إن قراءة مقال الدكتور بامعان، تمكن المواطن من استخلاص بعض النتائج الأولية، ومن أهمها مايلي:
أن المقال تناول الموضوع بجدية يشكر عليها صاحبه، غير أنه ألبس السلوك الانحرافي الذي يدخل في سياق الجريمة، وقادتها مجموعة مرتشية من " المافيات" التي تستند الى المنظمات الاجرامية التي لا زال الموساد الاسرائيلي يوجهها،، واين هذا من الظواهر التي كان التطرق اليها في مجال آخر، إذ لا علاقة بينهما في موضوع المقال الذي هو:" تنامي خطر منظمة إيرا، ومن يقف خلفها"، فالحديث عن الزعيم الهندي " غاندي" المحامي الحقوقي، والرائد في تجسيد نظرية "اللاعنف" في النضال ضد المستعمر الانجليزي، ولهذا استغرب من المقارنة بين الثريا والثرى التي لم تعتمد على أقل وجوه الشبه بين زعيم تحرري عالمي واجه المستعمر بأكثر من حوالي خمسمائة مليون من أمته التي عندها تراثا سياسيا، وثقافيا في مواجهة الأستبداد السياسي، ولقد تجاوزت "شركة الشرق الهندية" كل المعايير في القارة الهندية من نهب ، وحروب، حيث كان مخول لها من البرلمان الانجليزي، إعلان الحرب على أي دولة، إذا كانت غير مسيحية دون الرجوع الى البرلمان الانجليزي،،،
وقاد "غندي" ثورة تحرير، ونجح ، بينما المعتوه " بيرام" هو شخص لايمحمل وعيا وطنيا، ولا فكرا تحرريا، وقد دفع به ولد عبد العزيز ليجعل منه شخصية تنافسه في الانتخابات عندما قاطعت المعارضة تلك الأنتخابات،، ومن هذا المنطلق، يصح توصيف " بيرام" على أساس أنه " بو: بفتح الباء، وسكون الواو" بالمعنى الحساني، بمعنى أنه ألبس مظهرا خارجيا للتغطية به، والتعمية، وابعاد شبهة التزوير، وأحادية الترشح لرئيس في انتخابات رئاسية، وقد دفع له المال مقابل أن يقوم بدور" المحلل"، لما هو شبهة، بل هو مدنس للوعي الوطني علاوة على كونه ظاهرة " حرباوية"،، ولكن الأسوأ الموازي لها، هو "التكيف" مع هذا الدور من طرف المعارضة الوطنية، الأمر الذي يؤكد على غياب وعيها في استيعاب المتغيرات التالية للنفخ في شخصية معتوهة الوعي باستقبالها لكل دعاية محرضة على السلم الأهلي، ف " بيرام" تزعم محاكاة الببغاء في تقمص النعيب ، ووظف لمصالحه الشخصية، لون الشريحة الاجتماعية التي ينتمي لها،، وهذه كل اهدافه القصوى.
أما التهديدات الترعيبية ل" بيرام"، ونزقه القولي، وسلوكه الانحرافي في مختلف المناطق التي سمح له بالتجول فيها لاكتساب شعبية من تلك الشريحة لمن غرر بهم ،، غير أن الأكثر إدانة منه، هو المجتمع العام، وموقفه السلبي من مواجهة " بيرام" في مدينة شنقيط، فكان الواجب على الحراك السياسي الوطني في تلك المدينة على الأقل، أن يقود مواجهة المجتمع المدني، وليكن ما يكن، فإما ان يتدخل الأمن العام، والقضاء، ويضعان حدا، بتجريم سلوك التعدي على حرمة التراث، والزج بتلك الشرذمة في السجون لعدة اعوام، حتى لا يفكر جاهل، أو مدفوع من اعداء الوطن لتحدي المجتمع في معتقده،، وغدا في نظامه السياسي،، وبما أن الأمن، والقضاء لم يتدخلا، فلتكن معركة شرف للدفاع عن المقدسات، وإلا، فمن سيدافع عن قيم المجتمع، واعراضه، وممتلكاته، إذا عمت الفوضى غدا، وسقط نظام الحكم، لسبب ما؟
لقد وجد نظام الحكم القائم فرصة، كان تضييعه لها دليلا على غياب الوعي بخطورة هذا التحريض الخارجي من طرف الدوائر الصهيونية والغربية والافريقية المتحالفة معه على وحدة بلادنا والسلم الاهلي فيها القائم منذ آلاف السنين ،، فعند ما اعلن " بيرام" في الغرب المنافق أن موريتانيا تمارس الميز العنصري.. في حين هو عضو في البرلمان، كان من الواجب تقديمه للقضاء، غير أن عجز النظام عن ذلك، لا يبرر عجز مجموعة من المحامين الاحرار بتقديم شكوى ضده، وهذا أمر قائم في كل دول العالم، الا موريتانيا، وكأن الجميع: حكومة، وقضاء، ودفاعا مدنيا، كل واحد يلقي بالمسؤولية على الآخر،،،!
أختم بتقديم الشكر، والتقدير لهذه الالتفاتة للدكتور على قراءته في هذا المقال التحسيسي، وطرحه للموضوع للنقاش، ومستجداته التي تشكل ناقوس خطر من خلال تنامي الدعاية التحريضية، وعنوان "الفيلم" ، هو للدفع بالمغرر بهم الى حتفهم، وهذه محاولة أولية من الإعلام الصهيوني، والسينغالي من أجل تكسير حاجز الخوف من البيضان على أساس، أنهم من عرق عربي جبان، كما يقدمه الاعلام الصهيوني والغربي عامة،، غير أن قراءة مضمون الفيلم الكرتوني المذكور، تحتاج منا الى مشاهدته للاطلاع على سرديته التي لا أتصور أنها تخرج عن الدعاية التحريضية،، وفي كل الاحوال، فالوطن مستهدف، وهذه من الحقائق المؤكدة، نظرا لتعدد المحاولات الاستفزازية التي ستدفع حتما الى الوعي بتنامي المخاطر، ومن ثم ضرورة دفعها قبل فوات الأوان، والأكثر تأكيدا من ذلك كله، هو انها ستفرض نفسها على المجتمع المدني الذي سيواجهها عاجلا، أو آجلا،،
والله المستعان
د/ إشيب ولد أباتي