ان ما استدعى مني هذه النصيحة هم اولائك الذين يتواجدون الآن في صدارة اعلام محمد ولد الغزواني، و الذين يستميتون في الدفاع عنه بما اوتوا من قوة بيان و تلون سفسطة غير خاضعة لأي منطق و لا مبدإ اخلاقي، الى اولائك اقول :
فإنه من المستحسن لكم من وجهة نظري الخاصة حينما تكونوا في حالة دعاية للرجل او الذود عنه، فلا تنسوا مستقبل مصداقيتكم، و اتركوا منها شيئا تستخدمونه لاحقا مع الرئيس القادم، ما دمتم قد امتهنتم حرفة بطانة البلاط الرئاسي !
فكل هذا شريطة اذا كنتم تؤمنون بالتناوب على السلطة سواء يتم ذلك التناوب عن طريق صناديق الاقتراع مباشرة بعد المأمورية الاولى او الثانية، او ربما بالانقلابات العسكرية الاسرع تغييرا و الاكثر جدوائية لمن يمتهنون بطانة الحكم .
ان مراعاة المصداقية قد تجنبكم على الاقل الندم حين لات ساعة مندم، كتلك الندامة التي حصلت لبعضكم و هو يرى وسائل الاعلام المختلفة و هي تجتر ما قد صرحتم به قولًا باللسان او حركات بالجسم و انتم تمجدون و تهللون لمحمد ولد عبد العزيز الرئيس السابق، حتى ان بعضكم قد اسند اليه بعض الصفات، التي كانت يختص بها الله وحده عز وجل حين ينعم بها على عباده، فلا شك انكم الان تتمنون لو نسي ذلك التاريخ باكامله أو مسح من ذاكرة وسائل الاعلام، و كذا المواطنين، لليجعل ما تقومون به الان من خدمة اعلامية لصالح ولد الغزواني و كأنها ابداع منكم لم يحصل عليه رئيس ممن سبقوه في السلطة، إن السيد ولد الغزواني الذي تتغزلون في انجازاته الان، سأخبركم عن بعض ماضيه الذي تعرفون معظمه حيث كان يوما ما حارسا لرئيس الدولة، و قد تَكوّن و عمل في ظل انظمة عسكرية او شبه عسكرية، و كان القاسم المشترك بين كل اولائك الرؤساء هو ان الواحد منهم يتصرف في شؤون الدولة و كأنه يتصرف في ملكه الخاص مما يجعل ما يصدر منه من تصرف عدلا و لو كان خاطئا او جورا، و رغم ذلك فإن ولد الغزواني كان الاكثر تأثرا، بالسيد محمد ولد عبد العزيز الذي اقتفى اثره في تسير الادارة و استخدام نفس الاشخاص و الادوات التي كان يستخدمها ولد عبد العزيز، الا انه يختلف عنه، في عدم الجرأة في لي اعناق الدستور و كذا القوانين و الانظمة، وكذا احتقاره لمن حوله من علماء وموظفين و اطر و حتى وزراء، و يكاد يكون اختلافه الوحيد معه هو في جمعه للمال بأي وسيلة كانت ولو غير شرعية او اخلاقية، كما حصل منه مع ادريس السنوسي اللاجىء الليبي الى ارضنا و المستجير بشعبنا حيث قايض حريته بالمال و كذا اليمني المقيم في جمهورية مالي الذي استجلبه لليبتز منه امولا كما ادعى ذلك اليمني و نقلته عنه وسائل اعلام كثيرة ،و غير ذلك من وسائل جمع المال غير المشروعة .
اذا فذاك هو محمد ولد عبد العزيز الذي كُنتُم تغالون في ذكر امجاده, و عبقريته، و هذا ايضا ولد الغزواني الذي ربما سيسلك نفس النهج مادام قدوته محمد ولد عبد العزيز ، رغم انه و لله الحمد الى حد الساعة لم يصدر من شيئ من ذلك القبيل،و هو ايضا له استغلاله الخاص لوقته بحيث يقسمه على ثلاث حصص قسم منها وهو الاكثر للنوم الطبيعي، و قسم ثان للمقابلات و الثرثرة مع (لحلاحة ) المولاة، و كذا المؤلفة قلوبهم من المعارضة السابقين، و الجزء الثالث لحلاقة ما تبقى من شعر الرأس يوميا و كذا الذقن، اذا لم يكن من الذين قد ( انكرهم الكتاب ) و سبب الشك منا هو اننا من اهل الظاهر و لم نر ذلك الذقن يوما مغطى بشعر مما ولد لدينا الشك بانه ربما انعم الله على الرئيس بانعدام شعر الذقن لما يتطلب ذلك من عناية خاصة او حلقه على الدوام بما في ذلك من مشقة، ثم ايضا اصدار الأوامر لعمال القصر و المختصين في مكياج الرئاسة الذي يقوم به عادة ،بعض اصحاب الخدمات العامة!
و من كانت هذه مشاغل يومه فلن يتبقى له من وقت يستطيع بواسطته تحقيق الامن للمواطنين و توفير الصحة لهم و امتصاص البطالة التي رأينا مدى انتشارها المخيف !
اذا فهذا الرجل لذي تتغنون بانجازاته الان و الى ان يأتي من بعده رئيس اخر، حيث سوف تقلبون له ظهر المجن لاحقا كعادة امثالكم .
و في نهاية المطاف اتمنى عليكم ان تهتموا بما ستتركون من مثالب تتعلق بمشاركتكم في افساد الانظمة كبطانة توصف عادة بما لا ارضى وصفكم به، و حذاري ان ينتبه شعبكم الى اثم الفساد المتفشي في بلادنا خوفا من ان يحاكمكم و لو اخلاقيا على ما اقترفم في حقه من فساد مشاركين بذلك حكاما فاسدين .
ذ/ اسلم محمد المختار