ايها السيد الرئيس - ربما تعلم - اننا كنا قبل هذه الديموقراطية المزيفة، و بعدها أن رؤساؤنا كانوا يختارون وزراءهم و مسؤوليهم على اساس الكفاءة احينا، و على مجرد الولاء احينا اخرى!
و نحن الآن في ظل ديموقراطية هجينة و اقول بانها كذلك، فلو كانت ديموقراطية مكتملة الاركان ، لكان بامكان السيد الرئيس بواسطة وزيره الاول و كذا حكومته و مخابراته ضبط الامور وذلك من خلال تعيين الكفاءات الوطنية ذات الاخلاق الرفيعة بمقتضى تكافئ الفرص ، بحيث ان الواحد من اولائك المسؤولين إذا رأى في نفسه أنه غير قادر على ادارة احد المرافق العمومية المسؤول عنها بكفاءةعالية ، فإنه يفضل الاستقالة من اجل ان يبقى له وجه سياسي يمكنه استخدامه لاحقا و الاستفادة منه مرة اخرى إن اقتضى الامر ذلك ، ولو مع حكومات اخرى !
ونفس الشيء اذا ماحصل خطؤ جسيم ما من طرف موظف تحت إدارته ربما يضر بمصالح الوطن ! أما ذلك الموظف المعين -اصلا -على اساس الولاء الحزبي او الشخصي والذي ربما تنعدم لديه الكفاءة و الاخلاق الحميدة فإنه اذا ما صدر منه خطؤ خطير او من احد مرؤوسيه فإنه من الأحسن له ايضا أن يضحي بمنصبه إكراما للرئيس او الوزير الذي اختاره - اصلا - لاعلى اساس الكفاءة بل بمجرد الولاء الحزبي وسهولة الآنقياد اوالهرولة لتنفيذما يؤمر به !
أيها السيد الرئيس اذا اردنا تنزيل هذه التحاليل على ارض الواقع الموريتاني الحالي لنأخذ من خلالها استنتاجا معينا يتعلق بهذا الصخب الدائر حاليا في أوساط الرأي العام الوطني حول مشاركة موريتانيا في معرض دبي expo 2020 و كوّن الوفد الذي مثلنا فيه ، كان اختياره ربما غير موفق ، خصوصا في مامدى قدرة افراد ه العلمية و الفكرية و الادبية و حتى الدبلوماسية ، على تحقيق تلك الاهداف التي ربما رسمت لهم أصلا، وهل ظن اولئك الذين ذهبوا من اجل تحقيق تلك الاهداف (المفترض )أنها نبيلة ، بأن بإمكانهم تحقيقها بمجرد حضورهم فقط لذلك المعرض الدولي واستعراضهم لرقصات ماجنة ، رغم اهمية الحدث والذي شاركت فيه معظم دول العالم المتقدمة و الاقل تقدما و حتى المتأخرة الى حدقاع التخلف مثلنا تماما !
بل ان وفدنا المشارك كان شبه متخاذل تنقصه الوحدة و الانسجام ، و كذا المتطلبات السابق ذكرها، ثم أن الطامة الكبرى التي حلت به تتمثل في اضافة شخص اجنبي اليه لا يشاركنا في الوطن و لا في الدين ولا حتى الأخلاق . بل إنه رغم ذلك قد حجز له جناح في فندق راق لليقيم فيه ويتناول الخمر ما شاء جهارا نهارا وعلى حساب مواردنا الخاصة واخلاقنا ، و قد كان تمويل نفقاته للاسف من طرف حكومتنا التي أعطته كفرد أكثر بكثير ممارصدت لعائلتنا الفنية المحترمة (عائلة عماد الدين الدبش ) ! وهو الشخص المعروف بنكاته السلبية ضد فريقنا الوطني ( المرابطون ) !
إن ذلك التمثيل الساذج غير المدروس والذي مثلنا في ذلك الملتقى يختلف كثيرا عما عرفنا به في مشارق وطننا العربي ايام كان يمثلنا فيه - وبلا مصاريف تدفع من الخزينة العامة - كل من المرحوم العالم الجليل و الاديب الكبير محمد محمود ولد التلاميد و العالم الفذ والمفسر الكبير القدوة في الاخلاق والدين المرحوم آبه ولد اخطور، و كذا اولاد ميابه المتخصصين في علم الحديث وكافة العلوم الشرعية ، حتى ان بعضهم -بسبب علمه و ورعه - صار وصيا على العرش الاردني في يوم من الايام، وهو الوافد على تلك البلاد من الجنوب الشرقي لموريتانيا !
و هنا نطرح السؤال الآتي : فهل الوزارة او الوزارات المكلفة بالاعداد و التجهيز لذلك المهرجان الدولي وضعت خطة متكاملة للإستفادة من ذلك الملتقى الدولي !و هل اختارت الأفضل و الأنسب من بين موظفيها وعلى أي معيار ، او من غيرهم من المواطنين الاخرين الذين بإمكانهم تحقيق تلك الاهداف ، التي قد رسمت لها تلك الميزانية الضخمة، ام ان من كان يخطط لتلك الاهداف يظن ان تحقيقها ممكن بمجرد إستمالة بعض السائحين الذين لا يحتاجون في بلادنا الالمن يسهل لهم ولوج مناطق الانحراف المتواجدة لدينا بكثرة للاسف، وأن غيرهم من المستثمرين الجادين لا يرون لدينا ما يجذب فضولهم اصلا اوليفت إنتباههم أويسيل لعابهم !
و يبدوا انه من خلال( الجلبة)او (الهينمة) الوطنيتين اللتين دارتا حول المشاركة الموريتانية في ذلك المعرض الدولي ، بسبب عدم رضا معظم الشعب عن الاشخاص الذين ظهروا كوجه قميء يمثل وطننا للأسف الشديد في ذلك المعرض الدولي الهام !
و بالتالي يكون الجواب لذلك السوال المشار اليه اعلاه هو من يتحمل المسؤولية ؟ في ما جرى من تدنيس لسمعتنا ومشاعرنا بسبب تصرف من مثلونا في ذلك المعرض، و ماهي العقوبة الرادعة التي يجب ان يتعرض لها اولائك المسؤولون جراء اختيار هم لذلك الرهط المشين من الأشخاص و توجيههم لما اتجهوا اليه من سلوك لا يرضى عنه شعبنا ، وذلك من جملة امور لم يتعود ها الناس منا خارج بلادنا .
على ان يكون ذلك الردع قاسيا يتعدى مجردالإقالة او الاستقالة ، من أجل أن يظل الألم النفسي لذلك العقاب مغروزا في ذهن كل مسؤول يحاول ان يقدم عملا ما باسمنا ذو طابع دولي او اقليمي وحتى وطني خارج بلادنا !
و في الختام فإن على المسؤول الوطني الذي عينه الرئيس او الوزير الاول اوهما معا على أساس الولاء الحزبي او القرابة او الصداقة او سهولة الانقياد لتمثيلنا في ذلك المعرض بان يقدم استقالته رفعا للحرج عن السيد الرئيس و حكومته ولو كان وزيرا ، او يقال من طرف جهة الأختصاص ، و ان لا يترك له وجه سياسي يمكنه الاستفادة منه لاحقا مع هذا النظام إبان مأموريتيه ان تم الالتزام بهما دستوريا ، ا و حتى مع اي رئيس قادم أو حكومة لهذه البلاد إن شاء الله ذلك.
ذ/ اسلم محمد المختار ولد مانا .