إن ظاهرة الجمعيات الخيرية فكرة طيبة و عمل إنساني رائع يجب أن يكون الهدف من ورائه أصلا هو جمع أموال الخيرين المتبرعين من أجل إنفاقها في سبيل الله على المحتاجين لها من المسلمين أو غيرهم من الناس لما يكونون في حاجة ماسة الى المساعدات العاجلة.
وقد كانت هذه المؤسسات الخيرية موجودة في الغرب قديما وتعفى لديهم من الضرائب، و يمارسون على إدارتها رقابة شديدة فيما يتعلق بمصادر تمويلها وإنفاقها في المجال أو الحقل المخصصة له أصلا من المستثمرين في المجالات الدينية أو الأخلاقية !
وبما أننا أمة يغلب عليها طابع التقليد في كل شيء سوى الملبس و المأكل ،و من ذلك التقليد للغرب مثلا هو تكوين الجمعيات الخيرية!
و من تلك الجمعيات التي ظهرت لدينا أخيرا تلك التي تتبع للسلطة الحاكمة بشكل مباشر أو غير مباشر ، أو تلك التي تتبع لحزب أو حركة معينه ذات طابع إديولوجي خاص !
و أول ما سمعت به من تلك الجمعيات هي جمعية (خَتو) زوجة الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبدالله تلك الجمعية التى إختفى نشاطها تماما بعد الإنقلاب على ولد الشيخ عبدالله ، وقد أتهمت رئيستها يومئذ خَتو من طرف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بتهمة الإبتزاز و إستغلال النفوذ من أجل جمع الأموال لفائدة مالكتها الشخصية!
و ربما قد أنتقلت عدوى أو (تازبيت) تلك الجمعية الى المنظمة الخيرية التابعة لعائلة محمد ولد عبد العزيز تحت إسم إبنه المرحوم (أحمد ولد عبد العزيز) و التي إنتقلت منه الى أخيه طويل العمر (بدر الدين ولد عبد العزيز) ، ان هذه الخيرية كما أظهر المحققون الآن بأنها كانت وكرا للإبتزاز و إستغلال النفوذ من جهة و إلاستلاء عن طريقها على بعض المساعدات إلاقليمية و الدولية من جهة ثانية مثل: إستلائها على معظم السيارات التى أهديت لنا بمناسبة إستضافتنا للقمة العربية وكذا بعض المساعدات التي حصلنا عليها أيضا من إستضافة القمة إلافريقية ، كما كانت تستجدي بعض رجال الأعمال و الموظفين السامين بِاسْم الخيرية و ذلك من أجل جمع الأموال لفائدة عائلتهم، كما ظهر أخيرًا ، إنها كانت أيضا يستغلها الأقارب و الأصهار لإستراد مايلزم أعمالهم و مصالحهم من بضائع و سيارات معفية من الضرائب بشكل كامل او جزئي.
إنه مما ما يؤكد ما قد ذكرت آنفًا ما وجد من سيارات و آليات مختلفة الأشكال و الأحجام في مخازن (خيرية اهل عبد العزيز )و في مستودعاتها مما يزيد على المئات.
أما تلك الجمعيات الخيرية التي تتبع للدولة بشكل غير مباشر كخيرية (أسنيم) التي يبدوا أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي قد إستخدمها كمقاول خدماته(مجانية) مستغلًا اياها في بناء و تجهيز منتجعاته السياحية بتكلفة مئات الملايين، و ربما إستغلها ايضا مدراء شركة أسنيم في نفس الأغراض أو غيرها لمصالحهم الشخصية!
و هناك جمعيات خيرية أخرى تكون عادة ما تحت تبعية أو وصاية حزب أو حركة سياسية معينة ،فهي الأخرى تستخدم أموال المتبرعين لأغراض سياسية و توجه غالبًا من طرف مخابرات أجنبية من أجل غسل أدمغة شعبنا و تغيير عقلياته و أمزجته لتكون ملائمة لتتقبل ثقافات معينة و أنماط سياسية خاصة ذات طابع اديولوجي.
لهذه المعطيات وغيرها فإنى اتمنى على فخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ غزواني أن يوقف ولو مؤقتًا هذا النوع من الجمعيات الخيرية، و أن يحول ما تسخى به نفوس المتبرعين من أموال الى ادارة الأوقاف العامة في وزارة الشؤون الإسلامية حتى تنجلي الأمور و تصبح الدولة قادرة على ضبط مداخيل و نفقات هذه الجمعيات الخيرية ، لأنه في واقع الأمر فما لدينا من جمعيات خيرية الآن مما ذكرنا سابقًا بعضا منه هو في الواقع حق أريد به باطل !
و أخيرا أيها السيد الرئيس اشكرك إن إعتبرت ما أشرت عليك به في هذا المقال من خلال سطوره و ما بينها لليتبين لكم الحق من الباطل في شأن هذه المؤسسات التى أخشى - إن أستمرت هكذا- أن تقلب موازين القوى داخل بلادنا لصالح من هم وراء إنشاء تلك (الخيريات) ، وأن لا تسمح لاحقًا لحرمكم و هي المرأة الطيبة او لأي اي فرد من افراد عائلتكم المحترمة أن يقتفي أثر من سبقوهم في شأن تلك الجمعيات ،و أنت الأدرى- قطعا- بما يجب عليكم فعله في هذه الشأن !
ذ/ اسلمو ولد محمد المختار ولد مانا