إلى أصدقائي المحترمين في التحالف الشعبي التقدمي

جمعة, 2021-08-20 17:29

أيها الاعزاء أعتقد بأني لا أحتاج إلى أن أذكركم بكوني من مؤسسي حزب التحالف. بل أعتبر نفسي من أولائك الذين قد ساهموافي وجود قاعدة ذلك الحزب المحترم ،حتى قبل إقرار التعددية الحزبية في موريتانيا! 
وقدتعلمون ايضا من خلال  الرسالة التي بررت لكم بواسطتها انسحابي من الحزب ، على أساس كونه يومئذ لم يعد حركة سرية ، ولم يصل بعد إلى مستوى حزب سياسيي منفتح على الجميع ، وله امتداداته الشعبية والوطنية ، وقدتعهدت لكم -يومها -من خلال تلك الرسالة بأني لن انتمي لأي حزب سياسي غير التحالف ، وسأظل كذلك إلى أن تذكروني بخير إن شاء الله بعد عمر طويل .
 أيها الاخوة فلتسمحوا لي بهذه التوطئة لعلي أبرئ بواسطتها بعض العتاب الموجه لزملائي التحالفيين، خصوصا الاخوة  الاساتذة المحترمون محمد الحافظ ولد اسماعيل و احمد محمود ولد آبوبكر ثم احمد ولد عبدالله.
 إن عتابي موجه للاتفاق الذي ابرمتم مع الرئيس مسعود ولد بو الخير الذي بمقتضاه جعلتموه شبه رئيس مدى الحياة لحزب التحالف الشعبي التقدمي للأسف ! 
صحيح أن مسعود كانت ظروفه تقتضي منكم احتضانه ومساعدته حيث كان شبه مطارد من لدن السلطات بسبب آرائه الشرائحية، وهو الذي لم يستطع التعايش مع حزب التكتل والذي ايضا أوقف حزبه الخاص AC الذي اسس بعد ذلك  الشيء الذي جعلته  تلك الظروف يشعر بنوع من الحصار السياسي مما جعله ذلك يلجأ إلى قاموسه اللغوي ليستل من جعبته كل سهم اسمر شديد الصلابة ليرمي به أعداءه السياسيين للينغرز السهم في أكبادهم! 
وليته كان قد رماهم بما رمى به( معن ابن زائدة الشيباني)اعداءه كما قال أحد الشعراء:
ومن جوده يرمي العداة بأسهم&& من الذهب الابريز صيغة نصولها
لينفقها المجروح عند انقطاعه&&ويشتر الاكفان منها قتيلها
أيها الاخوة الاعزاء بإوائكم يومئذ للسيد مسعود يعد تضحية  منكم لصالح الوطن ، و ذلك باحتضانكم لصوت كان يحب سماعه كل من يبطن  العداء لبلادنا، وذلك في حين كان التطرف العنصري سلعة رائجة تجلب لأصحابها الملايين والجاه و كذا السمعة الدولية!
إلا أنكم للاسف رغم وجاهة تلك التضحية لم تفكروا كما يبدو ساعتئذ بأن مسعودا  لربما لايشارككم نفس المبادئ ولا الرؤى التي على ضوئها أسستم حزب التحالف، ومن الوارد ايضا أن يكون لجوءه إليكم - حينها- مضطرا لا بطلا، من أجل أن يتجاوز بكم مسافة سياسية تخرجه من التيه السياسي الذي مر به ، خصوصا أن الحزب يومئذ يحتضن تجمعا شبابيا نظيف اليد والمعتقد ، وقد كان مسعود في امس الحاجة اليه لليؤازروه و هو يقود الحزب الشيء الذي  جعله هو الرابح الوحيد من تلك الصفقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
أما أنتم ايها الاخوة وقد تخليتم للوافد الجديد عن(دون دبشكم )وتركتم له العائلة والاطفال في ذمة الغيب !
ثم ذهبتم أنتم لتفترشوا الارض وتلتحفوا السماء ،و ان دل ذلك على شيئ فإنه يدل على كرمكم الزائد الذي يظهر لي بأنه قد تعدى المعتاد حتى ذلك الكرم الذي  اشتهرت به بعض العشائر الوطنية ولقبت به  ميزة لها عن اقرب المقربين منها!
أيها الاخوة فلتسمحوا لي إذا قلت بأن هذا ما قد حصل فعلا، فمسعود ها هو الان الكل في الكل يتصرف في حزب التحالف تصرف المالك في ملكه، و أما جماعة التحالف المؤسسة له اصلا فقد خفت صوتها وذبل طيفها وجعلها مسعود كزوائد الشاة المدلاة في عنقها لاتزيد لها لحما ولا تنقص جلدا !
أيها الاخوة فمما مضى معنا يتحتم عليكم معالجة الامر قبل فوات الاوان وذلك بمراجعة ذلك الاتفاق المشار إليه أعلاه كما أأكدلكم ضرورة سجودكم سهو البعدي وذلك بمراجعة الاتفاق مع مسعود بسبب خرجته الاخيرة التي تجاوز فيها مبادئ الحزب ونظامه الداخلي وذلك بدعوته العنصرية پاسم الزنوج ولحراطين ونيابة عنهم ضد مكون البظان!
فإن كان سبب خرجة مسعود يتعلق بنكوصه  وتراجعه عن مبادئ الحزب ونظمه الداخلية فعليه أن يستقيل بكل شجاعة و اقدام ، أو يقال من طرف المجلس الوطني للحزب رغم انفه .
وإن كان السبب هو البحث عن مزيد من إهتمام رئيس الدولة به اقتصاديا وسياسيا فأظن أن ذلك لم يكن داخلا في مبادئ الحزب و لا في استراتجيته المعلنة على الاقل 
أما و إن كان الامر يتعلق بفلتة لسان غير مقصودة فربما مؤدى ذلك هو الخرف الناتج بدوره عن التقدم في العمر .
ومعنى ذلك أن ما حدث هو من ارهاصات (ازهيمر )ذلك المرض الذي من يصاب به لا يستطيع قيادة الاحزاب ولا أي مشروع سياسي اخر جاد أو اجتماعي او إقتصادي وبالتالي يجب أن يحال الرئيس مسعود -ان توفرت الشروط - إلى التقاعد السياسي ويحتفظ له بالتقدير والاحترام كرئيس سابق للحزب و كأي واحد من الرؤساء السابقين.
وفي الختام أقول بأن دوافعي لنشر هذه الآراء او التحاليل هو مامدى غيرتي على هذا الحزب وارتباطي الوجداني والفكري به، والذي أتمنى له من قلبي أن يجد قيادة وطنية تقدمية بديلة تؤمن حقا بمبادئ الحزب وتعمل بمقتضاها وعلى ضوئها وأن تكون الفوائد المتوخاة من عمل تلك القيادة هي المصلحة الوطنية العليا خدمة لكل الشعب الموريتاني ومن ضمنهم طبعا قيادات الحزب وقواعده.

وأخيرا أتمنى المسامحة منكم جميعا إن كان في طيات هذا الخطاب مالايرضي عنه. أي من. قادة. الحزب أوقواعده،وحتى ناخبيه أو مناصريه 

ذ/ إسلمو ولد محمد المختار وادمانا