كل ما اتعمق في دراسة التاريخ؛ وخصوصاً التاريخ الإجتماعي. إلا وتكونت قناعة حول الفرضية التالية، ان الوحدة العربية، فكرة قابلة للتجديد والعرض، والنقاش حولها، أكثر منها فكرة نبحث عن عناصر احيائها الميئوس منه في نظر المناوئين لهذا الطرح المناهض لاستشراف المستقبل للأمةً، لأن الوحدة العربية، ليست فكرة منفصلة عن الواقع، حتى نعتبرها طموحا هذيانيا.
ومناقشته لهذه الفكرة من باب حداثي، معاصر، وأشاهد إنجازات الوحدة الأوربية،، مثلما تمليه علينا تجربتنا نحن المتابعين لخطوات الإتحاد الاوربي من جهة التكامل والإتحاد والتعاضد والتكافل.
بداية ومن خلال مراقبتي لمسيرة الأتحاد الاوربي. أستطيع ان اضع كتابا حوله: وعن اتجاهات المؤيدين للأتحاد الاوربي في هذه اللاحظات ومعظمهم من الشباب ..واصحاب المصالح الإقتصادية.
ولعل تتبع اتجاهات كل من الشباب والمستثمرين، وإبعاد الاستفادة من الأتحاد الاوربي؛ وذلك لنقل هذه الفوائد الجمعة، والمغرية ..مما يسوغ، بل يشجع استحضار هذا الواقع الواعد بالإنجازات إلى أمتنا اذا ما تحقق الإتحاد العربي، أو ما نسميه بالوحدة العربية في الأدبيات،، وهي قابلة للتحقيق، إذا نظرنا إليها من جهة الفكر الواقعي الذي يركز على إمكان تحقيقه بما ينجز منه،، لا بما يستحيل انجازه..
ذلك أن الشباب بشقيه الثوري المتحمس،، او الواقف في محطات الانتظار من المتربصين في طوابير البطالة المقنعة، وغير المقنعة في الشوارع، والمقاهي، والساحات العمومية، والمستقلين فجرا إلى المرافئ للموانئ، بحثا عن الهجرة غير الشرعية،، وممن يعتبرون الوحدة، او الأتحاد انجازا في حد ذاته، سيكسرون حواجز كثيرة من اهمها: صعوبات الحياة المعيشية، وصعوبة التنقل، والبحث عن العمل في أقطار عربية تحتاج إلى قوى العمل نظرا لمحدودية كثافتها السكانية، وتحويل الصعوبات إلى مسهلات، كسهولة تبادل الثقافات، وتوفير الخبرات المجانية لخريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المهنية في اقطارهم،، وتسهيل الدراسة، وتطوير المهارات. وتسهيل الاستثمار في تشكيل شركات شبابية ناشئة، تستطيع ان تبسط سيطرها على اسواق اوسع من السوق المحلي، والأقليمي العربي.
وفي نفس المنحنى الاستثماري، تستطيع ان تغير الواقع المعيشي، وتستشفرف المستقبل بالفرص لأصحاب المصالح الإقتصادية، والذين همهم الأكثر في مجال القطاع الخاص، وزيادة الإستثمار، والثروة في الاقتصاديين المهيكل، وغير المهيكل. وتقليل نسبة المخاطر الإقتصادية. واستمرار عمل الشركات، والعمليات التجارية ضمن بيئة تشريعة وقانونية شفافة، وذلك لحماية انتقال الثروة من قطر عربي لآخر،كما من جيل إلى آخر. وحماية اليد العاملة، كما الاعمال التجارية عبر الحدود. ونموها في اطار من الثبات والتجذر في البيئتين العربيتين الإجتماعية الإقتصادية.
وهؤلاء المشاركون، وكذلك الطامحون، والمستفودين في نفس الوقت من الوحدة العربية او الإتحاد العربي. سيشكلون القوة الدافعة التي تدفع الحكام العرب لبسط نفوذهم واستمرار سلالاتهم، ديمومة أنظمتها بمختلفها، وتقوية الأنظمة الإقليمية العربية ومنعة الحكم واضفاء الحكامة التي تعطي الانظمة مصداقية لدى مواطنيهم، وذلك بسبب القدرة على التعاطي مع الجيران في الإقليم العربي. وتعزيز البيئة الاستثمارية والقاعدة الإقتصادية الإجتماعية التي تشكل الأساس لأستمرار وثبات ونماء مشاريع التنمية الاستنهاضية، بدلا من التنمية الإستهلاكية التي تنتمى بالقروض المالية المضاعفة..
وسيتقوى العمل المؤسساتي والتنوقراط التجاري الوطني، وهما اللذان قد يشكلان الدرع الواقي، والجسر الرافع لتنفيذ طموحات الشباب في العيش الكريم، وتنمية ثروات رجال الأعمال. و تحقيق الاستقرار المنشود للحكام العرب..وهذه مجتمعة ستوفرها الوحدة العربية التي سوف ستدخل الوطن العربي وحكامه، ومجتمعاته في مجالات ارحب من التحقق الذاتي في الحاضر..كما ستدخل الجميع من اوسع ابواب التاريخ العظيم للأمم. .
وفي النهاية، إنني أتمل،كما يترائى امامي هذا المستقبل لامتنا من خلال النموذج الذي ارى شعوب الاتحاد الاروبي، ترفل في نعيمه..وأشاهد كمسافر في قطار من مدينة لاخرى، ومن دولة لدول الاتحاد، واشاهد المستقلين بنعيمه كما يسظل الم قيل تحت شجرة وارفة الظلال