
وفي رمضانك الموالي (2006) تتعرف على إخوتك من الوطن في هذه البنت البكر لمدينة أليكانت(جنوب شرقي إسبانيا) ذات النخيل الباسق والنهر الجاري الذي يقسمها إلى نصفين (ألتش بارك؛ وألتش كاروس)، فيحفونك برعاية وإكرام في جو أهلي عفوي ومرح.
وفي دار الماجد محمد ولد ديداه التي على جادة لوس ماكروس بألتش كاروس (الشطر الغربي من المدينة الوادعة) يطيب المقام، ويحلو الكلام، ويفشو السلام. وفي الدار؛ لا تحسبه إلا كباقي الساكنين؛ يخدم المقيمين والنازلين وعلى وجهه ابتسامة بشر وبذل مع حس فكاهة عفوي لا تخطئه العين. وإذا نزلت بالدار وفرغ من إكرامك والتهلل لك؛ يسلمك نسخة من مفاتيح داره ويقول ذلك 'إذا شئت المرور في أي وقت فأهلا وسهلا بك؛ نظرا لارتباطات العمل قد أكون متغيبا فلا حرج عليك في القدوم والاسترخاء متى أردت ذلك'؛ ولا يقول لك هذا تجملا أو حسن تخلص، بل يعني ويقصد ما يقول، وتتسلم المفاتيح وتشكره كثيرا على هذه الثقة وهذه المبالغة في الإكرام.
ودعتنا هذه الأخت إلى إفطار، وكانت منشغلة في إعداد مائدة الإفطار؛ وأثناء ذلك أردت أن أجاملها بالقول إنني على استعداد لتولي إعداد الشاي، فلما أبلغتها ذلك، رفضت لكن ولد ديداه تدخل قائلا وبأريحيته المعتادة: ما دمت قلتها وبإرادة منك ودون أن يطلبها أحد منك، فلا نقبل إلا أن تقوم إلى إعداد الشاي، وأصرّ على الأمر قائلا: لا مكان للمجاملات؛ ولا يقولن أحد شيئا إلا وهو يعني ما يقول. وبعد هذا التدخل، تقدمت إلى صنع الشاي رغم أني لم أك جادا حول الأمر في البداية.
وفي احدى المرات تناجيه بشيء ما عن أحدهم وتطلب منه أن يكتمه؛ وتتفاجأ في اليوم التالي وأنت معه ومع الشخص الآخر على مائدة الإفطار وقد شافهه بما كنت قلت عنه، وتقول له ألم أستودعك هذا؟، فيردك عليك بحسه الفكاهي العفوي الشاحذ: لست صندوقا لك ولا لأحد آخر (آن مان صندوق لك أنت ولا ألحد أوخر)، ويواصل متحججا 'من شاء كتمان أمر فليحبسه في صدره، وأنا لست صندوقا لأحد'.
سلام عليك يا محمد وسلام إلى باقي الإخوة والأخوات الذين تشرفت بمعرفتهم في هذه المدينة وتقاسمنا لحظات ممتعة وجميلة في رمضان وفي غير رمضان، تحية طيبة لكل واحد منهم، ورمضان مبارك!
سيدأحمد ولد أعمر ولد محم