في مجتمعاتنا، حيث يتقاسم البعض النفوذ ويستأثرون بالنصيب الأكبر من "الكعكة"، يبرز مشهد متكرر يثير الأسى:

من يصل إلى منصب مسؤولية يتحول إلى ناظر بعين السخط لمن لم يحالفهم الحظ. وكأن الارتقاء في السلم الاجتماعي يمنح حقًا ضمنيًا في احتقار الآخرين بدلا من مساعدتهم أو احتوائهم.

الواقع الجغرافي والاجتماعي في لعصابه يعكس هذه الظاهرة بوضوح، حيث تتعزز الفجوة بين من يملكون الامتيازات ومن خُرموا منها. الأسباب وراء ذلك متعددة، تتداخل فيها الثقافة السائدة، والرغبة في التمايز، والخوف من فقدان الامتياز المكتسب. لكن في النهاية، تبقى الحقيقة ساطعة: أي مجتمع يحتكر فيه المحظوظون الفرص بدلًا من أن يوزعوها بعدل، يضع نفسه على حافة الانقسام والضعف.

الصراحة في تناول هذا الموضوع قد لا تروق للبعض، لكنها ضرورية، لأن المكاشفة الحقيقية هي الفاصل بين الجد واللعب، وبين من يسعى للإصلاح ومن يكرس الاستئثار

والاستعلاء.

سيدي محمد دباد