إني منذ سنوات وأنا أقيم في الولايات المتحدة الآ مكريمية ، مهجرا بسبب الظلم والحيف الممارسين في بلادنا منذ الانقلاب العسكري سنة 1978م، والى يوم تبادل السلط بين رئيسين انقلابيين اواخر سنة 2019 م والى تاريخ كتابة هذه السطورلم يتغير اي شيءفي هذه البلاد.
إني قد هاجرت- بسبب ذلك الواقع الموصوف- لما سدت في وجهي ابواب الرزق في البلاد من اجل تربية اطفالي بشرف واحترام بعيدا عن العيش في ظل الاذلال والمهانة اللذين كانا انجع وسيلتين لكسب العيش -يومئذ -في بلادنا للاسف الشديد.
لكني لم انس رغم ذلك أن لي وطنا غاليا علي قد تركته، شبه معلق في يد ضباط من الجيش قد تربوا وتدربوا من طرف جيش المستعمر الفرنسي،وقد تشبعوا من ثقافته خصوصا جانبها الإ نكشاري الذي يحتقر سكان المستعمرات ويطهدهم . و قد ورث عنهم بعض ضباطنا ذلك الأسلوب الرهيب الذي مارسوه لاحقا على شعبنا للاسف ،ظنامنهم عن حسن نية أوبسوئها أن البلاد لايمكن حكمها الا بذلك الاسلوب القذر والخبيث !
وقد كان اولئك الضباط من اجل استمرارية حكمهم للبلاد يتركون لبعض السكان ما يعتاشون به ليلا يهاجر معظمهم ،ويتركون الارض بلا قعا يترا قص في قيعنها وهج السراب ، على انغام ترانيم المواطن ( بزيزوان) تلك المتشائمة من إمكانية حر يوم غد !
الا أنه بعد حلول (جائحتي ولد عبدالعزيز وكفيد 19 )في بلادنا و اللتين لم تبقيا شيئا يذكر قابلا للقسمة مع الجيش وادارته للأسف !
ونتيجة لذلك اصبح الوضع- بالنسبة -لمعظم المواطنين لايطاق، يتعلق الامر بكل مجلات حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والغذائية والتعليمية وحتى كل شيء يحتاجو نه في حياتهم اليومية !
وبدلا من إعلان النظام عن حالة الطوارئ بسبب تلك المشاكل وحل البرلمان والحكومة في اطار محاولة علاج تلك الاوضاع المتفاقمة، فبدلا من كل ذلك قام الاعلام التابع للنظام بالتطبيل مدعيا الازدهار الاقتصادي المزعوم وانطلاقته من عقاله تجاه النمو الدائم والمتواصل، وتم ذلك بواسطتي الاذاعة والتلفزيون الوطنيتين المختصتين في في نفخ الانجازات وتضخيمها وتزييف الحقائق المتعلقة بها !
فهلا كان اولى بذلك الاعلام -لوكان -صادقا ووطنيا- ان يقدم لنا بالصوت والصورة مأسات قرى لعصابةخصوصا تلك التابعة منها لبلدية (أقورط) والتي أصبح معظم سكانها، شبه مشردين لامأوى لهم سوى الاوحال الطينية.فهلا رأيتم وجوه سكان تلك القرى الشاحبة، ومحيا شيوخهم ( نساءاورجالا )والذين صهرتهم مأسات الجوع والعش حتى صاروا كالبصل الذي يعتاش من جسمه ويقتات حتى يصير عروقا ذابلة سرعان ماتموت وتختفي معالمها الى الابد!
إن تلك القرى لولا وكالة (كيفة للأنباء) لمات سكانها جوعا وعطشا دون علم من سكان العالم، وذلك رغم المساعدات الدولية التي تقاطرت على بلادنا منذو عدة سنوات، والتي ربما ذهب معظمها الى جيوب سفلة انواسط الجشعين !
وبمقتضى ماسبق فإني اشفق على السيد الرئيس من تداعيات هذا الواقع المتردي بكل المقاييس ، وكذا اضافة دعوات الانفصال عليه كتلك القادمة من الشمال والجنوب الغربي وقريبا ربما ستأتي اخرى من الشرق .وعليه فإن الامر يحتاج منكم ايها السيد الرئيس هذه المرة اكثر من اي وقت مضى الى القيام بإنقلاب او تغيير شامل على الاقل لهذه الاوضاع المزرية ، وذلك بمعالجتها ولو على- شبه -الطريقة التونسية تلك التي قدابتكرها الرئيس قيس اسعيد و ذلل مطباتها ، وذلك بحل البرلمان والحكومة معا، واعلان حكومة تصريف اعمال، مكونة من رئيس الدولة وثمانية وزراء، على ان تكون وزارة الاعلام من بينهم مسندة الى رئيس وكالة (كيفة لأنباء) لدور وكالته في متابعة مشاكل السكان عامة ومواطني لعصابة خاصة على ان يظل هو الآخر تحت رقابة أمينةو جادة خوفا من إصابته بعدوى من سبقوه في شغل منصب تلك الوزارة. ثم يلزم بتوحيد مؤسستي الاذاعة والتلفزة تخفيفا للنفقات العامة من جهة وتقليلا من اللغط عديم الفائدة من جهة ثانية ، وان تكونا تحت ادارة موظف واحد كفئ و نظيف اليد، على ان تشمله هو الآ خر تلك الرقابة الصارمة خوفا من عدوى من سبقوه في إدارتي المؤسستين المذكورتين علاه!
وأخيرا أتمنى على السيدالرئيس أن يستشعر خطورة الأوضاع كما يراها معظم سكان الوطن ،وان يعمل بجد وتفان من اجل علاج تلك الأوضاع المتردية ، مستعينا على ذلك بكفاءات وطنية غير ملوثة الايادى جراء أكل المال العام ،وان يراقب التسيير العام في البلاد بواسطة كوكبة من الشباب الوطني المتحمسين والمتخصصين في مجالي المالية العمة والاقتصاد ،وذلك من اجل انقاذ بلادهم من الدرك المظلم الذي تردت فيه ،منذ إ نقلاب 1978 م ويوضع لديهم قانون اوامر بمثابة قانون يلزم الرقابة العامة للدولة بان تتلقى يوميا تقارير من كل المحاسبين التابعين لمرافق الدولة العامة ، وشبه العامة، وبذلك الاسلوب الرقابي الصارم استطاعت تلك، الدول المتقدمة التخفيف من نهب المال العام وصيانته وحمايته، ويمكننا نحن ايضا الاستفادة من ذلك النظام إن استطعنا تطبيقه كما يجب !
واخيرا أتمنى على السيد الرئيس أن يستشعر خطورة الاوضاع الوطنية الحالية وان يعمل بجد ومثابرة من اجل التغلب على آثارها السلبية، وذلك ببذل كل جهد ممكن يفيد في انقاذ البلاد من تبعاتها السلبية مستعينا على ذلك بالكفاءات الوطنية من اولئك الذين يشهد لهم ماضيهم الوظيفي بإمكانية الاستفادة من خبرتهم في اطار هذا الظرف الزمني الحرج والخطير الذي تمر به بلادنا حاليا للاسف الشديد والذي اتمنى ان تتجاوزه بامن وسلام ! !
ذ/ إسلمو ولد محمد المختار