امتحان جديد لجدوى الاغتيالات في تعديل مسار الصراع المسلح في الشرق الأوسط... الرهانات المتقلبة بين الحرب الشاملة ومتابعة حرب الاستنزاف

أربعاء, 2024-10-02 14:20

دأبت الحركة الصهيونية منذ بداية مشروعها لإقامة وطن لليهود في المركز الجغرافي للشرق الأوسط أي فلسطين وإلى جانبالعمليات العسكرية المحدودة أو الواسعة نسبيا، على ممارسة سياسة الاغتيالات ضد خصومها بإتباع أساليب متنوعة، بعض هذه العمليات وخاصة في البداية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعطت ثمارها ولكن أخرى وكانت الأقل عددا لم تكن كذلك.

من سنة 1958 وحتى سنة 1963 قام جهاز الموساد الإسرائيلي بإستهداف العلماء الذين ساعدوا مصر في تطوير برنامجها الصاروخي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالقتل أو الخطف. قبل ذلك وفي 15 أغسطس 1952 تم قتل سميرة موسى أحد علماء الذرة المصريين في الولايات المتحدة الأمريكية في حادثة سير مدبرة، وذلك بعد أن رفضت عرضا أمريكيا للإستقرار والعمل في الولايات المتحدة عقب زيارتها لمفاعل نووي تابع للجيش الأمريكي.

في 17 أبريل 1993 تم إغتيال جمال حمدان أحد أعلام الجغرافيا المصريين واسمه بالكامل جمال محمود صالح حمدان، ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية ألف كتاب "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967.

لم تكن حادثة اغتيال عالمة الذرة سميرة موسي والدكتور جمال حمدان هي أول أو آخر حوادث اغتيال العلماء أو الكتاب إنما كانت هناك الكثير في سلسلة اغتيالات الموساد.

أبتداء من عام 1972، توسع استهداف الموساد لأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، ومن بينهم محمود الهمشري. قتل إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في الهاتف الثابت في شقته في باريس. وفي عملية مشابهة عام 1996، اغتال "الشاباك" صانع القنابل في حركة حماس يحيى عياش عبر هاتف محمول من طراز "موتورولا ألفا"، تم تفخيخه بنحو 50 غراما من المتفجرات.

بتاريخ 10 أبريل 1973 نفذت وحدة تابعة للموساد في العاصمة اللبنانية بيروت، عملية اغتيال لثلاثة من قادة حركة فتح ومنظمة التحرير، هم محمد يوسف النجار، وكمال عدوان عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح، وكمال ناصر المتحدث الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية.

في 16 ابريل 1988 اغتيل خليل الوزير الرجل الثاني في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، في منزله بالعاصمة التونسية. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإنه تم في ليلة الاغتيال إنزال نحو 24 عنصرا مدربا من الموساد الإسرائيلي على الشواطئ التونسية، وتسللوا إلى منزله في ضاحية سيدي بوسعيد، وقاموا بتفجير أبوابه وقتله.

عام 2010، اغتيل المسؤول العسكري البارز في حركة حماس محمود المبحوح، في غرفة بفندق بدبي.

في عام 2003، حاولت إسرائيل اغتيال القيادي في حركة حماس محمود الزهار عبر قصف منزله. نجا الزهار من العملية، لكن ابنه وزوجته قُتلا.

عام 2018 قتل فادي البطش، العالم في مجال الطاقة والعضو في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيث أطلق النار عليه مسلحان كانا على دراجة نارية وهو متوجه لصلاة الفجر في 21 أبريل 2018 في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

في 15 ديسمبر 2016 اغتيل المهندس التونسي محمد الزواري الذي أشرف على مشروع "طائرات الأبابيل"، وهي طائرة صغيرة من دون طيار أعلنت عنها "القسام" خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014. 

أكبر عمليات اغتيال للعلماء في منطقة الشرق الأوسط كانت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 حيث نسقت تل أبيب عبر أجهزتها وبالتعاون مع أطراف أخرى تصفية 1500 عالم وخبيرعراقي من بينهم 75 من منظمة الطاقة الذرية، وذلك حسب الدكتورفاضل الجنابي آخر رئيس لمنظمة الطاقة الذرية في العراق.

لم يكن عالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده، الذي تعرض للاغتيال قرب طهران يوم الجمعة 28 نوفمبر 2020، آخر علماء الذرة الإيرانيين الذين تعرضوا للاغتيال في السنوات الأخيرة، فقد سبقه اغتيال عدد من هؤلاء داخل إيران.

في 12 يناير 2010، قتل العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران.

لقي العالم النووي مجيد شهرياري مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في طهران في 29 نوفمبر 2010، وأصيبت زوجته التي كانت ترافقه في الهجوم.

لقي أستاذ الفيزياء الإيراني داريوش رضائي مصرعه رميا بالرصاص في عملية اغتيال نفذها مهاجمون مسلحون في شرقي العاصمة الإيرانية في 23 يوليو 2011.

هذا سرد مختصر لسياسة وأساليب عمليات قام بها جهاز الموساد ونظيراته، والمسجل هنا أنه مع كل عملية جديدة كان خصوم إسرائيل أكثر حرصا وقدرة على افشال العديد من العمليات الجديدة وهو ما جعل بعض الحلفاء الغربيين وغيرهم يوسعون تعاونهم مع تل أبيب إلى درجة المشاركة الفعلية. الأمر البعيد الأهمية أنه رغم نجاح العديد من عمليات الإغتيال لم تتحقق الأهداف منها بل كانت النتيجة معاكسة خاصة مع الحركات المسلحة في المنطقة العربية حيث جاء علماء وقادة آخرون أكثر قدرة. الصواريخ بمختلف أشكالها والطائرات المسيرة أصبحت في حوزة كل الجيوش في المنطقة منطق وفعلية تطوير استخدامات الطاقة النووية انتشر من حدود أفغانستان شرقا حتى سواحل الشمال الأفريقي على المحيط الأطلسي. عدد وقدرات التشكيلات والمنظمات المسلحة المناهضة إسرائيل تضاعف وتكلفة مواجهتها أصبحت ثقيلة جدا. الدعاية الإسرائيلية والغربية المروجة للإنتصارات على الخصوم لم تعد تؤتي أكلها، ولعل كلمات مفكرين وباحثين في الغرب عن أنهم عندما يسمعون يوميا من البلاغات الإسرائيلية عن أن الصاروخ أو الطائرة المسيرة أو القذيفة القادمة من غزة أو لبنان أو اليمن أو العراق لم تخلف خسائر تذكر وسقطت في الأحراش أو خلفت جرحى بسبب التدافع نحو المخابئ، يستغربون لماذا تحشد الولايات المتحدة والغرب قواتهم الجوية والبرية وأساطيلهم البحرية في المنطقة الشرق أوسطية لحماية إسرائيل ولماذا تنفق تل أبيب وحلفاؤها عشرات المليارات من الدولارات على العمليات العسكرية ولماذا تخلوا المستوطنات من قاطنيها ما دامت أسلحة الخصوم وهجماتهم أشبه بمفرقعات الأطفال.

بعد أكثر من سبعة عقود من الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري والإستخباري حول الأرض الفلسطينية تجد تل أبيب في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين أنها أمام تحديات غير مسبوقة والأكثر خطرا باعتراف ساستها الذين يقرون بأنهم يواجهون خطرا وجوديا.

يقدر عدد كبير من المحللين والخبراء السياسيين والعسكريين في العالم أن الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، غزة ولبنان واليمن وليبيا وسوريا والعراق وغيرها مترابطة مع الصراع العالمي الأوسع من أجل نظام عالمي جديد ينهي نظام القطبية الواحد الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويقول هؤلاء أن حرب أوكرانيا جزء أساسي من هذه المواجهات، ونتيجة للتراجع الذي تواجهه الولايات المتحدة وحلف الناتو في المواجهة العسكرية في وسط شرق أوروبا تسعى القوى المحافظة أو الموصوفة باليمينية في الغرب إلى ركوب مغامرة كبرى في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل لعل ذلك يشكل تعويضا عن الانتكاسات في أوكرانيا أو مقدمة لحرب شاملة في الشرق ألأوسط تسمح بجر روسيا والصين إلى مواجهة عالمية تعتقد بعض الأوساط اليمينية أنه يمكن لما سيبقى من الغرب بعد نهايتها ما يكفي لبناء عالم جديد لا منافسة للغرب فيه.

 

الغرق في الأوهام

 

ذهب تحليل لصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن "الاغتيالات، لاسيما حين تكون بمثل هذه الوتيرة المتسارعة، لا تخدم أي غرض سياسي، ولا تقدم أي فائدة، بل إنها على المدى البعيد، قد تؤدي لزيادة العنف".

وأكد التحليل الذي كتبه الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، في 2 أغسطس 2024، تعليقا على اغتيال هنية وشكر، أن عمليات إسرائيل في لبنان وغزة، تشير إلى أن الاغتيالات "أصبحت غاية في حد ذاتها".

وانتقد ميلمان، ما يتردد عن أن هذه الاغتيالات ستؤدي إلى إنهاء الحرب في لبنان وغزة، وقال إن "الناس (في إسرائيل) يخدعون أنفسهم، عندما يعلقون الأمل على مثل هذه التكتيكات".

عبر التوسع في عمليات الاغتيال، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق محللين دوليين، تحقيق انتصار "شكلي" أو "دعائي" يغطي به على فشله في تحقيق أهداف هجماته على جنوب لبنان وقطاع غزة.

ربما ما لم تفكر فيه إسرائيل باغتيال قادة للمقاومة، أن مقتل القائد لا يعني بالضرورة تفكك التنظيم، فاغتيالها عباس الموسوي، عام 1992، لم يقضِ على "حزب الله"، حيث أنه جاء مكانه بعدوها حسن نصر الله، الذي تفخر باغتياله يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024.

الأمر نفسه في غزة، فاغتيال هنية، لم يمنع "حماس" من اختيار يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، ما عدّه مراقبون نتيجة أسوأ بالنسبة لإسرائيل، إذ إن الأخير يدير بالفعل مقاومة غزة، وبات يجمع معها القيادة السياسية للحركة.

تتفق مع هذا التحليل، الزميلة غير المقيمة في برنامج الشرق الأوسط في "المجلس الأطلسي" بواشنطن علياء براهيمي، التي قالت: "رغم عيوبه، كان نصر الله شخصية عقلانية متمرسة في اللعبة الجيوسياسية".

وأضافت الباحثة، في تحليل نشره موقع المجلس الأطلسي في 28 سبتمبر 2024: "رغم خطاب نصر الله الحماسي بشأن الانتقام من الهجمات على المدنيين في غزة، لم يشن هجوما كبيرا على إسرائيل رغم قدرات ترسانته".

وأشارت إلى أن "رحيل نصر الله، يدفع كلا من الديناميكيات اللبنانية والصراع مع إسرائيل، إلى مسار جديد، مسار غير مؤكد"، إذ إن "نشأة حزب الله، قد تشير إلى ما قد يحدث لاحقا".

وأوضحت أن "الحزب نشأ وسط الاضطرابات والآلام التي أعقبت الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982″، لذا فإن "دماءه السياسية تتغذى من الصراع مع إسرائيل".

وخلصت إلى أنه "طالما استمر هذا الصراع، خصوصا مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يحصد أرواح النساء والأطفال، سيبقى هناك مجال لنسخة جديدة من حزب الله للمضي قدما، وسيعاد تشكيله وإعادة تنظيمه".

 

هدف صعب التحقيق

 

أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها يوم 29 سبتمبر إلى أن "حزب الله" لا يزال يحتفظ بآلاف المقاتلين المتمرسين وترسانة كبيرة من الأسلحة، رغم اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

ولفتت الصحيفة إلى أن مشكلة إسرائيل تكمن في أن هدفها المعلن بعودة نازحي الشمال يصعب تحقيقه بالقوة الجوية وحدها".

وأكد حزب الله دائما أن هدف إسرائيل بعودة مستوطني الشمال إلى المنطقة لن يتحقق دون وقف الحرب في غزة، كما شدد على الجهوزية الكاملة لمواجهة أي غزو بري للبنان والحرب الشاملة ضد إسرائيل.

وصرح متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024 إن حزب الله "أطلق 6800 صاروخ منذ بدء التصعيد عبر الحدود".

ومن جانبها ذكرت الباحثة في مركز "كونترول ريسكس"، دينا عرقجي، أنه كان لدى الحزب في عام 2006، قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو 10 مرات" على الأقل.

يقول موقع الجيش الإسرائيلي إن حزب الله، تحت قيادة حسن نصرالله، تفاخر بقوة عسكرية تتراوح بين 20 ألف و25 ألف مقاتل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في الاحتياط.

وتعتبر وحدة "الرضوان" الأبرز في صفوف حزب الله، وهي معروفة بشكل خاص بكفاءتها القتالية وأهميتها الاستراتيجية في الصراعات التي شهدتها المنطقة.

تضم الوحدة عدة آلاف من العناصر المدربة تدريباً عاليا، وبعضهم لديهم خبرة عملياتية من الحرب الغربية ضد سوريا. 

إلى ذلك تعتبر قدرات حزب الله التسليحية ملحوظة، وتشبه بشكل أكبر جيش دولة متوسطة الحجم، حيث يمتلك الحزب أكثر من 150 ألف صاروخ، بما في ذلك صواريخ فجر-5 وزلزال-2.

وتبرز هذه الأسلحة التهديد الذي يشكله حزب الله على أمن إسرائيل، وفق الموقع ذاته، حيث إن ترسانته قادرة على الوصول إلى أعماق الأراضي الإسرائيلية.

وخلال نحو 11 شهرا من التصعيد مع إسرائيل، كشف حزب الله تباعا عن قدرات عسكرية متنامية، آخرها منشأة محصنة تحت الأرض وصواريخ.

وتتضمن ترسانة الجماعة، صواريخ موجهة وغير موجهة، ومدفعية مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية ومضادة للسفن، فضلا عن طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، مما يسمح لها بالوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

ووفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فإن لدى الجماعة.ما يصل إلى 150 ألف صاروخ.

وحسب تقديرات أجهزة المخابرات الأمريكية أصبح حزب الله الميليشيا المسلحة الأكثر قوة في العالم.

تقدير تقريبي لترسانة الأسلحة لحزب الله.

- 400 صاروخ وقذيفة بعيدة المدى (180-700 كم)

- مئات صواريخ موجهة بدقة (70-250 كم) 

- 4.800 صاروخ متوسط المدى (40-180 كم)

- 65.000 صاروخ قصير المدى (20-40 كم)

- 140.000 هاون

 

الحرب البرية

 

نشرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية يوم الأحد 29 سبتمبر تقريراً أعده الكاتب سيمون مكارثي يتحدث فيه عن عملية اغتيال حسن نصر الله، وتداعياتها على المنطقة جاء فيه:

لقد أدت الساعات الثماني والأربعون الماضية في الشرق الأوسط، والتي اغتالت فيها "إسرائيل" زعيم حزب الله حسن نصر الله واستمرت في قصف مدن وقرى في جميع أنحاء لبنان، إلى تفاقم المخاوف من أن هذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة قد يتحول إلى حرب إقليمية أوسع.

إن اغتيال نصر الله، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية ضخمة على ضاحية بيروت يوم الجمعة، يمثّل تصعيدا كبيرا في الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، الذي كان يقصف شمال "إسرائيل" منذ بدء حربها على غزة.

كما أنه أحدث ضربة في سلسلة من الضربات الكبرى لحزب الله، إذ اغتالت "إسرائيل" حتى الآن العديد من القادة، وفجرت أجهزة النداء واللاسلكي المملوكة لأعضائه في وقت سابق من شهرسبتمبر، مما أسفر عن وقوع ضحايا ومئات الجرحى.

وتشير إسرائيل احتمال القيام بتوغل بري في لبنان، والذي إذا تم تنفيذه، سيكون الغزو الإسرائيلي الرابع للبلاد خلال السنوات الخمسين الماضية. وتعهد حزب الله بأنه "سيواصل قتاله لمواجهة العدو"، في حين أكدت إيران تضامنها.

قصفت "إسرائيل" ما تقول إنها أهداف لحزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت وأماكن أخرى في البلاد يومي الجمعة والسبت، بما في ذلك الهجوم على الضاحية الجنوبية للعاصمة والذي أدى إلى اغتيال نصر الله.

وتأتي الهجمات الأخيرة بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا والذي دعا إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في القتال عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

في أعقاب اغتيال نصر الله، والهجوم بواسطة أجهزة النداء واللاسلكي، من المرجح أن يقيم قادة حزب الله المتبقون كيفية الالتقاء والتواصل والرد، ويقول المحللون إن النكسات التي واجهها حزب الله من غير المرجح أن تجعله ضعيفا.

ولا تزال المجموعة تحتفظ بقادة مهرة، فضلا عن العديد من أصولها الأكثر قوة بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.

وفي أعقاب اغتيال نصر الله، لم يقم حزب الله بعد بشن رد انتقامي كبير وواصل حرب الاستنزاف، ولكن التطورات الأخيرة تثير احتمالات التحول.

ومن المؤكد أن حزب الله سوف يستجيب، وفقاً لجوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق متخصص في المنطقة، والذي قال لشبكة "CNN" إنّه "من المرجح أن يكون الرد كبيرا".

وهناك سؤال رئيسي آخر وهو مدى قدرة إيران على التدخل. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفت السفارة الإيرانية في لبنان اغتيال نصر الله بأنه "تصعيد خطير يغير قواعد اللعبة"، وقالت إن مرتكبه "سيعاقب ويعاقب بشكل مناسب".

وتبدو المساحة المتاحة للدبلوماسية محدودة، خاصة وأن أشهرا من العمل على اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب في غزة لم تشهد سوى القليل من التقدم في المفاوضات.

 

حدود القوة الجوية

 

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية مقالا تتحدث فيه عن هجوم "إسرائيل" الإلكتروني على لبنان، والهجوم واسع النطاق على قراه وبلداته الجنوبية والبقاعية، والخطط لشن هجوم بري.

وتقول إسرائيل إن هدفها هو تأمين الحدود حتى يتمكن عشرات الآلاف من الناس الذين فروا تحت نيران حزب الله قبل عام تقريبامن العودة إلى ديارهم. ولكن، من غير الواضح ما إذا كانت عملياتها الأخيرة ستحقق ذلك.

وذكر الكاتب الصحفي ناداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "لا أحد، سواء داخل المؤسسة الدفاعية أو خارجها، لديه أي فكرة عن كيفية ترجمة هذه الإنجازات العملاتية الرائعة إلى فائدة سياسية، إلى نصر حقيقي من شأنه أن يوقف الحرب في الشمال"، مؤكدا أن "ما دام حزب الله يحتفظ بأي قوة نيران، فلن تتمكن الحدود الشمالية من العودة إلى وضعها الطبيعي".

ويقول الخبراء إن حزب الله قادر على تحمل الضربات الإسرائيلية، ومن المرجح أنّه يحتفظ بأسلحته الأكثر فعالية في الاحتياطي. 

لقد بدأ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وحملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا في عام 2011، كلها بضربات جوية ضخمة أضاءت السماء، وفي كل حالة، استمرت الحرب لأشهر أو سنوات، ولعبت القوات البرية دورا حاسما.

بدأت حرب "إسرائيل" ضد حماس في غزة بثلاثة أسابيع تقريبامن الضربات الجوية المكثّفة، تلاها غزو بري كامل النطاق. وبعد مرور ما يقرب من عام، لا تزال "حماس" تقاوم وتحتجز العشرات من الأسرى.

مع حزب الله، تبنت "إسرائيل" حتى الآن أهدافاً أضيق، ليس نزع سلاح التنظيم أو هزيمته، إنما ترتيب جديد ينسحب فيه من الحدود ويوقف هجماته. ولكن، حتى هذا قد لا يكون ممكناً من دون غزو بري.

وحزب الله يعد أكثر تقدما عسكريا من حماس. كما أن حزب الله لديه منطقة أكبر بكثير للعمل فيها، وخطوط إمداد واسعة تربطه بشكل أكثر مباشرة بإيران وخصوم الغرب، وشبكات أنفاق ربما تكون أكثر اتساعاً من تلك الموجودة في غزة.

وفي حالة الغزو البري، يمكن أن ينضم إلى مقاتلي حزب الله آلاف المقاتلين من الجماعات المسلحة من العراق واليمن وأماكن أخرى في المنطقة. وحتى لو كان الهدف هو مجرد إنشاء منطقة عازلة لتأمين الشمال بشكل أفضل، فإن المخاطر كبيرة، فالغزو البري يعني المزيد من الضحايا والقتال المطول للجنود والاحتياط الذين سئموا بالفعل من عام من الحرب في غزة. وأجبر حزب الله "إسرائيل" على الانسحاب في آخر مرة حاولت فيه احتلال أجزاء من لبنان. 

 

حرب شاملة

 

ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن إسرائيل تسعى لجر الولايات المتحدة إلى الحرب لمشاركتها فيها بشكل مباشر، مشيرا إلى أنها تحاول استفزاز إيران وحزب الله من أجل ذلك..

كما دعا لافروف إلى التحقيق في الهجمات الإرهابية في لبنان باستخدام وسائل الاتصال المدنية. مشيرا، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تورط واشنطن بالهجمات أو علمها بها مسبقا.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن عدة دول تسعى توريط إيران في الصراع في الشرق الأوسط من أجل إثارة حرب كبرى هناك.

وصرح خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "تم إيلاء الكثير من الاهتمام (في الاجتماعات على هامش الجلسة) بالطبع لمشاكل الشرق الأوسط، واندلاع الصراع مباشرة في الأراضي الفلسطينية، وفي لبنان، وفي سوريا، والمشاكل على الأراضي العراقية".

وأضاف: "الوضع يتعلق بمحاولات توريط إيران من أجل إثارة حرب كبيرة تماما في الشرق الأوسط"، وشدد لافروف على أن "روسيا معنية بإنهاء الحرب في قطاع غزة فورا ولكن الولايات المتحدة تريد احتكار عملية السلام".

وبحسب الوزير، فقد ناقش على هامش الجلسة مع زملائه الصراعات في منطقة الصحراء والساحل والسودان وأجزاء أخرى من إفريقيا وأفغانستان.

وأكد وزير الخارجية الروسي أنه "بالطبع أيضا انتهزنا الفرصة لنقل تقييماتنا الحالية لما يحدث في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية".

ولفت لافروف إلى أن زعيم نظام كييف فلاديمير زيلينسكي، يسعى إلى إشراك دول "الناتو" بشكل مباشر في القتال.

وقال لافروف: "يبذل زيلينسكي أيضا كل ما في وسعه لتوريط دول الناتو في الأعمال القتالية بشكل مباشر، وبعد ذلك سوف يتنحى ببساطة جانبا وينظر إلى ما يعتقد أنه سينقذه"، مقارنا بين تصرفات إسرائيل في لبنان وتصرفات نظام كييف.

في موسكو استبعد الخبير العسكري يفغيني ميخائيلوف أن تتصاعد المواجهة بين إسرائيل وحزب إلى حرب واسعة النطاق في الأسبوعين المقبلين، مع أن الوضع على شفا الحرب.

وقال: "أظن أننا على شفا الحرب، بل قد نشهد حربا كبيرة جديدة في الشرق الأوسط، وهذا أمر سيء بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة وأن واشنطن أعلنت أنها حذرت إسرائيل من تدمير البنية التحتية للبنان، لأن ذلك سيؤدي إلى تجاوز جميع الخطوط، أي أن الأمريكيين خائفون أيضا من هذا الوضع".

وبحسب ميخائيلوف، ستقدم الولايات المتحدة دعما شاملا لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إرسال معظم الأموال المخصصة لأوكرانيا إلى هناك. وفي المقابل، ستتوحد الجماعات المسلحة وتهب لدعم لبنان، كما ستهب إيران للدفاع عن هذه الدولة.

وأضاف: "في حال توحيد دول الحزام والجماعات المعادية لتل ابيب، فإن ذلك لن يسعد إسرائيل، بل قد يؤدي ذلك إلى بداية تلك الحرب العالمية الثالثة التي يتحدث عنها الجميع”.

 

جواسيس أم اختراق تكنولوجي

 

جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 29 سبتمبر 2024 بعد تأييد البيت الأبيض للعملية الإسرائيلية في لبنان:

أضيف اسم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إلى قائمة طويلة من قيادات حزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني تمكنت إسرائيل وبضربات دقيقة من القضاء عليهم خلال أسابيع.

هذه العمليات التي وصفها مراقبون بالنوعية وغير المسبوقة، أثارت تساؤلات كثيرة حول سر هذا النجاح السريع في الكشف عن أماكن تواجد هذه الشخصيات، والأسباب التي أدت إلى الانهيار السريع في منظومات حماية القيادة.

بعد تنفيذ الضربات الإسرائيلية، ألقى رئيس الوزراء، نتانياهو، كلمة قال خلالها إن "المهمة لم تنته بعد وأمامنا أيام مليئة بالتحدي". أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فأشار إلى أن "كل الوسائل مطروحة على الطاولة" وأن "لدى إسرائيل الكثير من الوسائل والقدرات، بعضها لم يتم تفعيله بعد"، بحسب تعبيره.

في حين انتقد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بشدة القيادة الإسرائيلية، متهما إياها بـ"قصر النظر" واتباع "السياسة الحمقاء"، معتبرا أن الإسرائيليين "أضعف بكثير من أن يتمكنوا من إلحاق ضرر جوهري بالبنية القوية لحزب الله في لبنان".

يقول العميد منير شحادة، المنسق السابق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفل"، لموقع الحرة، إنه لا يمكن أن نتغافل عن قدرات وإمكانيات إسرائيل التقنية والتكنولوجية في مجال التجسس. فإسرائيل، برأيه، لديها قدرات وتقنيات سرية عالية في هذا المجال، وتتحكم بالأقمار الصناعية الغربية للحصول على ما تحتاجه من معلومات.

يشير شحادة، أيضا إلى وجود تعاون أمني واستخباري كبير بين إسرائيل ودول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، هذا التعاون برز دوره، عام 2005، عندما دخلت جهات خارجية في التحقيق بحادثة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري.

يضيف شحادة أن تلك الأطراف كان لها دور لاحقا في جمع كميات كبيرة من المعلومات حول عمل أنظمة الاتصالات والجامعات والمصارف وحتى المستشفيات، "وهذه المعلومات وصلت بطريقة ما إلى إسرائيل".

مشاركة عناصر حزب الله في القتال في سوريا، منذ عام 2011، كانت عاملا آخر سهل من عملية رصد تحركات حزب الله. فجميع المشاركين في هذا القتال أصبحوا مكشوفين، بسبب إستخدامهم أنظمة اتصال تقليدية قابلة للرصد مثل أجهزة الهواتف الذكية والراديو واللاسلكي.

يقول شحادة إن رصد هذه الأجهزة كان سهلا بالنسبة للإسرائيليين الذين حصلوا على معلومات مهمة حول عمل جميع كوادر وقيادات حزب الله في تلك الفترة.

 

اختراق داخلي 

 

تفوق إسرائيل جويا وتكنولوجيا لم يكن السبب الوحيد الذي ساهم في إنجاح عملياتها الأخيرة، إذ يقول العميد منير شحادة، إن حزب الله تعرض لخرق أمني بين صفوفه، وإن إسرائيل استفادت من "عملاء" يعيشون في مناطق تقيم فيها تلك القيادات للتجسس عليها والكشف عن أماكنها.

فالخرق البشري هذا، بحسب شحادة، كان أداة مهمة تضاف إلى التكنولوجيا المتطورة، والتي ساعدت إسرائيل على تحديد مواقع قيادات حزب الله واستهدافها بدقة عالية.

ويضيف شحادة أن الإعداد لعملية قتل نصرالله أخذ سنوات، وإسرائيل كانت تحاول اغتنام فرص عدة لتنفيذ هذه العملية منذ زمن بعيد. ويذكر أن "إسرائيل لم تكن لتنجح في عملياتها الأخيرة بدون دعم أمني والحصول على معلومات استخبارية من دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا".

أثبتت العمليات الأخيرة أن إيران والأطراف الإقليمية التي تدعمها لا تمتلك التكنولوجيا التي يمكن الاعتماد عليها لحماية منظومات "القيادة والسيطرة" من أي تهديدات مستقبلية. 

هذه القدرات، بحسب العميد شحادة، لا تضاهي الإمكانات الإسرائيلية وأنظمة التجسس المتطورة التي تمتلكها. ولكن هذا لا يعني أن الطرف الآخر غير قادر على مواجهة التهديدات المستقبلية.

في هذه الأثناء وفي واشنطن كشف عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي أن القنابل التي استخدمتها إسرائيل بالغارات التي أسفرت عن اغتيال أمين عام "حزب الله" كانت قنابل موجهة أمريكية الصنع من طراز"مارك 84" زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام)"..

وقال مارك كيلي رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" يوم الأحد 29 سبتمبر "نرصد تزايد استخدام الذخائر الموجهة، ذخائر الهجوم المباشر المشترك، ونواصل توفير هذه الأسلحة.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت إن "طائرات من السرب 69 أسقطت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها طنا، في عملية اغتيال نصر الله".

يذكر أن القنبلة "إم كيه 84" (MK84) وتعرف أيضا بـ"مارك 84"، سميت بـ"المطرقة" للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها ويتم توجيهها بواسطة الأقمار الصناعية التابعة للقواتالأمريكية.

وتزن القنبلة حوالي ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريبا) وهي قنبلة موجهة لها رأس حربي متفجرة، قادرة على إحداث حفرة عرضها 15 مترا وعمقها 11 مترا، وتخترق حتى 38 سم من المعدن أو 3.3 مترا من الخرسانة.

وسبق للقوات الجوية الإسرائيلية استخدام قنابل قريبة من هذا النوع في الهجوم على المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو 1981.

ويقول العميد شحادة إن إسرائيل لديها أيضا نقاط ضعف كثيرة بدليل أنها وبعد مرور عام على الحرب في غزة لم تستطع، رغم القدرات العسكرية البارزة، الكشف عن أماكن تواجد الأسرى رغم صغر مساحة المنطقة.

ويضيف شحادة أن قيادات حماس عرفت نقاط الضعف وحاربت إسرائيل من خلال اعتماد أساليب قديمة لا تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، بل عادت إلى استخدام أنظمة تقليدية مثل الرسائل الورقية أو الشفهية في التواصل بدلا من الهواتف الذكية أو الخلوية.

يقول العميد الركن، فادي داوود، من لبنان، إن العمليات الإسرائيلية كانت نوعية، لأنها ركزت بالأساس على تصفية القيادات وضرب منظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله.

هذه العمليات كانت ترتكز على التفوق التكنولوجي والتطور التقني. فإسرائيل سخرت كل ما تملكه من قدرات في مجال الذكاء الاصطناعي وأجهزة التجسس والطائرات المسيرة المتطورة وغيرها من الآلة العسكرية لتحقيق هدفها.

الاختراق البشري كان عنصرا أساسيا في نجاح هذه المهمة، فعملية قتل نصر الله احتاجت إلى هذا الاختراق الداخلي بسبب السرية التي كان يتمتع بها زعيم حزب الله في تنقلاته واتصالاته.

داوود أوضح لموقع الحرة أن نصر الله كان يرفض استخدام الهواتف الذكية وحتى الأرضية، واستعمل نظاما خاصا يطلق عليه عسكريا بـ "الهاتف الحقلي" وهو جهاز اتصال يربط عددا معينا فقط من الأشخاص بشبكة خاصة.

الاحتياطات الأمنية أجبرت نصر الله أيضا على الامتناع عن استخدام التلفاز خوفا من "عمليات التجسس التكنولوجي"، وكانت تنقل له الأخبار عبر أشخاص مقربين جدا منه.

ويضيف "هذه الحركات والتنظيمات لا يؤثر الاغتيال على عملها أو يقضي عليها، لكن يمكن أن يضعف دورها مؤقتا". فحزب الله على سبيل المثال ذو قاعدة وحاضنة شعبية واسعة لها ولاء كبير لهذا الحزب، وهذه هي نقطة قوته في الاستمرار..

ويذكر القيسي أن فيلق القدس الإيراني وحزب الله وحماس تعرضت سابقا لضربات موجعة، لكنها استمرت في نشاطها وعملياتها وتمكنت لاحقا من اختيار قيادات جديدة شكلت تهديدا مستمرا لإسرائيل.

المستشار العسكري العراقي، صفاء الأعسم، أضاف لموقع الحرة أن حجم العمليات ضد حزب الله وحماس كشفت عن حرب استخبارية وتجسسية استعدت لها إسرائيل منذ سنوات ويرى أنها أتت بدعم من "جهات خارجية". 

حزب الله من جهته لم يكن مستعدا بجدية للتهديدات المتوقعة وقلل من مخاوف إمكانية وصول إسرائيل إلى قيادات الحزب واستهدافها. ويذكر المستشار العسكري العراقي أن القدرات العسكرية والتكنولوجية المتطورة مكنت إسرائيل من اختراق صفوف جميع هذه القيادات وبكل المستويات، ولكن النكسة الحالية ستفرض تحديثات كبيرة لدى الحزب وغيره.

 

عمر نجيب

[email protected]