ظلت جماعة الأطر “الاطر علما " فى گرو الي وقت قريب بمثابة صمام الأمان للحلف السياسي الذي كانوا جزءً منه لعقود خلت ،إذ حين تَشُدُّ بعض الأطراف من مكونات ذلك الحلف أحبال الصراع تأتي مساعي الأطر لتقريب وجهات النظر بين تلك الاطراف حتي ولو دفعهم ذلك للتنازل حفاظًا علي لحمة الحلف وسعيا لنزع فتيل الخلاف الذي تُغذيه عادة مجموعة من الأشخاص ترتزق من ورائه !
فالأطر فى الحلف كانوا هم رمانة الميزان ، ولذلك ومنذو بداية المسار الديموقراطي كانت علاقتهم بسكان المدينة علاقة عضوية " لُطُرْ جَاوْ" فهم الصوت الذي يتابع مايحدث ويتبني المواقف السياسية المناسبة التي لا يَُتهَمُوَن فيها بالانحياز القبلي اطلاقا بل تبقي مواقف سياسية إعمالا لقاعدة "السياسة فن الممكن" إلا أنه وللأسف فإن المتابع للمشهد السياسي المحلي منه خصوصا الآن يرى أن جماعة " الأطر " توشك أن تفقد البوصلة فقد أصبحت بعض مواقفها السياسية لا تتطابق مع الخط العام الذي رسموه منذو عقود واصبحوا - فيما أرى - توجهاتهم مخالفة لنهجهم السياسي الذي كانوا عليه وهو ما أدي - فى نظرى - الى عدم التوافق علي هذا الخيار الجديد الذي سيتم الإعلان عنه قريبا فهو لا يحظى بالإجماع- عكس ما كان عليه الحال فى السابق - لأن البعض يرى أن ما تحقق لهم فى هذه العُهدة الحالية اكثر بكثير مقارنة مع العُهَدْ السابقة ( وعندي ذلك بالأرقام)
لذا فوجئت مثل غيري من المحسوبين علي هذا التيار بهذا التوجه الجديد الذي يشبه الانقلاب - إن صح التعبير - الذي أعلنت عنه بعض قيادات الأطر فلا مشتركات سياسية بين الحلف الجديد وماضى جماعة الأطر إذ يراه البعض تورطا فى خلاف اجتماعي لاناقة لأحد منهم فيه ولا حتي بعير !
كان للأطر فى المدينة رصيدا من النضال وقد ظل عصيا على التحالفات القبلية كسره نتيجة لرفضهم الدائم محاولة البعض الدفع بهم فى أتون الخلافات الاجتماعيه التي هي معول هدم لا بناء
وكان الأولى بهم - اليوم - الحفاظ على خطهم ذاك "الوسطي " رغم تكلفته الباهظة احيانا ولكنه مع ذلك يمنحهم المصداقية التي هي رصيدهم الذي اعطاهم الاستمرارية .
إننى الآن ينتابنا شعور بالاحباط والقلق من تداعيات هذا الموقف الجديد الذي سيتم الإعلان عنه بل اكثر من ذلك أرغب احيانا فى لإعتذار لسنوات المراهقة !
إنني لا أفهم ما يدفع الكوادر اصحاب التجربة السياسية العريقة الي التبتل فى محراب القبلية والنزعة العشائرية من جديد حيث كان عليهم بدلا من ذلك الرُّقي بالعمل السياسي وتعزيز المكتسبات التي راكموها فى الماضى و سماع صوت العقل .
فلماذا العودة لهذه المنزلقات التي تضعف شوكة المجتمع وتُسهم فى تفككه لا قدر الله ..!!
أعتقد انه لن يرضى جمهور "الأطر" لاحقا عن هذا الموقف الجديد فقط إلا من كان مدفوعا بولاءات قبلية ومنطلقات غير سياسية .
والله ولي التوفيق