عند آخر لقاء جمع بين الرئيس عباس وبنيامين نتانياهو في واشنطن، برعاية الرئيس الامريكي باراك اوباما. طلب الرئيس الأمريكي من نتانياهو رسم حدود لإسرائيل والقبول بحل الدولتين، ولكن نتانياهو إحتقر اوباما وأخرج هاتفه الخلوي من جيبه وراح يرسل رسالة قصيرة لسارة نتانياهو خلال حديث الرئيس الامريكي وبحضور كاميرات الصحافة. فاستنفر بروتوكول البيت الأبيض وطرد الصحفيين لمواراة هذه الإهانة الكبيرة.
رفض نتانياهو تعريف حدود اسرائيل، ومن هنا إنتهى حل الدولتين وبدأت صفقة العصر الصهيونية أساسا. والتي بدأ تنفيذها منذ تلك اللحظة بكل الطرق حتى جاء ترامب "الساذج" ونسبها لنفسه وهو لا يعرف عنها شيئا.
صفقة القرن مستمرة، وكعادتها إسرائيل تأخذ ما تريد من أية صفقة دولية او عربية وتترك النحيب والبكاء وبيانات الشجب للعرب. وهذا ما يحصل الاّن فعلا. بيانات الرفض والشجب تملأ الصحافة الفلسطينية والعربية، واسرائيل تنفذ كل ما خططت له. وهي تنتظر غياب الرئيس عباس لتلقي باللائمة على قيادة منظمة التحرير وانها قيادة ضعيفة او مختلفة، وعواصم العرب سوف تكرر هذه العبارات كل يوم في نشرات الاخبار، وسوف تمتلئ بعض الصحف العربية بسيناريوهات الخلاف بين القيادات الفلسطينية لتبرر لذاتها العجز والهوان.
ثلاثة ملفات خطيرة ومصيرية لم يحسمها المجلس الوطني وقام بترحيلها الى المجلس المركزي، الذي سوف يقوم بترحيلها الى اللجنة التنفيذية التي سوف تقوم بترحيلها الى الرئيس:
- ملف مستقبل غزة
- ملف ضم الضفة
- ملف القدس
السيناريو الصهيوني جاهز. وكثيرون سيصرخون ان الحل مقبول لأنه ينقذ العباد من الفقر والحصار في غزة، وينقذ الضفة من الضم، اما القدس فسوف يكون المبرر للتنازل عنها هو حماية الأماكن المقدسة ( لاحظوا كم مرة في بيانات العرب والمسلمين يرد مصطلح حماية الاماكن المقدسة ولا يرد مصطلح العاصمة القدس).
قبل شهرين كشفت نيكي هايلي أمام مجلس الامن في الامم المتحدة أن قبول الفلسطينيين عن الصفقة ليس شرطا، وان بامكانهم ان يرفضوا. وتستمر الصفقة. لان قرار الصفقة سينتقل قريبا من رام الله الى الرياض وعمان والقاهرة.
د. ناصر اللحام