فإنه قد يحصل ذلك الانتصار لما تكون الدولة محكومة من طرف رئيس قد اعد حكومته - سلفا - على مقاس هواجس المترددين الذين عادة ما يقدمون رِجْلاً و يؤخرون أخرى حيال اتخاذ معظم قراراتهم !
و يعود سبب ذلك -أيضا- إلى كونهم يحكمون البلاد بمشاريع القوانين تلك التي تحتاج في اكتمال قانونيتها إلى المصادقة البرلمانية عليها، من طرف مجلس يكاد ينحصر اختصاصه في تلك المصادقة، و تلك التي على الاتفاقيات الدولية، و التي يعد دوره فيها، ايضا كدور استشارة ( صاحب فم القربة ).
اذا فإنه في ظل حكم المترددين اللذين لا تَقْدر أياديهم المرتعشة على البناء كما وصف امثالهم المرحوم جمال عبد الناصر فإن اولائك الحيارى في اتخاذ قراراتهم لا يمكنهم العمل المناسب في الوقت المناسب، لمصلحة شعبهم خاصة في بعض الظروف الحرجة التي تحتاج الى ذلك العمل اكثر من اي وقت مضى.
و اظن ان سبب تردد حكومتنا في امور هامة كثيرة و من ضمنها مشروع هذا القانون الذي يخدم السلم الوطني و الوحدة الوطنية، فهو خوفها الدائم من اي صوت معارض كخوف الطفل من ظله لما يعكسه ضوء القمر، فيظنه شخصا يلاحقه.
و ربما يعود خوف الحكومة ذلك عائد الى شعورها بإنعدام المشروعية او نقصانها، و ذلك بسبب ظروف ترشح رئيسها و كذا حال نجاحه في تلك الانتخابات ، و هذا ينطبق ايضا على حكومة الوزير الاول محمد ولد بلال تجاوزا لارتباطها بتلك الفترة التي تمت فيها تلك الانتخابات، الشيء الذي جعلها تنصاع لتأجيل المصادقة على القانون بمجرد كلمات غير جادة صادرة من برام الداه اعبيد منتقدا فيها ذلك المشروع القانوني و كذا اخرى ايضا من طرف الدكتور السعد ولد لوليد و ان كانت كلماته اقل حدة الا انها اكثر خبثا و عمقا، يضاف الى كل ذلك احدى سخريات جميل منصور التي يمكن تفسيرها سلبا او ايجابا موالاة او معارضة.
ثم ايضا انسحاب جماعة حزب تواصل من الجلسة البرلمانية التي كان التداول فيها حول مشروع القانون المعروف بقانون الرموز الوطنية و الذي اثار حوله لغط شديد من طرف متمردي الزنوج و كذا الحراطين الذين امترؤا التربح من طرف الغرب و ألدولة الموريتانية و كذا رجال الاعمال المتواطئين مع من يوذي شريحة البظان و كذا المنحدرين منها مثل رئيس الجمهورية الحالي و الذين اتوا قبله.
و ربما يكون انسحاب جماعة الاخوان بالاضافة الى ما ذكر هو ربما طلوع عصارة المعدة المفاجيء لديهم جراء الاحداث الاخيرة في تونس، ما دام الحبل السري لحزبهم مرتبطا بسرة حزب النهضة الاخواني التونسي شبه مجمد النشاط حاليا !
و اخيرا اعزيك ايها الشعب الموريتاني في خيبة املك المتعلقة بحمل حكومة الرئيس ولد الغزواني الذي طال مخاضها اكثر من سنتين كحمل انثى وحيد القرن، فإذا بها تتمخض عن (خديج) لم يكتمل نموه و مات جراء عملية قيصرية على يد تحالف الزنوج و لحراطين و اخوان المسلمين المعلن و غير المعلن، و كذا المندسين من اعضاء الحكومة الموريتانية السابقة مما سبب ذلك التحالف الضرر البين لمصالح الشعب الموريتاني و كذا مكوناته و رموزه و حتى لغته و ثقافته و دينه، و لا يزال ذلك التحالف متواطئا في كل ما يضر البلاد من قريب او بعيد .
ذ/ اسلم ولد مانا