جاء في بيان صادر عن حركة "إيرا"، عقب توقيف رئيسها وبعض أطرها في مدينتي روصو ونواكشوط: ""لقد تفاجأنا و صدمنا بقرار السلطات القضائية فى مدينة روصو إيداع مناضلى مبادرة إنبعاث الحركة الإنعتاقية (إيرا) السجن بعد إيقافهم يوم 11 نوفمبر.
إن ثمانية من بين العشرة الموقوفين يقبعون منذ يوم أمس فى السجن المدنى سيئ الصيت فى مدينة روصو و من بينهم رئيس "إيرا" برام الداه عبيد الحائز على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2013 و نائبه الأول براهيم ولد بلال رمظان .
إن التهم الواهية الموجهة إلى مناضلى الحركة هي التجمهر و العصيان و الإخلال بالأمن العام و الإنتماء لمنظمة غير مرخصة. إن توقيف مناضلى إيرا تم بعد قرار الرئيس برام الإتصال بالقافلة فى محطتها الأخيرة على مدخل مدينة روصو لتقديم التحية وهو فى طريقه إلى داكار و منه إلى أروبا فى رحلة تم التحضير لها سلفا.
هذه القافلة التى جابت مناطق النهر لمدة أربعة ايام من أجل التحسيس بقضايا سلب الأراضى من ذويها والعبودية العقارية كان قد تم الترخيص لها مسبقا بطريقة قانونية بإسم منظمة معترف بها من طرف وزارة الداخلية و جابت ولاية لبراكنة دون أن تتعرض لها السلطات الإدارية بأي سوء .
إن سجن مناضلى حركتنا رافقته حملة تضليلية واسعة هدفها وصم حركة إيرا بالتطرف و الترويج لفكرة انها كانت تخطط لزعزعة الأمن بإضرام النار فى المنشآت العامة و أسواق العاصمة.
هذه الحملة التى تلقفتها وروجت لها وسائل إعلام مبتذلة يستعملها النظام السياسى و العسكرى و الإقطاعيون من فئة البظان المتحكمة كأبواق رخيصة بهدف النيل من مصداقية و سلمية حركتنا لحرمانها من تعاطف الرأي العام ولتسهيل الإنقضاض عليها وسحقها نهائيا.
لكن و لحسن الحظ تم التنبه لهذه الحملة الدنيئة من طرف طيف واسع من الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدنى و المنظمات الحقوقية فى الداخل و فى الخارج فإستنكروها و أعلنوا تضامنهم مع المناضلين الموقوفين و ثمنوا نضالهم و أعترفوا بشرعيته٠
لقد انقطعت عنا حتى اليوم اي اخبار عن كثير من مناضلينا الذين إختطفتهم الشرطة و منهم الناطق بإسم إيرا الدكتور السعد ولد لوليد الذى يعانى من أمراض مزمنة تتطلب رقابة طبية منتظمة و علاجا متواصلا و كذالك المناضلة مريم منت الشيخ، عضو المكتب التنفيذى.
إن إيرا فى هذا الوقت الحاسم من النضال من أجل الإنعتاق و إسترداد الكرامة و الحقوق المسلوبة، تلفت عناية الرأي العام ألوطنى و الدولى إلى النقاط التالية:
1\ إن إريرا تتحمل جميع تبعات أعمال أعضائها فى سبيل النضال الأسمى المتمثل فى الدفاع عن مصالح مزارعى "لحراطين" و الأفارقة السود ممن طحنتهم قرون من التسلط الأعمى و العبودية البشعة من طرف إقطاعيات لا ترحم من فئات البظان و السونيكى و البولار. و نطالب بل و نتحدى هنا ولد عبد العزيز و زمرته الحاكمة المتسلطة ان يسمحوا بمحاكمة علنية تكون فرصة لمقارعة الآراء و الحجج ليتبين الحق من الباطل و يعطى كل ذى حق حقه فى هذه الأرض الظالم أهلها.
2/ اننا فى إيرا نتقدم بخالص الشكر و العرفان لكل منظمات المجتمع المدنى ألوطنى و الدولى و الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية التى أعلنت تضامنها مع الموقوفين ، لكننا ننبه فى نفس الوقت إلى أن مسألة هذا القمع الأعمى والغير متناسب تتعدى كونها تكبيلا للحريات الفردية و الجماعية إلى كونها قضية نضال ضد ما نسميه بالعبودية العقارية التى تحرم فيها فئات كادحة و منتجة من ملكية الأرض لصالح أقلية ريعية متكاسلة تعودت على الأكل فى أكف الآخرين سواءا على ضفة النهر أو فى الواحات و الوديان.
3/ إن إيرا تدعو مناضليها و المتعاطفين معها إلى تعبئة العبيد و العبيد السابقين من أجل إسترجاع حقوقهم المسلوبة بالنضال السلمى و المتحضر.
4/ إن إيرا تنبه إلى حالة الناطق بإسمها الدكتور السعد ولد لوليد الذى يعانى من أمراض تتطلب عناية طبية دائمة والذى إختطفته الشرطة و إقتادته إلى مكان مجهول و إنقطعت أخباره تماما منذ أربعة أيام. ننبه أيضا إلى حالة نائب الرئيس براهيم ولد بلال و خطرى ولد الراحل اللذان تعرضا لضرب مبرح أثناء إعتقالهما واللذان يعانيان من كدمات و رضوض و جراح غائرة تتطلب علاجات لم يتلقيا منها أي شيئ حتى الآن".