الكاريكاتير: الحاجة إلى الإبداع

سبت, 2021-07-10 16:14

يقال إن كلمة 'كاريكاتير' تعود إلى أصول إيطالية؛ وهي مشتقة من كلمة 'كاريكاتورا' والتي تعني: <رسم يغالي في إبراز العيوب>.

وفي دائرة المعارف البريطانية يقولون عن الكاريكاتير : <العرض المشوه لشخص أو نموذج أو فعل، وعادة ما نتمسك 
بملمح ونغالي في ابرازه ...>.

وفي تعريفات لموسوعات أخرى: الكاريكاتير هو تشويه الملامح الشخصية المميزة والمبالغة في رسمها وإظهار المشوه منها. وكذا إبراز الشيء الغريب من تلك الملامح وإخفاء كل معاني الجمال للشخصية المرسومة وجعلها تظهر بمظهر مضحك.

أشاهد من حين لآخر بعض الرسومات الكاريكاتيرية الوطنية والتي في أغلبها بسيطة وبادية الرأي وسمجة في بعض الأحيان. وهذا ما أدى بي إلى قراءة كتاب : *الكاريكاتير في الصحافة* لمؤلفه الدكتور حمدان خضر السالم.

الكاريكاتير فن عظيم ولا يتصدى له إلا من له حظ عظيم من ذكاء وتوقد وبصيرة وقوة إبداع. ويسرد الكاتب في سياق حديثه عن الكاريكاتير القوي أن رئيس وزراء سابق لمصر في عهد الملكية  وحينها كانت الصحافة حرة تقول في حدود القانون ما تشاء أن هذا المسئول كان مرة في عتاب لأحد الكتاب الصحفيين وقال له: لا يهمني ما يكتب وما يقال؛ فنستطيع أن نفند ما يحتوي من أكاذيب في لحظة، ولكن كيف نواجه رسما كاريكاتوريا( نعمل فيه أيه).

وحين جاءت الثورة  شددوا الرقابة على الكاريكاتير ولا يسمح بنشره إلا بعد أن يمر بمقص الرقيب. ويقول أحد رؤساء التحرير إنه كانت في مصر منتصف الخمسينيات أزمة دجاج واختفى من الأسواق فقدم رسام الكاريكاتير صورة لدجاجتين تتحدثان عن الأستاذ صبري منصور وزير التموين فقال الرقيب: لا يمكن نشر هذه الصورة لأنها أضحكته.

هنا في موريتانيا من النادر أن تجد كاريكاتورا يثير أي شهية للضحك!

الكاتب الصحفي سيد أحكمد ولد أعمر ولد محم