قال أحد المستوطنين الذين يقطعون أشجار الزيتون في حقول بلدة برقة قرب رام الله ، قال للفلاحين الفلسطينيين " نحن أبناء الله وأنتم خدم لنا " . وقال صاحب مطعم في تل أبيب " أريد أن يكون العرب وبنات العرب خدم عندي ، وأن تكون فاطمة تنظف الحمامات وعائشة تجلي في المطبخ " .
وبصراحة . أنا لا أصدق أن الأقلية اليهودية التي عاشت الذل والهوان وكانت حقل تجارب لكل الطغاة ، تتجرأ على تربية هؤلاء الحثالة الذين يتطاولون على العرب وعلى المسلمين والمسيحيين بهذا الشكل . وأنا لا أصدق أن حاخامات اليهود الذين كان الأوروبيون يبصقون في وجوههم على أبواب المعابد ويضربونهم كما تضرب الدواب ويجبرهم الغرب أن يلحسوا شوارع العاصمة فيينا بأفواههم وينظفون أحذية الضباط الألمان بألسنتهم . لا أصدق أن الحركة الصهيونية شحنت جيلا من الأقلية اليهودية تتجرأ على قول وفعل هذا بالعرب !!
حاخامات إسرائيل فقدوا رشدهم ، حتى حاخامات صفد يصدرون الفتاوى لاستعباد العرب وسرقة ثمار الزيتون وقطع الأشجار .
أما السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان فهو مريض نفسيا ويحتاج إلى علاج فوري \ ولا يرفع لواشنطن أية تقارير عن الجرائم التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين . بل ويقدم للعنصريين تغطية سياسية ودبلوماسية ومالية كيلا يحاسبهم أحد .
وبدوره الإعلام الإسرائيلي يعيش في عصر الظلام والعنصرية لدرجة مخيفة ، وقلة هم الصحفيين والكتاب اليهود الذين يذكرون هذه الاعتداءات .
الإعلام الصهيوني ساهم في تصدير أفكار حقيرة للجمهور لدرجة بات الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن العربي الجيد هو العربي الميت \ وفي الوقت الذين يلهث فيه نتانياهو للتطبيع مع حكومات الخليج ، وفي الوقت الذي تذهب فيه الوزيرة العنصرية الهستيرية المتوترة ماري ريغيف إلى الإمارات وتلتقط لنفسها صورة داخل مسجد ، نشاهد هنا مستوطنات يهوديات من الخليل ومن مستوطنة يتسهار يدخلن إلى المسجد الأقصى ويشتمن النبي محمد داخل المسجد .
جيل جديد من اليهود العنصريين تربى في دفيئات العنصرية التي أقامها نتانياهو . وقد أقنعوا أنفسهم ان ( العربي الجيد هو الذي يقتله الاحتلال ولكنه يتبرع بأعضائه لمريض يهودي بعد وفاته ) .
الإعلام العنصري وحاخامات المستوطنات ووزراء اليمين الصهيوني وصلوا إلى مرحلة خطيرة من التسمم الفكري . ويعتقدون أن الفلسطيني الذي هدم الاحتلال منزله ، يجب أن يخرج على الشاشة ويشكر اليهود ويبتسم .
قد يكون ميزان القوى الآن لصالح الأقلية اليهودية . لكن بعد عام ، أو عشرة أعوام ، أو بعد مئة عام . سيتغير ميزان القوى . وحينها لن يستطيع أحد ، ولا حتى شركة فيسبوك أو فوكس نيوز أو ترامب الصاخب أن يمنع مئات ملايين العرب من الانتقام وتمزيق لحم اليهود في الشوارع .
لا يوجد الآن في جهة صنع القرار بإسرائيل أي عاقل . لذلك أوجه هذه الرسالة لحاخامات اليهود في أمريكا . قبل فوات الأوان .
د.ناصر اللحام