هل هي الدعاية للملك فيصل في الدفاع عن قضايا العرب ، وهو ثاني من فرط فيها بعد والده الملك سعود؟

أحد, 2021-02-14 10:12

عندما قرأت في وسائل  الاعلام الاجتماعي،  ثم  في  المواقع الموريتانية  المقال المنسوب  ل / معروف الدواليبي/ على أساس أنه منقول من مذكراته،، فقلت في نفسي، ألا يجب علي أن اصحح  هذه الدعاية المغرضة بالمعلومات   التاريخية دون  أن ابحث عن مصداقية  قائل تلك الدعاية،  ونواياه،، ؟
لعل  من اهداف  الداعية  الاعلامية  المتداولة ، تزييف الوعي العربي لدي الرأي العام المجيش له  الاعلام  المرئي، والمسموع ، والمقروء، ومنه الذباب  الالكتروني  في وسائل التواصل الاجتماعي،  والصحافة الصفراء، وذلك بهدف  تلويث  وعي  شباب الامة  ممن  لم يكن عنده  وعي بمسارات التاريخ السياسي،  ومواقف الملوك،  والرؤساء العرب  ك"الملك  فيصل"  في خمسينيات، وستينيات القرن الماضي ، ومن لم يطلع على تاريخ الأمة  في صراعها مع قوي الأحتلال الفرنسي، والامريكي، والصهيوني ، قد يصدق  هذ الدعاية  التي نسبت الى الملك  فيصل رحمه الله  ما لم يقم  به  صراحة، بينما الذي قام به هو عكسها تماما، كاقامة  احلاف ضد  قيادة  حركة التحرر العربي  في مساندتها  للثورات العربية،  الأمر الذي دعا الملك فيصل لاستجلاب  المرزقة من أروبا الشرقية للحرب في اليمن  للحيلولة  دون نجاح  الثورة  سنة1962، ومناهضة  الملك  فيصل  سامحه  الله  للوحدة  بين مصر وسورية، وقيام الجمهورية  العربية المتحدة. وقد اقر الملك فيصل  لعبد الناصر  في موتمر الخرطوم ـ  مؤتمر اللآت الثلاث : لا صلح مع اسرائيل، ولا تفاوض معها،  ولا استسلام لها ـ  بتمويله  للأنفصاليين ، وتفجير أنابيب البترول،   كل ذلك  قام  به من اجل تأليب الرأي العام في سورية للاستجابة للأنفصاليين،، وهناك وثائق عديدة  كتبت حينها،  ومن عدة اطراف عربية ، وغير عربية، أكدت أن العدوان الاسرائيلي  سنة 1967،، كان قد اقترحه الملك فيصل على الصهاينة  قبل  العدوانية سنة 67  على أساس أن مصر تقاتل في اليمن لمساندة الثورة اليمنية، وان تلك الحرب عامل اضعاف  لقوتها في مواجهة اسرئيل،،وكان الأمر على ما وقع  فعلا للأسف،،!
إن المجتمعات العربية  في الخليج  العربي، كما غيرها في كل  قطر كانت ـ ولازالت ـ  تتجاوب  مع قضايا الأمة العربية في تحريرها ،، والشعب العربي  اليمني كان  ـ ولازال ـ  ثائرا على المحتلين،  واستطاع  ثواره القيام بثورتين  ناجحتين  ضد  التخلف في الشمال والمحتل الانجليزي في الشطر الجنوبي ،،و قد نجح  ثواره في  مواجهة  فلول المرتزقة السعودة،  وابناء بعض القبائل الموالية لملك اليمن المخلوع،،

كما كان الشعب العربي في الكويت  من مجتمعات الخليج  أولى المجتمعات العربية  التي  ناصرت قضايا الامة في ثورة الجزائر، وفي الوقوف مع الجمهورية العربية المتحدة ضد الاحتلال الصهيوني، وكان أمير الكويت  احمد الصباح رحمه الله  منفذا  لما كان يعبر عن تطلعات الرأي العام  الثائر  في الكويت،،ونحن حين نذكر ذلك،  فاننا  نحيل الى الحقائق المسجلة  في تاريخ  الأمة، وسياسة  قادتها المخلصين،  حتى يعلم القارئ  الكريم  أننا  لا نريد  طمس حقائق التاريخ،  ولا نتحامل على القيادات السياسية  سواء أكانت من الأحياء، أم  من  الأموات ،،وبذات المنطق نرفض تزوير التاريخ،  وتزييف الوعي لدى الاجيال  في حاضرنا ممن لم  يوسع  مداركه  بالاطلاع   على حقائق التاريخ السياسي  العربي في تلك الفترة ، حيث يسهل  عليه  تصديق  الدعاية ،، وتقديرنا  أن الدعاية الصحيحة، هي التي تعبر عن الحقائق، فلو كان هدف  اصحابها هو اظهار  اخلاص تلك  القيادات السياسية  للأمة  في  تبنى قضية الأمة في تحرير فلسطين ، الا ان ذلك  لو كان صحيحا، لكان الكيان الصهيوني في خبر كان واخواتها،  ومنذ قيام الثورات العربية، وتركيز الزعامات  التاريخية  رحمها الله جميعا على تحرير فلسطين ، وتوظيفها لسياستها   الداخلية والخارجية،  على عهد  عبد الناصر، وبن بلة ، وهواري بومدين، وابراهيم الحمدي، وصدام حسين، وحافظ الاسد ، والقذافي ، وكانت  فلسطين على جدول اجتماعات  حركة عدم الانحياز  ومعظم قادة  حركات  التحرر العالمي  المناصرة  لقضية  الامة  في فلسطين ،، بينما غاب  دور الملك  فيصل حينئذ ، كما غابت  سياسة المناصرة  على عهد الجنرال  ديجول، وكما ناهض  الملك فيصل  الثورات، والوحدة  العربية،  وقادتها، لأنها هددت عرشه المتحالف مع امريكا منذ الملك "سعود " الذي ورث ابنه  فيصل سياسته، كما  شارك ـ ديجول ـ  في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م. وبرر عدوانه الاجرامي على اساس أن مصر سلحت الثورة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي،،

ان  هدف  الباحث المصرح  به ، هو ذات الهدف المشترك   لدى المناضلين العرب  من اصحاب الاقلام الحرة  للدفاع  عن قضايا الامة عن طريق التوعية،  وتصحيح الرؤى ، وبالتالي رفض  أي اسلوب  يوظف  لبناء  سياسات  متصورة ، ولسيت واقعية ، لأن ذلك  يسيء الى قضية الأمة ، ولا يخدم اهدافها، سيما  أننا  نشاهد يوميا  حكاما مدعين في الوطن العربي  يبررون " التطبيع" مع الكيان الصهيوني، ودعايتهم الاعلامية  تعلل  ذلك  بأن  القصد منه، هو الدفاع عن حق  الامة  في فلسطين ، والحيلولة  دون تهويد الضفة الغربية، بينما هدفهم   الواضح  هو  مناهضة  قضايا الامة ، وهو تصور  خاطئ  في تقديرنا، ذلك ان الدفاع عن قضايا الأمة،  يجب ان يستند الى المبادئ ، ويعتمد على التوعية  بالحقائق، والعمل الفعلي، وليس الدعاية التي تغطي على الخيانة العظمى ، و بناء  تصور ذهني مغالط ، ومن جملته  تقديم  تصورات عن حكام  ارتحلوا ـ  وهم في ذمة التاريخ،  واعمالهم  امام  الله  تعالى  لازياد فيها ولا نقصان  ـ  كالملك فيصل ، لكن سياسته، وآثارها السلبية  لازالت   تتوارثها الأسرة  الحاكمة، و تعيق  بها مواجهة التحديات التي تصارعها أمتنا ، وظهرها الى الحائط ، حيثما  تحدثنا عن فلسطين،  او سورية،  او العراق، او اليمن، او الصومال ، او السودان، وليبيا،  فالذي  كان يمارسه  الملك فيصل في الحرب على اليمن،  لايختلف  عن العدوان  الذي  يمارسه  "محمد بن سلمان " في الحرب  الاجرامية على اليمن،  وكما أباد الاول  اطفال،  ونساء، ورجال اليمن الشجعان ، ودمرالمدائن التاريخية ، والاثار الحضارية في اليمن، كما يفعل  محمد بن سلمان  ووالده   بمساندة  الحلف الامريكي الصهيوني الانجليزي، الفرنسي ، وهو الحلف  الصهيوني  الذي أعاد  اليمن الى ما قبل التاريخ،، ولم يبق شيئا من آثار التحديث الذي يعتبر من نتائجه الوعي  المناهض  لسياسة الهيمنة ، والتضليل في شبه  جزيرة العرب ،،

ولماذا  الحرب على اليمن ؟ لأن  اليمن استطاع  اسقاط  نظام  عبد الله صالح  الذي كان  متحالفا  مع نظام السعودية، وبذلك  ارعب  نظامه  الجديد الأسر  الحاكمة في السعودية ، والامارات،  والبحرين، وقطر،، وهددوا في سياستهم  المتآكلة  جراء "التطبيع" الخياني، و الخضوع  للأمبريالية الامريكية ،،

إن سياسة المراوغة لاتنطلي على الأمة ، ولايمكن اصلاح ما افسدته سياسة التبعية منذ احتلال فلسطين،، ومتى  حاول أي ملك، أو أمير سعودي، او اماراتي ، او غيره في تلك  الممالك،  والامارات، والسلطنات، او في المغرب العربي ، مناهضة  سياسة  امريكا ،  بالدعاية  لنفسه لاكتساب  شعبية  لدى الرأي العام العربي،  او الرأي العام الوطني ، ، كأن يهدد مصالح امريكا،  كما فعل الملك  فيصل الذي كان هدفه  سد الفراغ  بعد رحيل عبد الناصر، وانتزاع قيادة الامة،، لكنه لم يتوقع  أن امريكا ستقتله  بعميل من عملائها، فهل  يجعله  ذلك شهيدا  من شهداء الأمة في تقدير الجميع، كما أدعى ذلك "معروف الدواليبي" ـ في مذكراته  ـ  للملك فيصل ،،؟!

إشيب ولد أباتي