أوروبا تبتعد عن سياسة البيت الأبيض تجاه فنزويلا.. واقتحام نشطاء للسفارة الفنزويلية في واشنطن بمثابة رصاصة الرحمة ضد استراتيجية ترامب

اثنين, 2019-04-29 03:36

بدأت أوروبا تأخذ مسافة من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فنزويلا بعدما فشلت كل محاولته لإسقاط نظام الرئيس نيكولا مادورو، وتلقت واشنطن ضربة قوية بعدما قام نشطاء باستعادة السفارة الفنزويلية في واشنطن من أنصار خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وكانت واشنطن ترغب في جر الاتحاد الأوروبي الى الانخراط في كل المحاولات العقابية للضغط على فنزويلا، وانجرت معظم الدول الأوروبية التي اعترفت بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا، لكنها بدأت تتراجع تدريجيا عن القطار الأمريكي.
وتتراجع باريس ولندن وبرلين وبروكسيل والمفوضية الأوروبية بعدما تبين لها صعوبة الوضع في فنزويلا واستمرار سيطرة الرئيس المنتخب مادورو على الأوضاع، ولهذا لم تعد تبادر في مجلس الأمن بتأييد اي مقترح أمريكي، وفي المقابل تتعامل مع السفراء الذين اعتمدهم مادورو ولم تفتح مفاوضات مع ممثلي خوان غوايدو رئيس البرلمان الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد.
ومن ضمن ابتعاد أوروبا عن الولايات المتحدة عدم تطبيق عقوبات اقتصادية كبيرة بل الاستمرار في توقيع اتفاقيات اقتصادية ومالية مع حكومة مادورو.
كما بدأت أوروبا تأخذ بعين الاعتبار مواقف روسيا التي تؤيد مادورو ولن تتخلى عنه، وتدرك أنها قد تتعرض لضغط من موسكو إذا استمرت في الانخراط في سياسة واشنطن ضد فنزويلا، وجعلت موسكو من فنزويلا بمثابة سوريا الجديدة لا يمكن التخلي عنها لأسباب استراتيجية، وتلقى كل الدعم من الصين، وهو ما يزيد من صعوبة الموقف الأوروبي، ولهذا، لا ترغب أوروبا في جعل فنزويلا مصدر قلق وتوتر جديد بينها وبين الكرملين.
ومن الضربات الرمزية التي تلقتها واشنطن، هو إقتحام مجموعة من نشطاء فنزويليين موالين لمادورو للسفارة الفنزويلية في واشنطن، علما أن واشنطن كانت تعتمد على هذه السفارة إعطاء الشرعية الدولية لخوان غوايدو.
 ويرى الخبراء في السياسة الأمريكية أن اقتحام السفارة يعد رصاصة الرحمة التي أطلقها مادورو على استراتيجية البيت الأبيض .
باريس ـ “رأي اليوم”: