وصفة علاجية لبعض مشاكل الوطن !

سبت, 2021-08-07 22:50

لم يكن من الغريب اذا قلنا بأن بلادنا منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1960م وهي يظهر فيها من حين لآخر بعض المشاكل ذات الابعاد السياسية والاجتماعية والعرقية خصوصا حول لغة التعليم والإدارة .
وقد إستفحلت تلك الاشكاليات أكثر الى حد التصادم احيانا بين بعض طلاب المدارس وذلك لما حاولت بعض الحركات السياسية التي ظهرت اتباعا بعد نشأة الدولةالموريتانية , إيجاد حلول ولونظريا لتلك المشاكل المستعصية عن طريق تجارب بعض الدول التي تأثرت بها تلك الحركات : مثل حركة الكادحين المتأثرة أصلاً بالتجربتين السوفية والصينية ،وكذا الحركات القومية سواء تلك المتأثرة منها بتجربة ثورة ثلاثة وعشرين يوليو المصرية وتلك التي حصلت في كل من العراق وسوريا .
ثم أخيراً محاولة حركة الاخوان الدخول على الخط السياسي الذين اقتبسوا أفكارهم من تعاليم وتويجات المرحوم السيد قطب وما تفرع  عنها من افكارإعتنقها بعض الحركات التي أنتهجت العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، لكي تتولى هي بنفسها حل تلك المشاكل على ضوء تلك الافكار.
 إلا أنه من الملاحظ لدينا أن كل تلك الحركات قد فشلت محاولاتها كليا أوجزئيا وذلك في التأثير على مسار الدولة وتوجهاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكذا الثقافية ،والذي نجح في كل  ذلك أي قيادة الدولة بشكل منقطع النظير فهي الحركة لفرانكفونية التي لم تعلن عن نفسها يومئذ كمنافس سياسيي  على قيادة البلاد ولم يتجرأ أي من قياداتها الإ علان عن نفسه أوالتبشير بمبادئها من أجل إقناع الناس بمذهبهم الجديد القديم !
مكتفية تلك الحركة من أجل السيطرة على البلاد بمجموعة من الضباط والاداريين القدماء الذين هم العمود الفقري الضامن لاستمرارية قيادة الحركة للبلاد مادام اؤلائك الضباط يحتكرون لانفسهم معظم مزايا الدولة بواسطة حملة الشهادات الفرسية وحتى مجرد مستخدمي تلك اللغة ،ولو بدون شهادات او بها مزورة إن وجدت !
فهذا ماحاصل في البلاد منذ قرابة ستين سنة خلت من سيطرة تلك الحركة على البلاد وحصاد القيادة لفرانكفرنية هو هذا التدهور المشهود في كل شيء من مقدرات الدولة  ،وحتى أنه نتيجة لذلك بدأ من جديدوبسبب تلك الأختلالات المتمثلة في  الغبن والتفاوت الحاصلين بين طبقات المجتمع وفئاته ،الشيئ الذي جعل المناطق الجنوبية الغربية الخصبة للزراعة تسعى جاهدة للا نفصال عن البلاد معتمدة في ذلك على عنصر اللون فقط ،علما أن ذلك اللون تشترك فيه ثلاث قوميات ،لكل منها لغتها وثقافتها وتاريخها الخاص ،وربما لاحقا كل واحدة منها  تطالب بحكم ذاتي اوكامل !
والقومية الرابعة هي الاخرى  يطالب البعض من شرائحها بالانفصال على أساس اللون و الوضع الاجتماعي.
 ثم ظهرت ايضا دعوة لفصل الشمال الغني بالمعادن  عن الشرق الفقير ليبقوا سكان المناطق الشرقية رعاة للمواشي يقايضون بعضا منها بما يسدون به رمقهم ويسترون به عوراتهم!
كما بدأ يسمع من حين لآخر دبيب  الملاسنات بين. بعض من ينتسبون إلى القبائل الحسانية وتلك الصنهاجية.
 يحدث كل ذلك في ظل نظام ضعيف تسيره ثقافاة وافكار أجنبية، تجلت ملا مح  ضعفه في توقيف بعض القوانين التي كانت  تحاول علاج بعض تلك الأختلالات خصوصاً تلك المتعلقة منها بالوحدة والرموز الوطنية !
يضاف إلى كل ما سبق غياب العدالة في كل ممارسات الدولة وكذا انعدام فصل السلطات الحقيقي بين المؤسات الدستورية، وكذا انتشار التزوير في كل شيءسواء كان ذلك في مجال الانتخابات أو الامتحانات أو التوظيف والصفقات العامة والادوية والشهادات هي الاخرى لم تسلم !
فهذه هي إدارة لفرانكفونية مكشوف الغطاء عن وجهها القبيح!
ولمحاولة علاج تلك الا ختلالات الناتجة عن إدارة لفرانكفونية للبلاد فإن العلاج يكمن في الجانب الاساسي منه -كمدخل- لمحاولة حله في جلوسنا معا على بساط واحد أوفي ساحة عامة ولو مغبرة لنناقش بجد وصراحة كل ما يتعلق بوضعنا الحالي بما في ذلك من نحن وما هي القوانين الشرعية التي كانت تحكم تواجدنا في هذه البلاد قبل المستعمر وكيف تعايشنا مع بعضنا منذ مئات السين ،وكيف نبقى كذلك الى الابد ،علما أنه ليس لدينا من سبيل سوى أن نبقى كلك. 
ثم نقوم بالخطوة الأولى :وذلك بإحصاءكل قومية منا على حدة من أجل معرفة نصيبها بالضبط من الثر رة والوطنية وكذا المناصب السياسية والإدارية .
النقطة الثانية :الحوار حول اللغة الوطنية القادرة حاليا على تسيير البلاد وإدارتها وتعليم ابنائها، علما أن اللغة الفرنسية ليست لغة أي من مكونات شعبنا ولا الانجريزيةولا الصينية وبالتالي لايمكن فرض أي من هذه اللغات علينا بقوة القانون ولاحتى بالقوة الغاشمة ،لاننا في نهاية المطاف لنا الحق المشروع في الدفاع عن حقوقنا المشتركة المتعلقة بوحدتنا الوطنية ! 
إذا لم تكُن إلا الأسِنَّةُ مركباً ****
فما حيلةُ المُضطَرِّ إلا رُكُو بُها****
ولتشريع ما سبق ذكره وتطبيقه من مقترحات فيجب أن نقوم بوضع دستور جديد تشرف على إعداده  لجنة تأسيسية وبصياغتها له ،واشرافها على انتخابات حرة ونزيهة بمقتضاه وأن يكون فيه فصل للسلطات بحيث تكون كل واحدة منها تراقب الاخرى وتلزمها في حدود اختصاصها.  
ثالثاً: نقوم بالزام دراسة لغاتنا الوطنية الأخرى  بحيث لانحتاج الترجمة مستقبلاً في أي منهما للاخرى. 
رابعاً : ثم نقرر في مناهجنا الدراسية أي اللغات الاجنية نحتاجها علميا أودبلماسياً  أوللتجارة والسياحة ،وبالطبع ستكون اللغة الفرنسية على رأس تلك اللغات لعلاقتنا التاريخية بها.
وبذلك سنربح نصف مزانية التعليم التي كانت موجهة للتعليم الفرنسي ،والذي خريجوه ولمدة ستين سنة لم يقدموا لنا أي ابتكار علمي ولا أي بحث جاد في أي مجال من مجالات الحياة حسب علمي ! 
 وبنجاح تعليمنا واختفاء العوامل التي كانت تحول دون الحصول على الحقوق سيختفي حتما حينئذ التفاوت الاجتماعي ويحل محله تكافؤ الفرص وبالتالي ستذوب الفوارق الاجتماعية  وتختفي الدونية الفأوية بسبب المساواة الحقيقية أمام القانون والمنافع  الوطنية وكذا المشاركة في أعباء الدولة.
كما يجب علينا أن نشجع الزواج المختلط بين مكونات الشعب وفيئاته ،وذلك بمقتضى سنة رسول الله صل الله عليه وسلم مما يجعل اختلاط الدماء في الارحام وسيلة للتراحم والانسجام مما يعزز اللحمة الوطنية.
وفي الاخير فإني أتمنى صادقا أن تجد هذه الآراء من يستأنس بها إذا ما كان هناك حوار اً وطنياً ورأى الناس من خلال هذه الأراء  بعض المعالم المؤدية إلى الطريق السالك الذي يقودنا إلى المصالحة الوطنية والانسجام الاجتماعي  المؤديان بدورهما إلى الوحدة الوطنية  الدائمة والمستقرة إن شاء الله.

ذ/ إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا