فوضى السياسة وعبثيتها في البلد

أحد, 2021-03-28 16:10

السياسة أو الإيالة هي التصدي لشئون الجماعة البشرية بما يصلحها.
والسياسة في المفهوم الحديث تقوم على وحدات أو بنيات تسمى الأحزاب والحزب حسب تعريف جورج بيردو:' مجموعة من الأشخاص يؤمنون ببعض الأفكار السياسية ويعملون على تحقيقها وانتصارها، وذلك بجمع أكبر عدد من المواطنين حولها والسعي للوصول للسلطة أو على الأقل  التأثير على عمل الحكومة أو توجيهه'.

والحزب في بنيته يتكون من نشطاء ومنتسبين ومتعاطفين ومصوتين؛ لكنه يعتمد أساسا في عمله على النشطاء الفاعلين، فهم يشكلون النواة الحية في الحزب ولا يمكن الحصول على درجة ناشط أو إطار في حزب إلا بعد مسيرة عمل شاقة من التحمس والانتساب والميدان؛ هذا تقريبا في كل الأحزاب السياسية في الكون.

لكن هذا يختلف كثيرا عن ما نعيشه هنا في موريتانيا، فمثلا يمكن أن تمضي حياتك كلها ولم تشغلك السياسة ولا التحزب ولم تنضم لأي حزب أو تناضل فيه ثم بقدرة قادر إذا أنت ترأس حزبا أو في قيادته، وربما قد كان جدك من منتسبي حزب الشعب أو مناضليه، فيورثك هذا موقعا طلائعيا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فقاعدة البيانات الحزبية لا تخضع للمراجعة والفحص والتحديث كما هو الحال في المعمورة، ولذا ليس من المستغرب أن تجد من لا رصيد انتخابي له وهو من قيادات الحزب ويتحكم في كل شاردة وواردة.

مما لا تجد له مبررا أن أشخاصا تعرفهم بذلوا مالهم الخاص وأنفقوه منثورا في سبيل حصول حزب الاتحاد على مناصب سياسية، والحزب لم يساعد بأوقية واحدة، لا يهتم بهذا ولا يعنيه، بل و يتنكر لهم، وليس طبعا في وارد أن يشكرهم ناهيك أن يكرمهم ويجازيهم على حسن عملهم!

الكاتب الصحفي سيد أحمد ولد أعمر ولد محم