رفض وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان تحديد وقت لوقف الهجمات على سوريا ، موضحا أن الامر يتعلق باستراتيجية عسكرية لمنع قيام أية قوة عسكرية معادية لاسرائيل في المنطقة . ولا يحتاج الامر الى ذكاء لنسحب هذا المنطق الاسرائيلي على باقي الساحات من غزة الى طهران الى العراق الى لبنان ورام الله والسودان .
هذا العام لا يوجد أي بريق امل لاي حل عادل . ترامب تنصل من إتفاق اوسلو ، ومن الإتفاق التجاري مع الصين ، ومن إتفاقية المناخ العالمي ، ومن إتفاقيات واشنطن مع روسيا ومن الإتفاق النووي مع ايران .. ويبدو أنه سيتنصل من المزيد .
وتنقسم الدول العربية الى قسمين ، قسم سيعاني من العقوبات ومنها فلسطين والاردن ولبنان وغيرها . وقسم سيتعرض للنهب المنظم بدعوى التسليح مثل دول الخليج وليبيا وغيرها . وبسبب ذلك سوف تفقد الحكومات العربية صوابها ، وتنتقل الى ظلم بعضها البعض . وتصبح الصراعات الثانوية بدل الصراع الرئيسي مع الاحتلال الصهيوني .
وفي إطار الأسئلة الصعبة : هل تسمح أمريكا لايران أن تتحول الى دولة عظمى لو تخلت عن برنامجها النووي ؟
والاقرب للوعي : هل ستصبح غزة سنغافورة المنطقة لو تخلت المقاومة عن صواريخها ؟
سؤال اّخر يطرح نفسه : الضفة الغربية أوقفت العمليات وسارعت لحل الكتائب عام 2005 ، ومع ذلك تزداد العقوبات على الضفة وليس العكس !!! بل ان اسرائيل ضاعفت الاستيطان وتهويد القدس وخنق ميزانية السلطة يعد أن توقفت العمليات !!!
حتى لا يجلد العرب انفسهم ...
معادلة راهنة : نتانياهو لا يريد التوصل لأي حل . واسرائيل لا تريد أي اتفاقية سلام مهما كان شكلها حتى لو كانت إستسلاما كاملا من جانب العرب .
تفتح سفارات لها في العواصم العربية ، ولكن من أجل التطبيع ونشر الأفكار الصهيونية والاستسلام وليس من أجل التعايش ، ولو ذهب المواطن اردني أو المصري وطلب فيزا من سفارة إسرائيل لزيارة تل أبيب ، سوف يستغرق دراسة الطلب نحو عام ثم تأتي الاجابة مرفوضة .. فهم لا يريدون أي مواطن عربي هنا ، وانما يريدون رجال الاعمال والمثقفين والنخب الفكرية من اجل تخريب عقولهم .د. ناصر اللحام