فالأول كونه قد ذكرني بالمرحوم محمد لمين وكأنه مازال على قيد الحياة وهو يبني التاريخ العربي التقدمي في موريتانيا بأيادي نظيفة وبأناة وعزم لايقبلان الهزيمة أو اليأس ، إلا أنه للأسف قد ترك عماله في حالة استعداد لذلك البناء ولكنه طال العهد بينهم معه مماجعل اليأس يزحف رويدا رويدا نحو عزا ئمهم الشيئ الذي جعل معظمهم يلتبس عليه الأمر ويصيبه الشك فيما ذا كانوا يعملون حتى أن مخطط العمارة التي بدأ بناؤها قد اختلط بغيره جراء عبث المهندسين الجدد أولئك المرتعشة أياديهم التي أصبحت غير قادرة على مواصلة ذلك البناء المتصور العظيم للأسف .
والثاني فهو استخدام إشيبو لذلك اللقب الذي كنا نبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول عليه وبشق الأنفس وذلك في وقت قد أصبح البعض بحسن نية يظنه مجرد قدح مقصود في مكانة ذلك الرمز الذي هو ( المرحوم محمد المين ولد محمد الحسن )
وللتاريخ فإن أول من استخدم لقب ( حمار الجرادة ) فهو المرحوم الحسين ولد البشير وذلك اللقب يعد كناية عن اكتمال نضج الشاب الثوري الذي يعرف جيدا فعل مايجب عليه ، وفي نفس الوقت يكون متقنا لكل الأعمال الثقافية والحضارية لوطننا الموريتاني .
وحيث أصبحت اللجنة التي لها الحق في منح ذلك اللقب فهما المرحومان محمد لمين ولد محمد الحسن ثم الحسين ولد البشير اللذين لم يمنحاه إلا لاثنين فقط هما محمد ولد سيدي محمد وعبد القادر ولد بخوصة أمد الله في عمريهما إن شاء الله .
وأخيرا فقد ذكرتني أيضا تلك الخاطرة بالدكتور إشيبو وهو مازال يخطو خطواته الأولى في الكتابة الأدبية يوم كان ذات يوم وهو يعالج انشاء منزليا يتعلق بحديقة الفردوس الجميلة في مدينة فاس العريقة ، حيث كان يومئذ بريئا براءة الناصري المخلص الذي يظن بأن مبادئ الحرية والإشتراكية والوحدة لا يمكن لأي عربي مسلم يطلع على أبعادهما إلا يعتنقها باذلا في سبيل ذلك مهجة الحياة مضحيا من أجل ذلك بالقبيلة والجهة وغير ذلك مما يتعارض مع أسس النضال الوطني ، وذلك طبعا قبل عصر الهرولة نحو احضان سجاني الأمس ، وكأن بيت الشاعر الكبير المتنبي ماثلا في ذلك المهرول حيث يقول المتنبئ /
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا / وحسب المنايا أن يكن أمانيا /
وفي الختام فإني أحييك أيها الوفي للصداقة وللمبادئ أيها الدكتور إشيبو ولد أباتي
أخوك : ذ. إسلمو ولد مانا