة، وهو رمز مرئي لوجود القوات الأمريكية هنا، التي لا تخطط للمغادرة قريبا”.

وقال الجندي من الحرس الوطني الأمريكي في ولاية لويزيانا أولان فافالورا، للموقع، “لقد زرعت سارية العلم (…) نريدهم أن يعلموا أننا ملتزمون بهذه المنطقة”.

ويرى معد التقرير ديفيد كلاود، أن إدارة بايدن ليست على عجلة من أمرها لسحب 900 جندي أمريكي بقوا في سوريا.

ويعتبر مسؤولون في البيت الأبيض أن هذه القوة “صغيرة نسبيا”، ولكنها مفتاح لمنع عودة ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي قد يندفع لاستعادة المنطقة، ويوازيه اندفاع النظام السوري والروس والإيرانيين إلى حقول النفط.

وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض بمراجعتهم لوجود قوات في سوريا، بحسب ما نقله الموقع، معتبرا أن ذلك “إعلان أثار مخاوف من أن يعيد بايدن النظر في الانتشار كجزء من تقليص أكبر للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والتحول المخطط له لتركيز البنتاغون على آسيا”.

في حين قال القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث فرانك ماكنزي جونيور، بعيد زيارته إلى شرقي سوريا في 12 من مارس، إن ما سيفعله بايدن “هو السؤال الوحيد الذي تلقيته من الجميع (…) أعتقد أن الإدارة الجديدة ستنظر في هذا الأمر، وبعد ذلك سنحصل على التوجيه”، وفق قوله.

كان صحفيون وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا عن أن الرئيس الأمريكي ينوي سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، والتنسيق مع دمشق بوساطة روسية.

وذكر متداولو الخبر، في 7 من فبراير 2021، إنهم نقلوا ذلك عن تقرير لمعهد “الشرق الأوسط” في واشنطن، الذي بدوره أوضح أن بايدن لم يتحدث عن سحب قوات بلاده من سوريا، ولا عن التنسيق مع دمشق بوساطة روسية.

عمر نجيب

[email protected]