مناورات واشنطن لتعويض خسائر الانسحاب من أفغانستان عبر تركيا وداعش... المواجهات في وسط جنوب آسيا ترسم معالم النظام العالمي

ثلاثاء, 2021-06-15 04:05

مع انتصاف سنة 2021 بدأت بعض الشكوك تظهر بشأن صدق نية الولايات المتحدة وبعض حلفائها إنهاء تدخلهم العسكري في أفغانستان وترك الأفغان يقررون مصيرهم بأنفسهم بعد حرب ضروس استمرت حوالي 20 سنة صرفت عليها الولايات المتحدة وحدها أكثر من 2200 مليار دولار، وخلفت أكثر من 240 ألف قتيل ومئات الألاف من الجرحى المدنيين الأفغان.

الشكوك ظهرت بعد أن كثر الحديث عن تولي تركيا العضو في حلف الناتو والمشارك في الحرب ضد أفغانستان منذ البداية، حماية وتأمين مطار كابل الواقع على علو شاهق في جبال هندو كوش والذي تطلق عليه تسمية حامد كرزاي الدولي، بعد نهاية الانسحاب الأمريكي وهو الأمر الذي رفضته حركة طالبان. وقد أكدت الحركة إنها ترفض بقاء بعض القوات الأجنبية في أفغانستان بحجة تأمين المطارات والبعثات الدبلوماسية أو تحت أي ذريعة. وأكدت طالبان أنه لا ينبغي لأي دولة التفكير في البقاء أمنيا أو عسكريا، وكذلك لا ينبغي لأحد أن يعكر العلاقات بين الشعوب والدول.

ولفتت الحركة إلى أن أي دولة ترتكب هذا "الخطأ" ستعتبرها الحركة دولة محتلة، وتتحمل تداعيات هذه الخطوة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد ذكر إن بلاده ترى ضرورة لوجود مطار "عامل وآمن"، للحفاظ على وجود دبلوماسي دولي بالعاصمة الأفغانية، وذلك في إشارة إلى احتمال اضطرار السفارات إلى الإغلاق بدونه. وأضاف المتحدث في رده على بيان طالبان "نؤكد أن وجود مطار عامل وآمن ضروري لأي وجود دبلوماسي دولي، وسيفيد المسافرين الأفغان والاقتصاد الأفغاني".

يسجل ملاحظون أن أحد أسباب التلويح باستمرار وجود عسكري أجنبي في أفغانستان هو محاولة الضغط على طالبان لتتوصل إلى تسوية عبر المفاوضات مع السلطة القائمة في كابل، ويأمل الغربيون عبر هذه التسوية تسليم أنقرة مطار كابل وأمن السفارات الأجنبية بها وهم يتصورون أن طالبان يمكن أن تقبل مثل هذا الأمر.

إثارة قضية أمن مطار كابل بهذا الشكل يدخل في إطار عدم تسليم جزء من الطبقة السياسية والعسكرية في واشنطن بأن الناتو خسر الحرب وليس أقل ولا أكثر من ذلك تماما كما وقع في الفيتنام سنة 1975. والواقع هو أن هناك البعض في واشنطن الذين يضعون آمالا على وقوع تحولات في غير صالح طالبان.

في هذه الأثناء وخلال الثلث الأول من شهر يونيو 2021 كشف مسؤول الاستخبارات بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن جيشه لم يغادر أفغانستان بعد، وأنه مستعد فعليا للعودة إلى هذا البلد في حال شنت عناصر معادية هجوما على الولايات المتحدة.

وخلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، قال مايك والتز النائب عن فلوريدا -الذي كان جنديا بالقوات الخاصة- "هناك احتمالات كبيرة بأن نضطر للعودة إلى أفغانستان، وأن يعود تنظيم القاعدة في أعقاب تقدم طالبان، وأن يهاجموا الولايات المتحدة".

وسأل هذا النائب الجمهوري -خلال جلسة استماع بالكونغرس لرؤساء الاستخبارات العسكرية- عن الجهة المسؤولة عن الوثائق العسكرية الأمريكية خلال 20 عاما بأفغانستان، حيث يخشى الخبراء انهيار الحكومة في مواجهة تقدم طالبان.

وقال "إلى أين ستذهب بيانات العمليات والاستخبارات التي جمعت خلال 20 عاما؟ من المسؤول؟"، مؤكدا وجوب أن تكون "في متناول يد القائد العسكري المقبل الذي سيطلب منه العودة إلى الوادي الذي ذهبنا إليه قبل 5 أو 7 أو 10 سنوات".

ورد مسؤول الاستخبارات العسكرية في البنتاغون رونالد مولتري بالقول "هذا بالضبط ما نفكر به"، مضيفا "نحن من يقود الجهود لضمان تركيز وكالات الاستخبارات العسكرية على هذا الموضوع".

وتابع مولتري -الذي عينه الرئيس جو بايدن للإشراف على عمل وكالات الاستخبارات العسكرية، خصوصا وكالة استخبارات الدفاع ووكالة الأمن القومي- "يمكنكم محاسبتنا"، متعهدا ببذل ما في وسعه لضمان أن تكون جميع المعلومات التي يتم الحصول عليها في أفغانستان متاحة للجنود إذا لزم الأمر.

 

حالة إنكار

 

فقدت قوات الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بدء الحرب عام 2001، أكثر من 2300 قتيل، إضافة إلى إصابة نحو 20660 جنديا بجراح أثناء القتال، لكن أرقام الضحايا الأمريكيين تتضاءل أمام الخسائر في الأرواح بين قوات الأمن الأفغانية التي شكلت بعد الغزو والمدنيين، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

بحث لجامعة براون في عام 2019 قدر الخسائر في الأرواح بين الجيش الوطني والشرطة الموالين للحكومة التي نصبتها واشنطن في أفغانستان بأكثر من 64100 عنصر منذ أكتوبر من عام 2001، عندما بدأت الحرب.

يوم الأربعاء 14 أبريل 2021 أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه "حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة" وذلك في خطاب له حول انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، المقرر في البداية في الأول من مايو ثم تم تعديله، لكنها "لن تغادر بشكل متسرع"، حسب سيد البيت الأبيض. واعتبر بايدن أنه لا جدوى من انتظار "توافر الظروف المثالية للانسحاب".

وحدد جو بايدن موعد سحب جميع قوات بلاده من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 ، وشدد على أنه "الرئيس الأمريكي الرابع الذي يدير الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان"، واعدا بألا "ينقل هذه المسؤولية إلى رئيس خامس"، ومعتبرا أن لا جدوى من انتظار "توافر الظروف المثالية للانسحاب".

وذكر بايدن في خطابه: "سنواصل دعم الحكومة الأفغانية، لكننا لن نبقي التزامنا العسكري في أفغانستان"، داعيا الأطراف الإقليمية الأخرى خصوصا باكستان إلى "بذل مزيد" من الجهود لدعم جارتها.

وأعلنت دول حلف شمال الأطلسي بدورها يوم الأربعاء 14 أبريل أنها قررت المباشرة بسحب قواتها العاملة في إطار مهمة التحالف في أفغانستان بحلول الأول من مايو على أن تنجز ذلك "في غضون بضعة أشهر"، وفق بيان نشره الحلف. بعض دول الناتو قررت إغلاق سفاراتها في أفغانستان إدراكا منها أنها يجب أن تتعامل مع من سيسيطر على البلاد مستقبلا.

مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين ترى أن اللغط الدائر حول تولي أنقرة تأمين مطار كابل يدخل في نطاق تكتيك أمريكي للحفاظ على وجود عسكري في المنطقة ريثما تتضح صورة ما يخطط له من صراعات داخلية في أفغانستان وتدخلات خارجية تعارض الترابط الاستراتيجي مع باكستان التي طالما اتهمتها إدارات واشنطن المتعاقبة بمساندة طالبان ولعب دور مزدوج.

 

قاعدة للناتو

 

يوم 8 يونيو 2021 ذكرت وكالة أنباء رويترز في خبر لها من أنقرة:

عرضت تركيا القيام بحراسة وتشغيل مطار كابل بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي الأخرى من أفغانستان، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن تركيا تضع شروطا ينبغي تسويتها.

وأفاد مسؤولون أتراك إن أنقرة قدمت العرض في اجتماع لحلف الأطلسي في مايو عندما اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤها على خطة لسحب القوات بحلول 11 سبتمبر.

وقال مسؤول تركي إن مسؤولين أتراكا وأمريكيين بحثوا المتطلبات المحتملة للمهمة، والتي وافقت واشنطن على معالجة بعضها.

وتضيف رويترز في خبرها، قد يساهم قيام تركيا بدور في تأمين المطار للرحلات الدولية في تحسين العلاقات بين أنقرة والغرب، والتي توترت بشدة بسبب شراء تركيا منظومة دفاع جوي روسية وبسبب نزاعات مع دول أوروبية بشأن حقوق التنقيب في شرق البحر المتوسط.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الاثنين 7 يونيو 2021 إن عرض أنقرة مشروط بدعم هؤلاء الحلفاء.

ونقلت وزارة الدفاع عن أكار قوله “نعتزم البقاء في أفغانستان حسب الشروط. ما هي شروطنا؟ الدعم السياسي والمالي واللوجستي. إذا تم الوفاء بذلك، يمكننا البقاء في مطار حامد كرزاي الدولي”.

وذكر مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إنهم يرحبون بالعرض التركي لكن أنقرة تطلب دعما أمريكيا كثيرا جدا للمهمة.

وأشار المسؤولون كذلك إلى بعض المخاوف الأمريكية بشأن إلى أي مدى يمكن الاعتماد على تركيا، نظرا للخلافات الأخرى بين الجانبين، لكنهم قالوا إن واشنطن ستجد سبيلا لإتمام الأمر.

وبحث زعماء حلف الأطلسي قضية أفغانستان في اجتماع قمة، حيث التقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة منذ تولي بايدن الرئاسة.

وقد توفر خطة تأمين المطار فرصة نادرة لبناء حسن النوايا، في ظل جهود لحل الخلاف حول شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، والذي دفع واشنطن لفرض عقوبات على صناعة السلاح التركية في عام 2020.

يأتي الاقتراح التركي وسط تصاعد الاشتباكات في أفغانستان قبل ثلاثة أشهر من الانسحاب المزمع، ومع نجاح حركة طالبان في السيطرة على المزيد من الأراضي وإنهيار القوات الموالية للحكومة الموالية للغرب.

وتضيف رويترز: قد يساعد تأمين مطار كابل في إقناع بعض الدول بالإبقاء على وجود دبلوماسي في أفغانستان. كانت أستراليا قد أغلقت سفارتها هناك شهر مايو لاعتبارات أمنية.

ولدى تركيا أكثر من 500 جندي في أفغانستان ضمن مهمة حلف الأطلسي، وقال مسؤول تركي إن مهمة تأمين المطار ستحتاج قوات إضافية.

وحسب تقديرات أمريكية من المتوقع أن يحدث انسحاب الناتو من أفغانستان فراغات أمنية وسط تحذيرات دولية من موجات عنف، بينما تحاول تركيا استثمار تلك الفراغات لإيجاد موطئ قدم ثابت وهي التي تراهن على توسيع منافذها الاقتصادية وتمددها في فضاءات جغرافية سياسية تعتبرها حيوية لأمنها القومي.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح من جانبه في مقابلة، مع قناة "تي آر تي" الحكومية التركية، إن "البقاء في أفغانستان ليس مسؤولية يمكن أن تتحملها دولة بمفردها من دون دعم"، مؤكدا أن "هناك مخاطر أمنية، ولكن هناك أيضا كلفة مالية كبيرة يجب مشاركتها". وأضاف: "لا شك أن هذا المطار قضية تهم الجميع، وقد نوقش هذا الموضوع مع حلف الناتو، والدول الحليفة"، مشدداً على ضرورة أن يكون لأفغانستان مطلب في هذا الأمر.

وتابع: "تقترح تركيا أن تتولى دول عدة هذه المهمة "تشغيل المطار"، بدعم من الناتو وبعض الدول المهمة، حتى ولو لم يكن ذلك تحت سقف الحلف، وتعاون الجانب الأفغاني بهذا لصدد مهم للغاية".

من جانبه يقول البروفيسور أحمد أويسال مدير مركز أورسام في أنقرة: "الطرح التركي بشأن مطار كابول سمعته أنا من الأفغانيين ومن ثم المسؤولين الأتراك. بعد الانسحاب الأمريكي سيكون هناك فراغ كبير وأعتقد أن تركيا تقف على الحياد وبذلك يمكنها لعب هذا الدور في المنطقة.

ويضيف أويسال لموقع "الحرة": "الطلب التركي حصل بعد تشاورات مع الأطراف الأفغانية ومن صالح أفغانستان أن يبقى هذا المطار دوليا. الطرح معقول جدا وقابل للتنفيذ".

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن مسؤولين لم تسمهم، إن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس إمكانية استخدام طائرات حربية أو طائرات مسيرة لدعم القوات الأفغانية، إذا تعرضت العاصمة كابل أو مدن رئيسية أخرى، لخطر السقوط في أيدي طالبان.

 

البحث عن قواعد

 

بتاريخ 10 يونيو 2021 اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن أهداف بلاده تحققت في أفغانستان، مؤكدا مواصلة مراقبة المقاتلين هناك.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ، قال أوستن إن بلاده ستنتقل إلى علاقات عمل ثنائية مع شركائها الأفغان.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة الحكومة الأفغانية على الوفاء بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، كما ستعمل على القيام بما هو ضروري لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين.

وأكد أوستن أن الجيش الأمريكي بدأ بالفعل، انطلاقا من دول الخليج العربي، في إجراء عمليات استطلاع جوي لمراقبة الجماعات في أفغانستان.

وأضاف "ما نبحث عنه هو إمكان تقليص المسافات في المستقبل، من خلال نشر قدرات معيَنة في البلدان المجاورة. وما يزال الأمر قيد التفاوض"، حيث تتفاوض واشنطن مع دول مجاورة لأفغانستان لإنشاء قواعد هناك.

وفي الجلسة نفسها، أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي أن بلاده ستفعل "اللازم" لضمان سلامة المترجمين الأفغان، الذين تعاونوا مع بلاده طوال عقدين من الزمن، وفق قوله.

ووافقه أوستن قائلا "إنه أمر مهم جدا بالنسبة إلينا. نحن من جانبنا نضغط إلى الحد الأقصى" للإسراع بذلك "قدر الإمكان".

ويأتي ذلك بعدما دعت حركة طالبان، المترجمين والحراس، الذين تعاونوا مع القوات الدولية الأفغان إلى "التوبة" والبقاء في أفغانستان بعد مغادرة القوات الأجنبية، ووعدت بأن هؤلاء "لن يواجهوا أي خطر من جهتها".

وكانت الولايات المتحدة تأمل أيضا في الحفاظ على قوة عسكرية في مكان قريب، لكنها فشلت في تأمين اتفاق مع أي دولة مجاورة. من المرجح أن تعارض روسيا بشدة أي قاعدة جديدة في آسيا الوسطى، ولم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مع باكستان.

وبدلا من ذلك، سيقتصر الدعم الأمريكي، في الوقت الحالي، على طائرات بدون طيار من طراز ريبر المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية قرب العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي ستطير فوق أفغانستان لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع القوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة، حسبما نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين دفاعيين.

وأفاد مسؤولون إن إدارة بايدن لم تقرر بعد كيفية دعم القوات الأفغانية بعد مغادرة قوات الناتو لكن من المتوقع أن تقدم وزارة الدفاع "البنتاغون" توصيات رسمية. ويقول الجيش الأمريكي إنه سحب أكثر من 50 في المئة من معداته من أفغانستان حتى الأول من يونيو 2021.

 

التدمير المنظم

 

في الوقت الذي توجد فيه محاولات للإبقاء على وجود عسكري أجنبي في أفغانستان نشرت الصحافية جاكلين فلدشر، كبيرة المراسلين المتخصصة في الأمن القومي الأمريكي، تقريرا في مجلة "ديفِنس وان" بداية شهر يونيو 2021، ألقت فيه الضوء على عملية انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وممارسات الإتلاف الشديد والمتعمد لجزء كبير من العتاد والممتلكات الأمريكية هناك.

وقد أعرب السيناتور "جو مانشين" عن قلقه من الإسراف في تدمير العتاد الأمريكي، غير أن المحللين يقولون إن القوات محاصرة بجدول زمني ضيق لم يترك لهم خيارا آخر. وبحسب بيان نشرته القيادة المركزية الأمريكية في 11 مايو 2021، فقد أرسلت القوات أكثر من 18000 قطعة من العتاد إلى وكالة لوجستيات الدفاع من أجل تدميرها، بالإضافة إلى ما نقل بالفعل من معدات إلى خارج البلاد عبر أكثر من 100 طائرة شحن من طراز "سي-17".

لكن تدمير المركبات وغيرها من معدات عسكرية في أفغانستان "أمر غير منطقي" على حد تعبير مانشين، السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا الغربية، ويضيف قائلا: "بعد كل ما أنفقناه، وبعد كل ما عانيناه، وبعد كل تلك الدماء التي بذلها الأمريكيون هناك، ندمر الآن كل شيء. إننا ندفع الأفغان للتساؤل "مَن هؤلاء الأمريكيون؟ إنهم لا يقدرون أي شيء على الإطلاق". جاءت تصريحات مانشين خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ للنظر في ترشيح "مايكل ماكورد" و"رونالد مولتري" للتعيين في منصبين بالاستخبارات والأمن على التوالي.

في الوقت الراهن، تدمر القوات الأمريكية مركباتها وتحولها إلى خردة معدنية، وتمزِق الخيام، وتدمر المولدات الكهربائية.

وصرح الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إنه من أجل تأمين الانسحاب تم نشر ست قاذفات بعيدة المدى من طراز بي 52، و 12 مقاتلة من طراز إف 18 لحماية الوحدات المغادرة المكونة من 2500 جندي أمريكي و16 ألف متعاقد مدني.

 

تقرير سري

 

بتاريخ 27 مارس 2021 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وكالات المخابرات الأمريكية أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن أن حركة طالبان قد تجتاح معظم أفغانستان خلال عامين إلى ثلاثة أعوام إذا انسحبت القوات الأمريكية قبل توصل أطراف الحرب إلى اتفاق لتقاسم السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف عن أسمائهم أن مثل هذا الاجتياح قد يتيح لتنظيم القاعدة إعادة بناء صفوفه في أفغانستان.

وأوضحت نيويورك تايمز أن بعض المسؤولين الأمريكيين الذين يؤيدون إبقاء قوات أمريكية في أفغانستان يستخدمون تقرير المخابرات للدفع بوجوب بقاء الجنود لما بعد الموعد النهائي.

وذكرت الصحيفة إن التقرير السري أعد عام 2020 لعرضه على إدارة ترمب.

مصادر غربية أشارت في توقيت متقارب إلى شكل صفقة محتملة بين تركيا وواشنطن لتسهيل المشروع الغربي في أفغانستان.

يعتقد راسل بيرمان، الزميل الأقدم في معهد هوفر وأستاذ العلوم الإنسانية في جامعة ستانفورد الأمريكي، في مقال نشره موقع "ناشيونال انترست" أن "على الرئيس الأمريكي جو بايدن الحفاظ بعناية على العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، ويضيف بيرمان، إن تركيا مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة في مواجهة روسيا، كما إنها مهمة لحلف شمالي الأطلسي للسبب ذاته. ويضيف إن "أجندات أنقرة وواشطن متفقتان إلى حد كبير فيما يتعلق بمواجهة موسكو، سواء في البحر الأسود أو سوريا أو ليبيا، إلا أن هناك قائمة طويلة من نقاط الصراع الأخرى".

ويقترح مقال موقع ناشيونال انترست أن تقوم الولايات المتحدة بعرض صواريخ باتريوت على تركيا كبديل لصفقة صواريخ S400 التي تعاقدت عليها تركيا مع روسيا وسببت الكثير من الجدل والصراع بين أنقرة وعواصم حلف الناتو الأخرى.

كما يقترح المقال أن تعيد واشنطن أنقرة إلى برنامج طائرات F35 الذي توقف بسبب مشكلة الصواريخ الروسية.

ويقول بيرمان إنه "في حين أن الحكومة التركية لم تقدم للولايات المتحدة أدلة كافية تبرر تسليم المعارض غولن، يمكن تشجيع المواطنين الأتراك الذين لديهم شكاوى مع أتباع غولن على رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية، ويمكن لمثل هذه الخطوة أن تثبت فعالية سيادة القانون الأمريكي لأردوغان وللشعب التركي". كما يمكن تلبية مطالب تركيا للحصول على المزيد من المكاسب في سوريا وليبيا.

 

تجنيد داعش وتحالف الشمال

 

استخدمت واشنطن تنظيم داعش في الحرب شبه الدولية التي بدأت في بلاد الشام منذ منتصف شهر مارس 2011، ومنذ سنة 2019 كشفت مصادر رصد مختلفة عن قيام الأجهزة الأمريكية بالتعاون مع بعض الحلفاء بنقل الآلاف من مقاتلي التنظيم إلى وسط آسيا وشمال أفغانستان بشكل خاص، ويظهر مع بداية صيف 2021 أن التنظيم سيلعب دورا في الجهود التي تبذلها واشنطن وأطراف أخرى لمنع طالبان من نشر سلطتها على كامل التراب الأفغاني.

بتاريخ 18 ديسمبر 2019 قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن هنالك العديد من الأدلة على تورط الولايات المتحدة في دعم ونقل قوات "داعش" إلى أفغانستان.

وأضاف باتروشيف خلال مؤتمر الأمن الإقليمي في إيران، يوم الأربعاء 18 ديسمبر: "هناك العديد من الأدلة على تورط أمريكا في دعم داعش ونقل قواته إلى أفغانستان، وآخر الإحصاءات تفيد بوجود 2500 إلى 4000 عنصر من داعش في أفغانستان".

ولفت باتروشيف إلى أنه يتم دعم التيارات الإرهابية في المنطقة سنويا بمقدار 600 مليون دولار من إنتاج وبيع المخدرات.

من جهته قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، خلال المؤتمر: "وجود قوى من خارج المنطقة من أهم أسباب انتشار الإرهاب وتعزيزه في المنطقة .. الإرهاب والتطرف والحضور الأجنبي من أهم التهديدات".

وأضاف شمخاني: "نواجه في الوقت الراهن تحديات نقل عناصر تنظيم داعش المهزوم من العراق وسوريا إلى أفغانستان، ومواجهة هذا التحدي الأمني واجب علينا جميعا"، موضحا أن نقل عناصر تنظيم داعش إلى أفغانستان يهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية في أفغانستان ودول الجوار.

خلال شهر مايو 2021 ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية شرعت أجهزة المخابرات الغربية، بمغازلة القيادات المحلية في أفغانستان، من خارج الحكومة الأفغانية، وفي مقدمتهم أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود القيادي العسكري الراحل الذي قاد الحرب ضد السوفييت ومن بعدهم ضد طالبان، والذين قد يكون بمقدورهم تقديم معلومات إستخبارية بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وأضاف التقرير أن مسؤولي المخابرات الأوروبية يقولون إنه لا يوجد تعاون رسمي بين المخابرات الغربية وبين أحمد مسعود، رغم عقد بعض الاجتماعات المبدئية، لكن هناك اتفاقا واسعا داخل المخابرات الأمريكية والبريطانية، على أن أحمد مسعود، يمكن أن يقدم معلومات مخابراتية، لكن لم يتم بعد اختبار قدرته على قيادة مقاومة قوية ضد طالبان.

ولفت التقرير إلى أن منظمة أحمد مسعود ما زالت في مهدها، وتحتاج بشدة إلى الدعم، وتلقى تأييدا من عشرات قادة الميليشيات الذين حاربوا في السابق ضد السوفييت وطالبان، بالإضافة لبضعة آلاف من المقاتلين في الشمال.

ونقل التقرير عن أحمد مسعود قوله "نحن جاهزون.. حتى لو تطلب الأمر حياتي شخصيا"، إلا أن بعض المحللين الأمنيين شككوا في قدرته على إحياء "تحالف الشمال" الذي كان يقوده والده الراحل ضد طالبان، نظراً لصغر سنه وقلة خبرته الحربية.

 

ضرب انتصار طالبان

 

جاء في تقرير نشرته مجلة البيان بتاريخ 28 أبريل 2021: اعتمد تنظيم داعش في الآونة الأخيرة على بث دعاية إعلامية مكثفة ضد حركة طالبان، باعتبارها حركة قومية وليست إسلامية بالمعنى الجامع لا تمانع بالتعامل مع الأمريكان.

منتصف شهر أبريل تبنى تنظيم داعش مسؤولية قتل أحد أكبر القيادات في حركة طالبان أفغانستان في مدينة بشاور شمال غرب باكستان، ويدعى المولوي نيك محمد، الملقب بـرهبر وهو المسؤول العسكري للحركة في إقليم ننجرهار الأفغاني.

وقالت مصادر في طالبان لوكالات الأنباء، إن من بين الجرحى قياديا آخر في الحركة يدعى مصطفى، وهو قائد العمليات والتجنيد داخل مدينة جلال أباد مركز إقليم ننجرهار، وقد تم نقله إلى مستشفى بمدينة بشاور.

هذا القيادي المقتول كان من بين القادة الميدانيين الكبار للحركة، وكان له نفوذ في الأوساط القبلية، تحديداً في منطقة خوجياني والجبل الأبيض الفاصل بين باكستان وأفغانستان في شرق أفغانستان، وخاض القيادي معارك ضارية مع تنظيم داعش في منطقة خوجياني وتوره الجبلية بإقليم ننجرهار وكان أخوه الأكبر، ويدعى المولوي نور محمد، من القادة البارزين للحركة إبان ظهورها في قندهار.

هذه الحادثة تدل على تحول جديد وغير مسبوق لتنظيم داعش في أفغانستان منذ أن بدأ في الظهور على المستوى الإعلامي والعملياتي، ليوسع من دائرة استهدافه لتشمل أيضا حركة طالبان.

فهل تؤثر هذه العمليات التي تقوم بها داعش في أفغانستان على مستقبل الحكم عقب الانسحاب الأمريكي من هذا البلد؟

لا شك أن جماعة طالبان، هي الطرف الذي يحق له أن يجني ثمار ما يقرب من عشرين عاما من القتال والجهاد والصمود ضد القوات الأمريكية والحليفة لها.

فمقاييس الانتصار تنطبق على ما حققته الحركة، وأكثر دلالة على هذا الانتصار هو أن الولايات المتحدة قد أجبرت على سحب قواتها، ولم تستجب الحركة لشروط أمريكا الكثيرة التي تراوحت من تفكيك الحركة وتسليم سلاحها، إلى الاندماج في حكومة كابول الموالية للأمريكان، أو حتى القبول بخدعة الانتخابات، ولم تعطي إلا ضمانات شفوية بعدم عودة القاعدة مرة أخرى إلى أفغانستان، أي أن أمريكا قد أجبرت في النهاية على التسليم بشروط الحركة.

في يناير 2015، أعلن تنظيم داعش عن إنشاء فرع ولاية خراسان وحمل البيان عنوان "قل موتوا بغيظكم!"، وخراسان عرفت في التاريخ الإسلامي بأنها الأراضي الواقعة حدودها مما يلي العراق، وآخر حدودها مما يلي الهند، وبالرغم من أن هذه المنطقة تضم إيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان بالإضافة إلى أفغانستان، إلا أن داعش تركت كل تلك الدول واتجهت إلى أفغانستان لتعلن فرع دولتها الجديد.

وتزامن إعلان التنظيم عن نفسه مع التسجيل الصوتي الذي ألقاه المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني بشأن التوسع الجغرافي للتنظيم في مناطق في أفغانستان وباكستان، وذكر العدناني أن فرع داعش الجديد سيكون برئاسة القائد السابق في حركة طالبان الباكستانية حافظ سعيد خان، ليصبح أميرا لما يسمى بولاية خراسان، وذكرت مجلة دابق التابعة للتنظيم أن مسلحين من أقاليم نورستان وكونار وقندهار وخوست وغزني وورداك وهلمند وقندوز ولوجار وبالطبع نانجارهار التي عاصمتها جلال أباد، انضموا إلى التنظيم في أفغانستان.

ونجح تنظيم داعش في التواجد داخل باكستان التي تمثل دائما حاضنة الجهاد الأفغاني، حيث استطاع كسب دعم بعض الفصائل العسكرية الباكستانية مثل عسكر جنجوي العلمي وجند الله وعسكر الإسلام.

واعتمد التنظيم في الآونة الأخيرة على بث دعاية إعلامية مكثفة ضد حركة طالبان، باعتبارها حركة قومية وليست إسلامية بالمعنى الجامع لا تمانع بالتعامل مع الأمريكان، وقد تقبل الدخول في لعبة الديمقراطية، وبحسب موقع "sofrep" الأمريكي العسكري فإن تنظيم الدولة وفي إطار مساعيه لإعادة إحياء ولاية خراسان، أرسل قائدا عراقيا يدعى الدكتور شهاب، وجعله واليا على الجماعة، وبحسب الموقع، فإن تنظيم داعش سيقوم في الفترة المقبلة بالعمل على تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين في صفوفه، ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها، قولها إن شهاب المهاجر يريد استغلال الثغرات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لتهريب المقاتلين منها.

وفي بحث نشر بمنصة Research Gate للدراسات، فإن التنظيم يحاول زرع أفكاره في عقول الأطفال، وربما يحاول استغلال هذه النقطة في حال تمكن من فرض سيطرته على ننجرهار مجددا، وترى الدراسة أن تنظيم الدولة ربما يلجأ في حال التضييق عليه مناطقيا إلى حرب العصابات، أو خيار أسهل من ذلك وهو استهداف تجمعات الشيعة والعمل على إثارة حرب طائفية.

 ويضيف التقرير المنشور في مجلة البيان: طالبان حركة حيوية قادرة على تجديد قيادتها وتجنيد أعضاء ومقاتلين جدد، وبالرغم من الضغوط الضخمة التي مارستها عليها الولايات المتحدة بجيشها الضخم ومخابراتها العتيدة ولكنها نجحت في الاستمرار، وقد أثبتت أيضا أنها حركة مجتمعية وليست تنظيما معزولا، تتفاعل الحركة مع الجماهير وتدرك جيدا الاختلافات القبائلية والعرقية والطائفية في أفغانستان، وتعرف كيفية التعامل وإدارة هذا التنوع حتى أن قنوات معبرة عن حركة طالبان الأفغانية قد نشرت مؤخرا لقاء مصورا مع مولوي مهدي، أحد الحكام الإداريين الشيعة المرتبطين بالحركة السنية، وهو حاكم منطقة بلخاب شمال مقاطعة سربل.

خبرات السنوات الماضية استوعبتها طالبان فطورت من نفسها وأصبحت تتسم بسمات الدولة المنضبطة لا الحركة العشوائية، بانتهاجها أساليب دبلوماسية والدخول ضمن تكتلات وتحالفات، وليست القوة العسكرية وحدها في حسم صراعاتها وحروبها، بل انها تفرض نفسها لاعبا إقليميا يستطيع التعامل مع الدول، حتى أن مندوبين من الحركة زاروا الصين وإيران وروسيا وتركيا وقطر، وبالطبع فهم يلاقوا دعما غير محدود من باكستان.

 

حكومة تنتظر دورها

 

لا تنظر حركة طالبان إلى نفسها باعتبارها مجموعة متمردة، بل ترى نفسها على أنها حكومة تنتظر دورها لممارسة السلطة. وتشير الحركة إلى نفسها على أنها "إمارة أفغانستان الإسلامية"، وهو الاسم الذي كانت تطلقه على حكومتها التي أدارت شؤون البلاد من عام 1996 حتى الإطاحة بها بغزو أمريكي عقب هجمات سبتمبر 2001.

ويقول سكندر كرماني ومحفوظ زبيدي مبعوثا "بي بي سي" إلى افغانستان في تقرير لهما بتاريخ 15 أبريل 2021: الآن، لدى الحركة هيكل "ظل" متطور، بما فيه مسؤولون يديرون الخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتعتقد حركة طالبان أن النصر بات لها. قال الحجي حكمت أحد قادة الحركة الميدانيين بينما كنا نحتسي معه الشاي الأخضر في منطقة بلخ، "لقد انتصرنا في الحرب واندحر الأمريكيون".

تدفع الحكومة مرتبات المدرسين والعاملين في المؤسسات التعليمية، ولكن طالبان هي التي تسيطر على هذه المؤسسات في نظام هجين معمول به في كافة أنحاء البلاد.

وتتكرر القصة في عيادة صحية تقع على مقربة من المدرسة، تديرها منظمة إغاثية. فحركة طالبان تسمح للنساء بالعمل في العيادة، ولكن يتعين عليهن أن يصطحبن مرافقا ذكرا معهن عند عملهن ليلا، كما يتم الفصل بين المرضى الذكور والإناث، وتتوفر في العيادة موانع الحمل ومعلومات عن تنظيم النسل والتخطيط الأسري.

من الواضح أن حركة طالبان تريد منا أن ننظر إليها بإيجابية، فعندما مررنا بمجموعة من التلميذات وهن في طريقهن إلى منازلهن، أشار إليهن حجي حكمت بفخر، ليس لشيء إلا لأنه كان يدحض توقعاتنا".

 

النظام العالمي

 

كتب أحد المحللين: لا تكف موازين القوى في النظام العالمي عن التغير بمعدلات تتسارع باطراد.. فحتى منتصف القرن الماضي كانت أوروبا لا تزال تشكل مركز الثقل الرئيسي في النظام العالمي، غير أن الصراع المحتدم آنذاك بين القوى الأوروبية الكبرى، خاصة ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، للهيمنة المنفردة على النظام الأوروبي المتحكم في مصير النظام العالمي، ما لبث أن تسبب في إشعال نيران حربين عالميتين، أسفرا في نهاية المطاف عن تراجع مكانة القارة الأوروبية ككل، وتقدم قوى من خارجها، الأمر الذي ساهم في ولادة نظام عالمي ثنائي القطبية تقوده الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي..

وخيل للبعض وقتها، خصوصاً بعد أن استقرت بين القوتين العظميين المتنافستين ضوابط أملتها قواعد الحرب الباردة وموازين الرعب النووي، أن النظام العالمي ثنائي القطبية سيدوم إلى الأبد.. غير أن التطورات التي طرأت على موازين القوى في النظام الدولي ثنائي القطبية ما لبثت أن خيبت هذه التوقعات.

 عمر نجيب

[email protected]