كتب الخبير اللغوي، أستاذنا محمد محمود

أربعاء, 2020-07-29 07:40

بأيّة لغة يكون التعليم/ التدريس؟
1
لا تَجِدُ قومًا لهم أدْنى حظٍّ من إرْثٍ حضاريٍّ، أو أَثارَةٍ مِن عِلْم، أو نصيبٍ من وعْيٍ أو فِكْرٍ يُمارونَ في لغة التعليم.
2
الأمْر محسومٌ لدى النُّخبة والعامّة معًا: كل أمة تُعَلِّمُ أبناءَها بلغتها. والسِّجال السياسيّ، والجِدال التَّربويُّ والثقافيُّ، في الموضوعِ، لا يَتَّجِهُ إلى اللغة التي بها يكون التَّعليم؛ بَلْ إلى: أولوِيات التَّعليم نفسِهِ (نوع المَهاراتِ والخبراتِ المُراد أن يكتسبَها المتعلِّمون)، وأساليبِ التدريس وطرائقِه، وضُروب التَّقويمِ، وطبيعةِ المناهجِ الدراسيّة، والبيئةِ الصفيّة ...
3
فإنْ كنتَ في شَكٍّ ممّا تَقْرَأُ فانظُر إلى: الصّينيين، و#الرّوسيين، واليابانيين، والكوريين، والتُّرْك، وفارس ... 
4
أخْشى أنْ نكونَ استثناءً في كلِّ شيْءٍ، حتّى فيما يبدو كالمسلّماتِ والبدهيات.
5
ليستِ اللغةُ وسيلةً للتّواصُلِ والتّفاهُمِ فقَط؛ بل لها مِنَ التَّعالُق مَعَ الفِكْرِ ما يَجْعَلُ فَصْلَها عنْه ضَرْبًا مِنَ التَّعَسُّفِ. وإذا كانَ ذلك كذلكَ فدِراسَتُكَ بغَيْرِ لُغَتِكَ كَتَفْكِيرِكَ بِفِكْرِ غَيْرِكَ!

(تدوينة معادة).