يقول بن خلدون:"التعلم فطرة في الإنسان" فإن كان متدنيا فهذا إما لعدم نجاعة طرق التعليم - و هذا هو الغالب - أو تلقين المتعلم فنونا لا تثير غريزته الفضولية فتجده عازفا -و هذا ما يلاحظ عند سوء التوجيه - و بالتالي إصلاح مناهج و طرق التدريس و التوجيه كفيلة بإصلاح الكثير .
الجميع فى موريتانيا مُجمع على ضرورة إصلاح التعليم وأن كل المحاولات التي بدأت منذو الستينات لم تكن جادة بل إنها مجرد مسكنات لظرف سياسي ووضعية مزرية للعملية التعليمية ، تبديد موارد الدولة - القليلة اصلا- منذو الاستقلال والفساد الذي أستشرى فى البلاد بعد العاشر من يوليو كل ذلك ساهم في ضعف مخرجات التعليم ، فلم تكن عندنا طيلة العقود الماضية سياسة تعليمية ناجحة لا للبني التحتيه (مدارس) ولا للمصادر البشرية (الطاقم التربوي والمناهج ) ولا حتي مواءمة تلك المخرجات -الهزيلة - مع حاجة السوق ، أما إذا ذهبنا لتحديد المسؤوليات فسنجد أن كل الأنظمة مسؤولة وسيكون النظامين السابق والحالي الأقل مسؤولية عن المرحلة السابقة والأكثر جدية في البحث عن حل لهذه المشكلة المزمنة ، الأزمة بدأت مع الإستقلال حين اعتمدنا في تعليمنا علي لغة اجنبية استعمارية وبطاقم تربوي اغلبه هو الآخر اجنبي ( سينغالي ومالي وعاجي وبركنابي …..) وبمناهج اجنبية كلها وبدل اعتبار ذلك حلا مؤقتا وأننا سنبحث عن موارد لأجل اصلاح التعليم تم توجيه الموارد -القليلة- التي تم الحصول عليها للحرب التي قضت علي الاخضر واليابس ولم تحرر الارض !
بعد العاشر من يوليو دخلت البلاد منعطفا جديدا ظل التعليم بعيدا عن أولويات العسكر وكل السياسات التي أتخذت كانت مجرد مسكنات وفي اغلبها لظرف سياسي وغير خاضعة لدراسة ولاعن خبرة وطنية مستقلة !
اليوم حين يتحدث وزير التعليم عن مؤشرات إيجابية على نسبة النجاح فى البكالوريا فهو لم يبني عليها موقفًا بأن التعليم خلاص تم إصلاحه بل قال بأن تلك النتائج سيستنبطون منها الخلاصات ويتخذون على ضوء ذلك الاجراءات اللازمة .
كلنا يعلم بأن إصلاح التعليم يأخذ وقتا والنظام الحالي قد لا يكون حاضرا ليشهد علي بداية المخرجات الأولى لنتائج عمله ونحن نلاحظ عملا كبيرا ومميزا الآن يُقام به في إنشاء البني التعليمية والدورات التدريبية للمعلمين وهو ما نأمل جميعا أن يكون بوتيرة أسرع للوصول للهدف المطلوب وهو حل مشكلة الإكتظاظ الذي تعاني منه اغلب المدارس وحل مشكلة لغة التدريس فالدراسات أجمعت على اهمية التدريس في المرحلة الاولي بلغة الأم لأن الطفل يألفها ويكون أكثر فهما بها مما يجنبه التأخر فى التعليم ، أما المشكلة الأولي والاهم هي ضعف راتب المعلم فبدون رفع هذا الراتب وتقديم التحفيزات فستبقى العملية التربوية ناقصة من دون نتائج إيجابية كبيرة فهذه مشكلات علي المعنيين وجود حلول سريعة لها .