الإذاعة والتلفزة العموميتان تنزلقان إلى مزالق البشمركية

ثلاثاء, 2020-08-25 15:44

زار معالي وزير التنمية الريفية السيد الدّ ولد الزين قرية اترييبه الحمرة (بلدية كلير، مقاطعة باركيول) يوم الأربعاء الماضي الموافق للـ19 أغشت، وقد أطلق من القرية مشروع تعزيز القدرات لمواجهة انعدام الأمن الغذائي والمعيشي في الساحل ويتدخل المشروع في المكونات التالية:
* ترميم واستصلاح سد أتويميرت اجرك بالقرية،
*إنشاء مدجنة عصرية،
*تسييج ودعم مشروع لزراعة الخضراوات،
*توزيع خمسين رأس من الغنم على 10 أسر فقيرة،

 لكن هذه الزيارة الهامة لم تلق أي اهتمام ولا تغطية في وسائل الإعلام الرسمية (الإذاعة والتلفزة)، فقد تجاهلتها تجاهلا تاما ومريبا ومحيرا.

وقد رافق معالي الوزير في جولته وفي مروره بالقرية أطقم صحفية من الوكالة والإذاعة والتلفزيون وحتى من وسائل إعلام مستقلة. ووصل السيد الوزير بمعية الوفد المرافق إلى القرية قبيل الظهر، وبعد إعطاء إشارة الانطلاق للمشروع بمكوناته الأربع، دلفوا إلى المضارب فأناخوا القائلة في ظل وبشر وخير.

وشاهدت مراسل الإذاعة وتبادلت التحية معه وكان في ركن من المضارب، ثم سلمت على مراسل الموريتانية وقد جلس في مكان وسط الخيام مع زملاء أعزاء، وزودته بورقة تعريفية عن القرية وعن البلدية، فدوّن هذا في وريقة،وهز رأسه إشارة إلى أن هذا يكفي، فمسكت عنه. وفي الجمع الصحفي المبارك الذي رافق معالي الوزير العميد با عبد الرحمن مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء في قطاع التنمية الريفية، وقد سررت كثيرا بلقائه في هذا المكان القصي من الوطن.

وأثناء تتبعي واقتفائي أثر عمل الصحفيين في أعقاب الزيارة، أدركت أن العميد السيد با عبد الرحمن مراسل الوكالة الموريتانية في قطاع التنمية الريفية قام إلى عمله بمهنية وإتقان وسرعة كما هي عادته دائما، وأبرق إلى الوكالة عن نشاط الوزير باتريبه الحمرة وما أطلق  من مشاريع. أما مراسل الإذاعة والتلفزة فلم ينبسا ببنة شفة عن هذا النشاط الهام لمعالي الوزير! وقد طلبت مساعدة آخرين في الأمر، فأكدوا أن الإذاعة والتلفزة لم يتحدثوا عن هذا النشاط في تغطياتهم ولا في نشرات الأخبار.

لا أعرف السبب الذي منع مراسل الإذاعة ومراسل التلفزة وقد حضرا من تغطية زيارة معالي الوزير لقرية اتريبه الحمرة (بلدية كلير)، لكن ما أعرفه أن هذا عمل بعيد من السلوك المهني والشرف والأخلاق، ويسلط الضوء ولو بشكل خافت على االوضعية المقلقة البائسة التي توجد فيها المؤسستان من ترد وتخبط وبشمركية!