الحرب الأوروبية الحالية، وابعادها التجارية / د ـ إشيب ولد أباتي 

سبت, 2022-03-05 03:34

ليس الذي يترائى من جبل الثلج في البحر الا القليل،، وقد كثر الاستشهاد بهذه الظاهرة البيئية في الادبيات، وعلم النفس الاستبطاني،،ويستدعي الجانب الخفي على الناس في فهم الاحداث اليومية الى استحضار هذا المعطى البيئي  في أوربا الشمالية،،

والسؤال، يتعلق بالخفي من ظاهرة الحرب ليس بالعوامل التي أدت إليها في أكرانيا، وإنما بنتائجها التي أسالت لعاب الشركات، وتوابعها في حكومات الغرب الامبريالي، فما هي يا ترى؟

لو استرجعنا المبدأ الذي دفع، ويدفع حكومات الغرب الى الحروب، هو الجشع لدى الشركات الصناعية التي تقود السياسات الراهنة التي لا تمنعها قيما انسانية، أن تبيد مجتمعاتنا العربية، والآسيوية، والافريقية، وفي امريكا الجنوبية، واليوم في أوروبا السلافية..

وهذا المبدأ، كانت بدايته منذ عصر الاكتشافات في النصف الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي، ولا زال  الغرب رغم اختلاف الأزمنة، ومتغيرات الحداثة، والمعاصرة الغربية، محكوما بهذه الرغبة الجامحة، وشهيته المفتوحة على الاستزادة من الربح في الأسواق الاستهلاكية، والمواد الخام ، حين يكون العرض المرتفع في الانتاج حاليا، يعكس انسراب التحكم في ارتفاع الطاقة الانتاجية في المصانع، علما أن الطاقة الانتاجية للمصانع الالمانية وحدها، تستطيع أن تغطي مطالب الانسانية جمعاء  أربع  مرات يوميا، وذلك منذ تسعينيات القرن الماضي، ومهما ارتفع الطلب في الاستهلاك، فلن يحصل توازن بين قانوني العرض والطلب، ولهذا كانت الحروب مطلبا ملحا لسياسات الغرب بقيادة امريكا، ومؤسساتها التي تقود "العولمة المتوحشة".

وفي هذه الحرب القائمة في أكرانيا، تفاجأت المجتمعات الغربية باشعالها على الرغم من التوقيت الذي أعلن عنه في البيت الابيض الامريكي، لأكثر من مرة،،

وفي اليوم الرابع من يوميات الحرب في اكرانيا، وبعد

المداولات في الاجتماعات، بدأ الاغراء لتقاسم الاسهم في نتائج هذه الحرب المطلوبة امريكيا، ومن أجل مشاركة  الأخيرة في بناء دولة مدمرة بأموال روسية محتجزة في المصارف الدولية،،

ومن حينها، أوعزت الشركات في كل دول الاتحاد الأوروبي للحكومات بضرورة المشاركة في الحرب  عن طريق استقبال المهاجرين الاكرانيين، وإرسال بعض العتاد العسكري الذي يشكل مشاركة رمزية ليس إلا.

وعلينا نحن العرب أن نسترجع، موقف فرنسا من عدم المشاركة في الحرب على العراق في العام 2003م، نظرا لحرمان شركاتها  قبل عشر سنوات من المشاركة في استعادة تعمير دولة الكويت التي دمرتها القوات الجوية  العسكرية الامريكية قبيل دخولها المدن التي " حررها" التحالف الثلاثيني،، 

بينما اعتبر بعض "الفرنكفونيين"، أن فرنسا امتنعت عن غزو العراق على أساس مواقف "جاك شيراك" من الحرب الاجرامية، دون استحضار غريزة القط  مهما تظاهر بالتعفف تجاه الفأر، ولحمه الطري، كذلك حال فرنسا طبيعة، وتطبعا،، فهل ستنال الشركات الغربية الحرمان، كما حصل مع فرنسا  بعد المشاركة في الحرب الإجرامية الامريكية في اسبابها، ونتائجها المنتظرة،،؟

ذلك هو التوقع الراجح، لأن أمريكا ليست شريكا منصفا، وهذا ما أكدته في انتزاعها من فرنسا صفقة  السفن الحربية لاستراليا منذ فترة قصيرة..