وحديثنا بالأمس عن معاوية ذكرني بموضوع السيّادة، وكان معاوية شديد الحرص على تعزيز سيادة البلد وأن يظهر ذلك جليا في الكثير من أفعاله وأقواله.
السيادة ربما لا تحوز على تعريف جامع لكنها بالأساس أن تحب بلدك وتضعه في المقام الأول دائما، وأن تكون حريصا على مصالحه وإذا كنت في موقع المسئولية واتخاذ القرار أن تتخذه بناء على مصلحة البلد، ولا يهمك حينها إن رضي فلان أو سخط علان.
والمسئول أثناء اتخاذ القرار عليه أن يضع في الحسبان جلب المصلحة ودفع الضرر، وبما أن لديه الكثير من المعلومات والأسرار والتي لا يستطيع إطلاع المواطنين نظرا لحساسيتها أو سريتها، فقد يتخذ قرارا لا ترضى عنه العامة، وهذه من سمات القيادة والعبقرية وهي أن تصيب أهدافا ومصالح لا يستطيع المواطن العادي أن يراها أو يتنبأ بها.
من مظاهر السيادة أيضا أن لا يشعر المواطن بأي حنين أو رغبة في أي وحدة مع أي كيان آخر ومهما كانت الحجة أو الذريعة لذلك، أي وحدة أو توحد مع كيان آخر سواء من العرب أو من الأفارقة أو من المسلمين يقضم ركنا من السيـّادة وربما يقوضها لاحقا وأن ينظر بعين الريبة والشك لكل تنظيم فكري أو سياسي أو اجتماعي يحمل مثل هذه الأفكار الهدامة. ورأينا أخيرا كيف نجح البريطانيون في إنقاذ بلدهم من الوحدة الأوربية والتي لم تجلب لها إلا انتقاص سيادتهم وتحملهم لأعباء ومصاريف وخسائر هم في غنى عنها.
سيدأحمد ولد أعمر ولد محم
