رسالة إلى فضيلة الشيخ محمد ولدسيدى يحيى/ سيدى الشيخ

اثنين, 2021-08-23 18:20

أنا أحد العامة الذين نفعهم الله بعلمك ليس لى حظ من التعليم العصري ولا الأصلي قبل عدة سنوات التحقت بدروسك وكنت انتظرك اينما يممت مشرقا إذا شرقت ومغربا إذا غربت 
منك تعلمت الوضوء وقبلك كنت اهرق الماء على جسدى كله ثم اتيمم اواتيمم ثم اغسل جسدى دون ترتيب دون دلك اوفور 
من جلسة معك اقبلت على تعلم القراءة والكتابة ثم حفظت بعض السور واخجل امامك من ترديد ماكنت اقوله فى صلاتى واقفا وجالسا وساجدا وراكعا
بدات معك احرق المسافات 
تعلمت منك احكام الطهارة والغسل ورفع الجنابة 
تعلمت الصلاة كيفية ومضمونا 
تعلمت الصلوات الخمس  والعيدين والجنازة والاستسقاء
فهمت معنى الزكاة وفكرة الحج 
تعلمت بعض البيوع والفرائض 
حفظت احاديث وتهجيت قصصا من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعرفت على صحابته وازواجه وآل بيته وخلفائه وقادة جيوشه 
سيدى الشيخ 
جئت من مجتمع فقير لاحظ له من العلم والمال والجاه 
جئت عصبيا ناقما على الحياة فاقدا لبوصلة الأمل كيف لا وانا رهين محبسى الجهل والفقر 
كنت اظن بأن القطار فاتنى وعلي الموت فقيرا وذلك لايؤثر علي ولكن أن أموت جاهلا بأمور دينى فتلك والله نهاية بائسة كنهاية أي حيوان لا له ولاعليه 
عندما لازمتك وجدت أن العلم متاح لامثالى وليس شرطا أن افتح كتابا أجهل مضمونه اواستنطق اجهزة لااميز حاسوبها من جهاز(صانيوه).الذى الفته عند والدى يستمع اليه فيهز راسه واهز راسى وتهتز رؤوسنا جميعا ولكن لانعرف لماذا علينا أن نغعل ذلك هل لطرب أم لغضب 
لموعظة أم لتعجب 
استفهاما ام استنكارا 
وجدت أن اسلوبك يناسبنى 
دخلت قلبى دخول الفاتحين وفتحت بصيرتى كما يفتح المجاهدون القدامى مدن الظلام 
خاطبتنى بلهجتى باسلوبى 
سكنت مداركى وابحرت بين أمواج نفسى 
كنت لى كإبرة تجربة الاحساس 
فجرت قدرتى على الفهم طموحى للتعلم المغطى بجموحاتى المكبلة بالعجز والتعقد 
سيدى الشيخ 
لقد اعدت ضبط جهاز الاستقبال الذى فى عقلى وروحى وفيه خزنت ملفات سهلة الفتح من العلوم الدينية الفقهية المبسطة 
كنت غيمة هطلت فاحيت فى روحى بلدة ميتا بالجهل والانطوائية 
قبلك ماكنت اتصدر المجلس ولا اتقدم المصلين ولا اعقد النكاح ولا افرق بين ذال الذكاة وزاد الزكاة 
قبلك كنت شيئا مجهولا يمشى على قدميه يحاربنى الفقر والجهل واقصر عندما ينتظم الطابور الاجتماعي فاجد نفسى خلف الجميع ولاادرى لماذا 
أنت علمتنى معنى الأخوة والحب والتسامح والتعايش 
معك كنت اجلس فى الدرس ومن حولى يختلط نابل الاغنياء بحابل الفقراء والاسود بالأبيض والعربي بالزنجي و العامي بالمثقف وهكذا 
جمعتنا آخيتنا نصحتنا علمتنا انقذتنا من انفسنا ومن عقدنا ومن حماقاتنا ونظرتنا لبعضنا
دروسك كانت لنا نظام ري بالتقطير المحسوب والممنهج توزع قطراتها فتنتشى ارواحنا وتورق فينا خمائل التوحيد وحدائق العبادات وجنان المعاملات البينية 
وكان التقطير ذلك يحيلنا إلى العدالة والمساواة فحيث جلسنا فى الصف نكون قريببن منك واينما يممنا تكون قريبا منا
سيدى الشيخ 
جزاك الله عنا خيرا 
كنت لنا المدرسة التى حرمتنا منها ظروف معقدة 
كنت لنا الوحدة التى طالما فخخوها حتى لاننتشى بها منكبا بمنكب وساقا بساق 
كنت لنا العالم الذى هدم البرج العاجي ليسمع منا ونسمع منه 
تحملت زحامنا غبارنا سعالنا روائحنا عرقنا 
أسئلتنا المحرجة أحيانا حماقاتنا فوضانا تدافعنا وضوضاءنا 
كنت لنا ملاكا جاء ليربت على اكتافنا ويمسح على رؤوسنا ويفهمنا أن الدنيا لم تضق بنا ولاعلينا 
محاضراتك ودروسك كانت لنا حضنا هربنا إليه من ظلم التاريخ وغطرسة الجغرافيا وقسوة المجتمع وتراتبيته البغيضة 
باختصار كنت لنا وطنا 
كنت لناشجرة دانية الظلال و الغلال 
سيدى الشيخ 
لايهم من انا ولا لونى ولا انتمائى 
المهم اننى عينة عشوائية من آلاف الموريتانيين الذين علمتهم ساويتهم انرت لهم دروب الحياة ومسالك الآخرة 
إن شئتم سيدى الشيخ فأنا تلميذكم اومربدكم اوابنكم أو خادمكم وقدعلمتنى مالم اكن احلم بتعلمه ومن علمك حرفا فهو مولاك وانت علمتنى كل الأحرف والمعانى واين ساكون الآن لولاك شيخا ناصحا ومربيا فاضلا وعالما ورعا 
ومن اجمل ماتعلمت منك الزهد فى الدنيا والتعفف عنها والقناعة التى لايعلى عليها
سيدى الشيخ 
أخيرا طلب من تلميذ لمعلمه وانت اهل لإجابة طلبات تلامذتك الكثر والحمدلله داخل البلاد وخارجها 
لا تتركنا وحدنا 
لاتترك المنابر الدعوية 
زرعت فاسق وارع وحافظ 
اياديك بيضاء على الدين والمجتمع كل المجتمع والوطن كل الوطن 
نحتاجك داعية محبوبا يجمع ولايفرق يخاطبنا بمانفهم وينتشلنا من التهميش والنسيان والجهل 
لا تؤاخذنا بسجالات لادخل لنا معاشر العامة فيها ولاناقة لنا فيها ولاجمل 
من تجاوزوا فى حقك هم من عليهم الانزواء والانطواء والانكفاء اما انت فغيمة هتون ترشرش العلم والحب والتواضع والتعايش والالفة 
واستسمح سيدى الشيخ فى ان استخدم بيتين من الشعر نقطة نهاية لرسالتى هذه 
( ارجع فبعدك لاعقد اعلقه 
ولالمست عطورى فى اوانيها 
ارجع كما انت صحوا كنت أم مطرا 
فماحياتى انا إن لم تكن فيها)
حفظك الله ورعاك سيدى الشيخ وابقاك زينة المنابر وحجتها ولسانها الصادح بالحق لايخشى وسوسة شيطان ولا بطش سلطان 
والسلام عليك مبتدء وختاما سيدى الشيخ