لقد طالعت مقالا شبه نقد ذاتي لحركة الاخوان المسلمين من طرف الاستاذ و الوزير السابق سيدي محمد ولد محم.
ان السيد الوزير -و قد سبقه في ذلك- النقد الذاتي لتنظيم الاخوان صحفي الجزيرة احمد منصور صاحب برنامج شاهد على العصر، و الذي حوله لاحقا الى (نابش قبر )بحيث كان يتناول في ذلك البرنامج النقد اللاذع لسيرة زعماء عرب قد عارضوا ابان حكمهم الإخوان امثال المرحوم جمال عبد الناصر و المرحوم صدام حسين المجيد و غيرهم، في حين لم نجده ينبس ببنت شفة واحدة نقدا لأي زعيم اخواني او خليجي!
ان ذلك النوع من النقد للإخوان و ان اختلف شكله و زمانه و الشخص الصادر منه فإنه يصب في (مكيافيلية) تنظيم الاخوان و ذلك باستخدامهم للوسائل غير المشروعة و اللاخلاقيه من اجل الوصول الى الحكم، و ان كانوا يريدون من وراء ذلك خيرا للأمة كما يزعمون !!
ان الاستاذ محم رغم ضيق المساحة التي اعطى لمقاله لكي لا يستطيع سبر اغوار كل اخطاء الاخوان ان تداعى منه ذلك في سبيل حصولهم على السلطة.
ورغم ذلك فإنه قد وضع اصبع الحقيقة على مكان داء تلون الاخوان بما فيه مجاراتهم للغرب ولو كان ذلك يقتضي المساس بوحدة امتنا العربية و الاسلامية، و كذا تقدمها و ازدهارها كما حصل منهم في العراق و سوريا و ليبيا و غيرهم من الدول العربية.
ان تبني الاخوان اخيرا (عكس ما نشأوا عليه) للدمقراطية الغربية المتصهينة المبنية على الاختلالات الدينية و الاخلاقية، بما فيه تبنيهم للعلمانية صراحة في تركيا، و ضمنيا في كل من مصر و تونس اللتين شرعتا امورا يندى لها جبين الشرع و وجدان الامة و عقلها، مثل الخمور و الدعارة و ربما المثلية بعض الاحيان، و حتى انهم اثناء حكمهم لمصر في فترة الدكتور محمد مرسي الذي وادّ بالمراسلة رئيس اسرائيل و اعتبره من اعز اصدقائه رغم احتلال فلسطين و محاصرة غزة و محولات تهويد القدس الشريف .
الا تراى ايها الوزير ان المرحوم محمد مرسي قد جنح للسلم قبل ان يجنح له الصهاينة عكس مقتضيات الاية الكريمة ( ۞ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الا تراهم ايضا في تركيا قد حولوا الشباب السوري اللاجىء الى ارضهم مرتزقة يقاتلون نيابة عن جنودهم في مختلف البقاع مقابل ما يسدون به رمق ابنائهم و نسائهم، ثم الا ترى ان زعيم الحركة الاخوانية في تونس السيد الغنوشي يقول ان الدولة لا يهمها اسلام المواطن و لا إيمانه و لا ما إذا شرب خمرا او زنى، بل ما يهمها هو امن المواطن و معاشه.
اما الذي تجاهله الوزير و لم يذكره من نقد للإخوان او ذكره باستحياء هو و السيد منصور هو ما مدى تأثير قيادة الاخوان المسلمين على دول مثل قطر و السعودية و تركيا الذين جندوا مئات الالف من المرتزقة من مختلف اصقاع العالم لتدمير العراق و سوريا و ليبيا و غيرهم بحجة انعدام الديموقراطية في تلك الدول و كذا حكم الاسلام، و كأن تلك الدول التي قادت ذلك التدمير و كأنها هي دول ديموقراطية و تحكم بما انزل الله و رسوله !
اما الامر كله في ما يتعلق بتصرف الاخوان فيعود الى صفقة غير شريفة وغير معلنة بين الغرب المتصهين و حركة الاخوان، و تلك الدول التي تعمل كزوائد الشاة المدلاة في عنق الصهيونية و الغرب من اجل تدمير العرب ، اما نصيب الحركة مقابل دورها ذلك التدميري بواسطة داعش و القاعدة و النصرة المتحورة عنها هو السماح للإخوان ببناء دولتهم المنتظرة على انقاض تلك الدول التي دمرت حضاريا و اقتصاديا و اجتماعيا للأسف الشديد.
ان ذلك التصرف يمارسه الغرب منذ الحروب الصليبية ليلا تقوم دولة الاسلام الفاعلة من جديد، ولليظل الغرب مسيطرا على مقدرات شعوبنا!
و اخيرا اتمنى على السيد الوزير ولد محم و هو الاخواني الذي كان يرأس حزبا علمانيا هو الاتحاد من اجل الجمهورية و وزيرا و ناطقا باسم الحكومة ان يصرح بما فعل من اجل تطبيق ارشادات و توجيه المرحوم حسن البنا لصالح امتنا الاسلامية و في نفس الوقت ما يخدم وطنك انت بواسطة قيادك لذلك الحزب و كذا المشاركة في حكومته.
و في النهاية لك مني الشكر و التقدير على ما ابديت من شجاعة باستقالتك من الحكومة عكس غيرك من المسؤولين الذين يمتصون في كبريائهم غضب كل اهانة يتعرضون لها سواء في انفسهم او ذويهم، كما اشكرك باعترافك ببعض الاخطاء التي شاركت فيها لكونك كنت عضوا و وزيرا في حكومة ولد عبد العزيز التي امتازت عن سابقاتها بالفساد و الظلم و الانحراف عن جادة العدل و الانصاف.
ذ/ اسلم ولد مانا