إلى السيد الرئيس وحكومته الموقرة !!

ثلاثاء, 2025-06-10 13:06

سيدي الرئيس نحن مجموعة من المهاجرين قد أرغمتنا ظروف غياب العدالة في بلادنا إلى الهجرة، ويبدو أن أسباب طردنا  مازالت تمارس نفس تلك اللعبة القديمة الحديثة مع شبابنا حيث أصبحت بلادنا تنقصها أيادي الشباب العاملة المدربة ثم القادرة على القيام بنهضة البلاد إذا ما توفرت الظروف المناسبة لذلك كعائدات الغاز مثلا والحديد والذهب والسمك لكي تنطلق بالبلاد نحو التقدم والازدهار وبالتالي الأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين كافة المواطنين في أمن وسلام وانسجام !
سيدي الرئيس ولكوننا نتواجد خارج الوطن منذ بعض الوقت مما سمح لنا ذلك برؤية موضوعية قد مكنتنا من المقارنة بين إمكانية بلادنا الأقتصادية وغيرها مع الدول ذات الإمكانيات المشابهة لنا في نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية ، الشيء الذي جعلنا نكتشف البون الشاسع بيننا معهم فلذلك فقد ارتأينا أن سبب تخلفا بعض الشيء عن تلك الدول فلربما يعود سببه إلى أمراض بنيوية تخصناربما بدأت مع حرب الصحراء مرورا بأول انقلاب عسكري وظلت تنمو إلى أن وصلت إلى ذلك الحد المخيف الذي قدجعل أرضنا تضيق بما رحبت على أبنائها، بحيث لم يبق أمامهم سوى الهجرة بحثا عن موارد للرزق من اجل غد أفضل يمكنهم من إعالة ذويهم في مستوى أقتصادي واجتماعي مقبول 
ولكن لربما من محاسن تلك الهجرة كونها مكنتنا من ملاحظة كون دوحة البلاد بدأت تهتز أغصانها  أمام عواصف الزمن تلك التي قد اعتورتها شمالا وجنوباً ثم شرقا، ولولا كوننا خارج لعبة العبث بالبلاد لما تمكنا من معرفة ثم تقدير ما قد يحيط بوطننا من مخاطر قد تهدد أمنه واستقراره لا قدر الله .
سيدي الريس لا نرغب في أن نكون متشائمين ولكن لا بدلنا من اجل وطننا من تذكيركم بعض الأمور المؤدية إلى مصدر ذلك التشاؤم الذي ستعرفونه من خلال ما قد يصلكم من طرف أصحاب الرأي والمشورة وغيرهم من مستشاريكم وكذا أولئك المكلفين بمهام لديكم !!
وعليه يا سيادة الرئيس فأنتم من قد تحملتم بالأيمان المؤكدة قيادة مسيرة هذه البلاد وقد أصبحت أمانة في رقابكم ! 
ولهذا وذلك فهل ترغبون حقا في معالجة الوضع قبل استفحاله واتساع الرتق فيه على الراتق ! وإن كان الأمر  كذلك فإنه يجب أن تبدؤوا سياد تككم علاج الأمر بما يلي تباعا كما نراه علاجا نافعا وممكنا يستحق التجربة 
أولا معرفة كون مرافق الدولة كلها تعد ملكا للشعب الموجود حاليا والذي سيوجد في المستقبل إلى يوم القيامة وباعتباركم وكلاء مؤقتاً عن هذا الشعب والذي لم يولد منه  مما يقتضي ذلك أن يستفيد كله بعدالة تامة لكل من يتماثلون في الصفة من ذلك المرفق بما يعرف (بتكافؤ الفرص ) ! ولمعرفة كنه  ذلك فعليكم أكتتاب دكاترة في القانون العام أوالخاص وحتى علم الأجتماع وإعطائهم حرية المبادرة في تقديم المشورة حتى ولو لم تأمروهم أنتم بذلك وتحاسبوهم إذا مالم يقوموا بما يمليه عليهم ضميرهم المهني وذلك فكله من اجل خدمة المصالح العليا للوطن !
ثانياً تطبيق الشفافية والديمقراطية في تسيير شؤون البلاد بما يقتضي ذلك من أمور كثيرة مثلا كعدم قبول ترشيح أي كان للبرلمان أو الرئاسة إلا أن يكون بإمكانه الحصول على تزكية ترشحه من حزبه الذي قدرشحه !
ثالثا كبح جماح البرلمانيين عن التدخل في صلاحيات القضاء وكذا السلطة التنفيذية وعدم إعلان ولائهم ولو ضمنياً لدول أجنبية وذلك على حساب دولتهم وكشف عوراتها لمن هب ودب خصوصالأولئك الذين يتخذون بلادنا كشلال ماء يحولون مجراه لصالح دول أجنبية .
رابعا  عدم إعطاء البرلمانيين والقضاة أي قطعة أرض إلا إذا كانت ستوزع وعلى كل المواطنين وإن تم غير ذلك  فبأي حق أو منطق سيسمح لكم بتوزيع أموال الشعب حسب الأمزجة  وذلك للحصول على بعض الأصوات التي تمكنكم من مقاليد البلاد وكذا التصرف فيها على غير مقتضى ما يخدم مصالح الشعب الهامة والأساسية .
خامسا عدم إعطاء مصاريف تكاليف الحج للموظفين أو الخواص إلا إذا كانت ستمنح للمواطنين تدريجيا وحسب معايير محددة معروفة مسبقا لدى الجميع.
سادسا عدم رفع أي مريض على حساب نفقات الدولة سواء كان ذلك المريض موظفا أو عالما أو أديبا إلا إذا كان ذلك سيشمل كل المواطنين ، وبأي منطق يعالج البعض في أرقى المستشفيات ثم يموت البعض الآخر أمام بوابات المستشفيات الوطنية إذا لم يكن لديهم أموال   يعالجون  بها نفسهم ! 
وأخيرا وليس آخرا فعليكم حماية سيادة الدولة من أي كان قد يحاول الانتقاص منها ولو كان ذلك أخا شقيقا أو جاراً ملاصقا، والحال هاكذا فكيف نسمحون لمالي والمغرب  أو غيرهما أن يقتلوا مواطنينا حتى لو إذا ما تسللوا داخل أراضيهم ، أو تلك الأراضي التي تعد محل نزاع بينهما مع غيرهما !!
وفي الختام فنعود ونقول بأن ضائقة البطالة وزيادة الأسعار بسبب التضخم وكذا الهجرة المضادة لملئ ذلك الفراغ الذي قد تتركه هجرة شبابنا فهل يعد ذلك  غزوا منظما ذو طابع سياسي بقصد ميل كفة الميزان الديمغرافي لصالح بعض السياسيين ثم البرلمانيين للأسف الشديد ولذلك نطلب منكم يا سيادة الرئيس الحزم والصرامة في القضاء على كل تلك الأختلالات التي ذكرنا البعض اليسير منها وكذا مالم يذكر منها حالا فهو الأخطر والأعظم !
وأخيرا نلفت انتباهكم ياسيادة الرئيس إلى كون بلادكم تنتظر منكم الكثير وخصوصا ما قد وعدتم به في أكثر من مناسبة أثناء الحملة وبعدها ولتكن فترتكم الأخيرة وداعا لشعبكم بحل جميع مشاكله ولربما تساعدونه في اختيار رئيس غير تقليدي لا يفرض علينا من طرف تجمعات الغرف المظلمة تلك التي تقرر في الخفاء أهم القرارات التي تحدد مصير بلادنا في غيبة منها !!
ولكم منا التقدير والأحترام . ودامت موريتانيا موحدة وآمنة ومزدهرة إن شاء الله !

عن موقع موريتانيا 13 يحي مقامه رئيس الجالية الموريتانية الأسبق في كنتاكي بالولايات المتحدة الآمريكية.