في واحدة من الصدف السيئة احيانا، مقابل الطيبة في اكثر الأحايين التي يجلبها للقراء، تصفح المواقع - على الرابط "جوجل" - التي تقدم للقراء والمتابعين، ما يحدث في اوطانهم، ومنها ما يقدم يوميا من روتين الحياة السياسية في موريتانيا، وتدافعها الأرتكاسي في اتجاه التخلف المقاد سياسيا..
ومن الاحداث المهمة التي تعني كل مواطن عربي اينما كان، مواجهة الاحتلالات الامريكية، والصهيونية للوطن العربي، وكذلك احتلالهم لجميع المجتمعات المعاصرة في الغرب عدا روسيا، واحتلال افريقيا جميعا عدا جنوب افريقيا، وحتلال جميع مجتمعات آسيا عدا الصين، وكوريا الشمالية، وإيران، واحتلال امريكا اللاتينية عدا فنزويلا، والبرازيل، وكوبا.
ومن هنا يمكن فهم مقولة " العالم قرية واحدة" او بمثابتها،، وأنه تحت السيطرة الامريكية وقادتها من الصهيونية العالمية..
كانت الاحداث الوطنية، والدولية تقدمها مختلف المواقع الوطنية بذات القيمة من حيث، هي مستجدات مطلوبة، لا فرق بين الوطني، والقومي من العالمي، وهذه الأممية، مطلوبة من القائمين على ثورة الرقمنة، وذلك لنشر الوعي اللامنتمي، وقد استجاب لها عن وعي، او عن استهواء، وربما جموح نحو العالمية بعض كتابنا في الذي كتبوا - ويكتبون - عنه من الاحداث الدولية التي روج لها الغرب للدعاية الموجهة التي اصطادت بعض الكتاب العرب الموريتانيين، وغيرهم حين، كتبوا عن الحرب في أوكرانيا، بدلا من الكتابة عن الحرب في فلسطين، أو سورية، أو ليبيا، أو اليمن، أو الصومال،،او عن التحالف الثوري الجديد بين انظمة الثورات الافريقية في كل من الجمهوريات الثلاث: مالي. وبوركينافاسو، وغينيا،،
كما انطفأت شمس الكتابة عن الواقع المحلي في ظلام التخلف السياسي، وذلك لتمرير الاحداث الملونة برمادية اطياف الشخصنة في مستجدات الوطن من خصومات، وصراعات داخلية عصفت - وتعصف- بالرموز الحزبية، وكياناتها السياسية القائمة على المصالح الفردية بدلا من المبادئ لتحقيق الأهداف المشتركة، لأن تلك الرموز الحزبية غارقة في خصوصية الترشيحات الحزبية المقترحة من طرف "حزب الانصاف" للنظام الحاكم، وقادة الحزب الذين باعدت الخصومات بينهم من اجل المصالح الشخصية، والقبلية، والمناطقية، والعائلية احيانا، كالذي حدث في اكثر من مدينة ، وقرية، كمدينة"كرو" حسب المنشور في موقع" كيفة".
٢- بينما يجد القارئ، أن بعض الكتاب في المهاجر، ينشرون في المواقع الالكترونية للجرائد العربية، لكن لا جديد يثير الانتباه في الكتابة من الذاكرة سواء، أكانت من الموضوعات الميتة، كالكتابة عن الاحتلال الإيطالي لليبيا، لتجنب الكتابة عن الاحتلال الناتوي لهذا القطر العربي الشقيق، لذلك كانت الكتابة عن الإيطاليين، لا تعني القراء، ولا المؤرخين للتأريخ الاستعماري المعمد بالأحداث الدموية التي تجنب الكتابة عنها " عبد الرحمن شلقم "، لما هو مهتم به من تفاهات، لا ينتظر من اصحابها، ان يقدموا معلومة ذات قيمة، كما هو مضمون مقاله، وهو المسؤول الليبي الاسبق في الخارجية" للجماهيرية العربية الليبية العظمى" الذي كان ينظر اليه العارفون عن حياته الخاصة باعتباره من اكبرر المستفيدين، واستغراقه عن السياسة في مجالاته الخفية التي غيبت دوره في النظام السابق، وان كان بقي في الواجهة السياسية، وهو من الأخطاء القاتلة في النظام السابق، غير أن العارفين لدوره الاستنفاعي، كانوا يصفونه بما هو فيه، وقد ظهر للعيان متأخرا.
لقد وصفه لي أحد الاخوة من الكتاب العرب الثوريين - وكان من المهتمين بالشأن الليبي منذ نشأة النظام السياسي الحديث فيها - بأن عبد الرحمن شلقم، وزميله الدكتور "موسى كوسة"، وغيرهما من المدللين، فقلت له، هل هم اطفال، حتى يدللوا؟
فقال لي بالضبط، كان ذلك سنة ١٩٩٥م ، حيث كنا خارجين من مكتب عام يجتمع فيه بعض قادة الاحزاب العربية في زيارات تلبية لدعوات من القيادة الليبية، وكان المقر المخصص للاحزاب العربية في شارع "محمد بن امغيرف"، وكانت مناسبة ذلك اللقاء، محاضرة في الفكر السياسي للمرحوم "ناجي علوش"، رئيس الكتاب الفلسطينيين..
ولو سأل القارئ الكريم عن مبررات تسمية الشارع على محمد امغيرف"، فلأن الرجل، كان احد اعضاء حركة الضباط الاحرار الذين قاموا بالثورة في ليبيا في١٩٦٩م، قبل ان يصبح معارضا، فموظفا لأمريكا لمعاداته للثورة في ليبيا، الى أن استغني عن خدماته، بقانون "اخونة" النظم السياسية بعد الربيع الامريكي - الصهيوني الدموي في ليبيا وغيرها من اقطارنا العربية،، وأصبح الشارع اسما بلا مسمى لعمالة صاحبه الذي اصبح نسيا منسيا، كعبد الرحمن شلقم، وموسى كوسه، وغيرهم..
ولأن الثلاثة ماكانوا قوميين، بل مدعين للقومية في زمن انتصاراتها في ليبيا، كما كان الأخيران من الأوائل الهاربين من سفينة التجربة الليبية قبل احراقها بصواريخ حلف" الناتو" بعد أن زوده المنشقون - كما أسماهم الاعلام الغربي، واعلام إمارة قطر للغاز - بالاحداثيات...!
٣- و لعل"شلقم" صار من" المسبتين" لكتابته في يوم السبت حيث طالعنا بمقال، لا يستحق القراءة في جريدة "الشرق الأوسط اللندنية"، لكن ليخبر عن نفسه، هكذا فهم من كتابته، أنه لازال حيا بيولوجيا، مع، انه من الجانب الموضوعي، يعتبر ميتا سياسيا باعتبار دوره الهامشي - في الحياة السياسية الليبية - الذي جرفته التطورات، كثغاء السيل، بعد أن تم استبعاده جراء سياسة الاخوان، واسيادهم من الامريكان ، وذلك بخدعة " قانون الاجتثاث" للموظفين السابقين في النظام السابق، ولأن الرجل ليس قوميا فكريا، او سياسيا، لذلك لم يستفد من مقولة جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى عن الإخوان في مصر التي انطبقت كذلك على سلوك كل احزاب" الاسلام السياسي" اينما كانوا في الوطن العربي، وكان وصفه لهم صادقا بمقولته الشهيرة " الإخوان ما لهم أمان".
و أكدت تجارب السياسية في تونس، كما في مصر محمد مرسي، وسوريةوغيرها، حكم جمال عبد الناصر عليهم من خلال تتبع مسيرتهم السياسية مع الثورة وقادتها، إذ انهم ناهضوا الثورة بتوقيعهم على منشور للسفارة الانجليزية مع الماركسيين، بأنهم في الحراك السياسي المصري عدا قوى الثورة ضد المطالبة بإخراج الاحتلال العسكري الانجليزي من مدن القنال العربية المصرية..!
لذلك انطبق على اخوان ليبيا قاعدة التوصيف الذي، كان صادقا، ولم يأخذ به المخدوعون في ليبيا، لذلك لم يرحم الإخوان في ليبيا، "شلقم" الرجل - او " اتريس" حسب اللهجة الليبية - المتباكي، كالنساء، ولم تكن بكائيته، من قبيل بكائية الضعيف الذي اغتصب وطنه عدوا خارجيا، كما سبقه لتلك الخطيئة أمير الكويت في ١٩٩٠م. الذي بكى بحرقة استطعفت حكومتي امريكا وانجلترا فقط، والغريب في الأمر، أنها لم تستعطف مواطنا عربيا واحدا من المحيط الى الخليج، لذلك ليس لها محلا في التاريخ، الا أن المتباكيين استدعيا الاحتلال العسكري للوطن العربي، خلافا لبكائية "عبد الله الصغير "حين اخرج من قصره في غرناطة..!
بينما كانت بكائية "شلقم" تحاكي كيد النساء العميلات اللاتي، كان- ولا يزال- يغري بهن " الموساد" الاسرائيلي ضعاف العقول من وزراء الأنظمة العربية التابعة لأمبراطورية الشر الأمريكي، فهل كان شلقم واحدا منهم...؟!
ولعل كتابة عبد الرحمن شلقم عن الاحتلال الإيطالي لليبيا في إطار اظهاره جانبا من صراع قادة النظام الإيطالي - قبيل الحرب العالمية الثانية - مع الشخصيات العسكرية ذات النفوذ، ليستخلص من كتابته، أن ما قام به الإيطاليون في ليبيا من تعمير - لم يسمع به من قبل - للمدن لتوطين الإيطاليين، ولم يتحدث عن توطين الليبيين في عاصمة بلادهم في حي الأكواخ - واستحداث البنية التحية، وهو بالنتيجة من أجل الإيطاليين، وليس من أجل ليبيا، والليبيين،،،وهذا تحصيل حاصل.
والسؤال الذي يطرحه القارئ العربي - إن كان يجدي محاورة الاحياء بيولوجيا، وهم الأموات سياسيا - لماذا لم يكتب "شلقم" عمن استفادوا من بكائيته من أعضاء حلف الناتو، وما قام به شخصيا غير البكائية النسائية الكيدية ضد حاضر ومستقبل ليبيا، وابنائها، وكيان المجتمع، ونظمه، وانجازات ثورته خلال اربعين عاما حين أوضح في مقالته - " الميتة" هي الآخر،ى - الإنجازات الإيطالية في ليبيا، وغاب عن ذهنه إنجازات نظام ليبيا بزعامة القذافي،، ومنها التحول الكبير في الكثافة السكانية من مليون نسمة في العهد الإيطالي، كما جاء في المقال الى خمسة ملايين، ونصف مليون نسمة، وتلك الطفرة الديمغرافية، إن دلت على شيء، فإنه نتيجة اغراق الليبيين بعائدات نفطهم، وانعكاسها على الصحة العامة، والتعليم، والتحضر،، والانتقال من الصحراء إلى المدائن، وتحويل القرى إلى مدن، والتمسك ب "المدللين" من امثال"شلقم" لاشباع نهمهم في ببوحة من الترف الذي كان أقله الرحلات الجوية في الطيران الخاص الى اسرهم ومزارعهم، كما كان يفعل " شلقم" الثوري المتحور إلى تابع لإمارة قطر، والى عميل استغنى عن خدماته الأمريكان في ليبيا ؟!
نعم. لعل هذا الذي اظهرته الأحداث منذ ٢٠١٢م في ليبيا، للمواطن العربي من جبل الثلج الذي ظهر على سطحه " شلقم" - في واحد من افلام الرعب الكرتونية، كممثل بارع في مأساوية، لا زالت تحصد الأرواح - في بحر المأساة التي قضت على التحديث، والتقدم الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي في ليبيا الحبيبة..!
نعم. حصل هذا الابقاء على الرهط السياسي مع تناسي " اخوان ما لهم أمان" إن في مصر، او تونس، او المغرب، او الجزائر، او سورية، او اليمن، او الصومال، او موريتانيا، أو ليبيا، والهاربين من سفينة الحكم الذي، كانوا رموزه المددلة قبل اغراقها في مساندة " ثوار الناتو" للأمبريالية الأمريكية من قوى الشر المعاصر، وهم حقا لا يستحق أحدهم القراءة له، ولا الكتابة عنه ، كما نصحني زميلي، وهو الناصح المخلص لوطنه العربي، غير أني تذكرت المقولة الشهيرة الناصر حين طلب منه محمد حسنين هيكل التريث للاعتراف بالثورة في ليبيا، فقال جمال عبد الناصر : " دي ليبيا مش كوبا"
لهذا من للواجب القومي الكتابة عن ليبيا، وما اصاب الأمة فيها، وهو يستوجب التوعية بخطورة أعداء الوطن، ليس من قادته هذه المرة، بل من وكلاء امريكا في النخب العربية من الطابور الخامس،،، ومن هنا ياتي تقييم ما كتبه عبد الرحمن شلقم عن الاستعمار الايطالي، وعجزه عن نقده لنفسه عبر الكتابة عن دوره الشخصي في احتلال ليبيا، وحرقها بالحروب الاهلية..!
ولكن، هل ما كتبه عن زلة وعي،، او مراجعة لن ترحمه؟
د / إشيب ولد اباتي