من  هم القتلة المجرمون؟ ولماذا هذا الإجرام ضد الموريتانيين على الحدود المالية؟ / د ـ إشيب ولد أباتي

أربعاء, 2022-03-09 16:35

إنه القتل من أجل القتل، واشعال أوار الحرب بين موريتانيا وجمهورية مالي،،!

لقد زاد الحزن على الامراض، والجوع التي يعاني منهما كل بيت، وشارع، وقرية، ومدينة، حين شاع خبر هذه الجريمة النكراء، فاغتم الموريتانيون بمختلف اطيافهم في الداخل، والخارج على حد سواء..

 وكان الأجدر بالحكومة الوطنية أن:

1 ـ تعلن الحداد العام ليوم واحد على الأقل،،

2 ـ واستدعاء السلك الدبلوماسي في بلادنا،،

3 ـ والتفكير الموضوعي في هذه الجريمة المتكررة،،

4 ـ تحديد اصحابها فيمن له المصلحة بتفجير حرب على جمهورية مالي، ومن هم اعداؤها الحاليون الذين لا يتورعون عن اشعال حرب بينها، وجارتها ـ موريتانيا ـ التي لم تشارك الاقطار الافريقية ذات الأسلوب العدائي لها بالإنابة عن فرنسا؟

فنحن لسنا من اعداء حكومة مالى الثورية، أو الانقلابية، ولذلك ينتفي الشك حول نوايا القوات العسكرية المالية، وقادتها، وبالتالي علاقتهم بهذه الجريمة التمهيدية لحرب لا تبحث عنها قيادة ثورتهم الوطنية، لأنها موجهة بأهداف وطنية، كان منها  ابعاد اعدائها في الشمال المالي من المتطرفين المتحالفين مع القوات الفرنسية، وطرد القوات الغربية التي اصحبت في مواجهة مع قادة الحكم، جراء المطالبة بخروج القوات الفرنسية، وتلكؤ الأخيرة في الخروج من مالي، والبحث عن مسوغات لمواجهة الجيش المالي الذي تقوده حكومة، تتهم فرنسا بادخال المتطرفين، ومدهم بالسلاح، والتنسيق معهم، وهو الأسلوب الذي انتهجته فرنسا منذ تدميرها  لليبيا منذ 2012م، فلعلها، أردات بهذا السلوك الإجرامي بقتل الأبرياء من أبناء موريتانيا، مبررا للتوسع العسكري في دول الساحل..!

 وعلينا أن نستعيد التفكير الموضوعي بعد الصدمة المذهلة جراء هذا الفعل الاجرامي الذي يظهر أن لأعداء نظام الحكم في جمهورية مالي، اليد الآثمة في خلط الأوراق، وتوسيع جبهات القتال ضد نظام الحكم المالي،،

فما هو الرد المناسب على هذه الجريمة المكتملة الاركان؟

والجواب، هو أن تكون لموريتانيا الشجاعة الأدبية في توجيه الاتهام لقوات فرنسا في مالي، ثم الاعلان عن خروج موريتانيا من الاتفاقات المتعلقة بإدخال القوات العسكرية الغربية لدول الساحل الإفريقي،، وهذا أقل ما يمكن أن تقوم به الحكومة الموريتانية، وهو ما يوضح لفرنسا أننا عرفا من يستدرجنا للحرب ضد دولة شقيقة، ليس بينها، وبين بلادنا، غير التعاون المرفوض فرنسيا، والمساعدة لتخفيف عنها ما تواجهه من حصار ظالم، وخارج القانون الدولي ضد دولة قارية، كان يجب عدم غلق المنافذ الإقليمية  البحرية التي  تمثل شريان حياة الشعب المالي الشقيق..

إن فرنسا تمارس اليوم سياسة الحرب الامريكية في العراق بتوجيه حركة المقاومة العراقية ضد بعضها البعض، إذ سارعت القوات الامريكية بتدمير مواقع العبادة لكل من الشيعة، والسنة، وذلك من اجل ان تشتعل الحرب الأهلية بينهما،، ومثل هذا الاسلوب الاجرامي، هو ما تمارسه فرنسا بهذه الأساليب المفضوحة الدنيئة.!

فهل تقوم حكومتنا بذلك، أو تنتظر من فرنسا أن تقترح عليها، ارسال قواعد عسكرية فرنسية  لتضعها  على الحدود مع مالي للدفاع عن الموريتانيين، وذلك بقصد خنق النظام المالي المناوئ لها؟!

إن سياسة "فرق تسد" الاجرامية، هي أول ما يجب علينا التفكير فيها، كلما وجدنا مصالح فرنسا، والغرب مهددة في بلد ما من البلاد الافريقية المتطلعة الى الاستقلال الوطني، فقد اتبعت فرنسا سياسة فرق تسد بين عرب موريتانيا، وابنائها من الاقليات منذ الاحداث الأليمة بين التلاميذ جراء المطالبة بالتعريب في ستينيات القرن الماضي،، وجربت ذات الأسلوب بين العرب والبربر في المغرب  في " الظهير البربري"، كما فعلت ذلك في الجزائر،، واليوم تمارس فرنسا ذات السياسة، لإشعال الحرب في بلادنا مع جارتها..

 وهذا درس يوجب الاستنفار ضد الوجود الفرنسي في دول الساحل التي يراد   اشعال حرب اقليمية  بين قطرين منها الى جانب الحرب ضد المتطرفين الذين لم يدخلوا موريتانيا، حتى يستوجب الأمر ارسال وحدات عسكرية فرنسية لتقطع حركة المرور بين الاقاليم الداخلية، كما فعلت ـ وتفعل ـ في دول الساحل الأخرى..

إن عدم مواجهة الاعتداء الفرنسي بالإنابة، والتردد، أو الخوف من النفوذ السياسي والعسكري الفرنسيين، سيعود عاجلا على البلاد بما لا تحمد عقباه لا قدر الله،،

فهل تفعلها حكومتنا بتحديد المعتدين الفرنسيين على موريتانيا، ومالي معا، أو ستنتظر الى ما سيأتي من تخطيط، يدخل البلاد في معمعة الحرب في دول الساحل، وليس ضد المتطرفين فحسب، بل بين جيشين نظاميين، وتداعيات الحرب مع مالي،  لن تقف عند الحرب بين دولتين افريقيتين، بل بين عرب القارة، واخوتهم الأفارقة، وهذا يجسد الاستراتيجية الفرنسية القديمة الجديدة  التي جربتها بين تشاد، وليبيا في ثمانينيات القرن المالضي، وكادت أن تشعل بها الحرب بين موريتانيا والسنغال في الثمانينات، والآن تريد حربا إقليمية لتسقط بها نظام الحكم في مالي، وكل نظام حكم ينشد الاستقلال الوطني، وطرد الاحتلال الامبريالي من القارة الافريقية؟