حضرْتُ وتابعْتُ باهتمامٍ كَبيرٍ وقائع الحفل المُتوِّج لإعلان ترشح الاخ محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني يوم الجمعة المباركة الموافق فاتح مارس 2019 ، في ملعب المغفور له باذن الله شيخه ولد بيديه وخرجت بملاحظات تحمل دلالات خاصة ترجمت اهمية وقيمة هذا الحدث الهام بالنسبة للموريتانيين واظهرت مستوى تفاعلهم معه ودرجة القبول الشعبي والنخبوي للمرشح فكانت على النحو التالي :
الملاحظة الاولى : تتعلق بالحشود الجماهيرية التي اكتظَّ بها الملعب والتي جاءت بشكل عفوي وبالحضور النوعي للرموز الوطنية من امثال شخصيات وازنة من مختلف الاطياف السياسية في الموالات والمعارضة وسجلتُ بارتياح وجود الرئيس مسعود ولد بلخير والرئيس احمد ولد سيدي بابه وصاحب السعادة محمد الامين داهي الى جانب الرئيس بيجل ولد هميد الذي كنا قد تشرفنا بانتمائه الى حزبنا بعد اندماج حزب الوئام مما شكل اضافة نوعية كبيرة.
الملاحظة الثانية : كان حضور السيدة الاولي حرم الاخ محمد بن عبد العزيز ، حضورا موفقاً ، اضفي على الحفل قيمة معنوية وسياسية وشَكَّل رداً على كل مُرْجِِِفٍ اومُشَكَّك .
الملاحظة الثالثة : تتعلق بالخطاب وشخصية المرشح الذي اختار عن وعي ارتداء الدراعة كزي تقليدي في رسالة تهدف الى كسر الحواجز بينه مع الجمهور واعطت الانطباع ومنحت الشعور بقربه وتشابهه مع هذ الجمهور ومع المواطنين وكانه يريد ان يقول : انا منكم واليكم ومعكم ايها المواطنون حتي ولو اعتليت كرسي الرئاسة في يوليو 2019 ، اما الخطاب فقد ابرَزَ ما كان خافياً وغامضاً من شخصية وخصال الرجل ومن مواهبه ، إذ كنا لا نعرف عنه الا انه انسان خلوق ومتواضع يجيد الصمت الذي يخص الله به بعض عباده دون آخرين كفن عظيم من فنون الكلام فيعرف الانسان بمقدار صمته الذي يحتفظ به وهو ، اي الصمت ، اقوي اسلحة السلطة حسب الجنرال ديكول ، لكنه حين تحدث امام الجمهور فاجأ الجميع فكان قس بن ساعده الإيادي فصاحةً وبلاغةً ، واتضح انه من معدن نفيس من معادن الرجال وان صمته كان صمتاً ذهبياً كما كان حديثه وخطابه من فضة وذهب بل من الماس الذي يتمتع بصلادته القوية التي لا تقبل "الخدش ولا التآكل " فينطبق عليه وصف الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه للرجال الذين يقول فيهم " الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام " او مقولة الفيلسوف سقراط " تكلم حتي اراك" ، فكان الخطاب قمة في النضج والاتزان والتوازن وصاحبه قمة في العقل والرزانة وسعة الصدر والثقة في النفس كما كان الاداء ممتازاً إذ تميز بسلاسة وعفوية الارتجال في البداية قبل قراءة ما سطر على الورق بلغة جميلة ونبرة صوتية رائعة وكان خطاباً جامعاً مطمئنا ومبشراً بمستقبل واعد متضمناً ملامح رؤية تغييرية تقدمية ومنسجماً مع السياق العام لمجريات الاوضاع والاحداث والظروف التي يجتازها بلدنا واتسم بدقة التعبير وبحسن انتقاء الكلمات والعبارات فادخلت صاحبه ، المرشح، الي القلوب والعقول وهو ما تجلي في ردود الافعال داخل الساحة الوطنية.
اما الملاحظة الرابعة : فتتعلق بعبقرية وحكمة الأخ الرئيس محمد بن عبد العزيز التي تجلت وتجسدت في معرفة رجالاته ورفاقه عندما اختار واقترح رفيق دربه وصديقه الوفي له وللوطن كمرشح لرئاسيات 2019 لإدراكه ادراكاً كاملاً انه رجل المرحلة دون غيره القادر علي مواصلة واتمام المسيرة ومواجهة التحديات بما ينبغي لان المرحلة تتطلب قائداً واعياً لتعقيدات المشهدين السياسي والامني وطنياً واقليمياً ودولياً ، بحجم وتجربة ومكانة مرشحنا الاخ محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني ، الذي اصبح مرشحاً توافقياً وربما يصبح مرشحاً اجماعياً بصيغة او باخري ، ورجائي كبير في ان الايام القادمة ستشهد مواقف داعمة لهذا التوجه ، واختم هذه الملاحظة بتوجيه دعوة صادقة الي الاخوين المحترمين والعزيزين ، الدكتور مولاي ولد محمد الاقظف والسيد سيدي محمد ولد بوبكر الى الانسجام مع خيار اغلبيتهما والالتفاف خلف اخيهما محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني فذلك ما يمليه الموقف وتقتضيه الظروف .