استمعت إلى الإذاعة في وقت مبكر لا أذكره في نهاية الثمانينيّات. وربما يرجع هذا في جزء منه إلى أن المذياع كان حاضرا في البيت وفي الجوار ومذ لحظات الإدراك والتذكر الأولى.
سألني السيد محمد يحيى ولد حي وهو رئيس لجنة التحكيم لمسابقة الكتاب الصحفيين في المقابلة الشفهية التي أجريت بعد اجتياز الكتابي في أوائل سبتمبر ٢٠١١، من ضمن أسئلة عديدة لماذا اخترت هذا المسار ومنذ متى بدأ اهتمامك به؟ وهل تذكر مثالا أو حديثا شدك إلى هذا الميدان؟ فتذكرت في جوابي له حادثة اغتيال راجيف غاندي، رئيس الوزراء الهندي الأسبق، في ٩١، ومراسم إحراق الجثة وهو شيء لم أسمع به إلى ذلك الوقت. وكنت فزعا ومذعورا من هذا الأمر وعلق بذاكرتي، على الرغم أني لم أكن أفهم إلا شذرات مما يقال حينها على الأثير.
ثم تلقيت هدية ثمينة وغالية متمثلة في راديو جديد كليا في أوائل ٩٣، بعد أن كنت استرق السمع من مذياع الوالد أو العم. وفرحت كثيرا لهذه الهدية، وأحطتها بكثير من الرعاية والاهتمام، ولا يسمح لأحد أن يمسسه أو يقترب منه ناهيك أن يستمع منه أو يعبث به. ومن الأحداث العالقة في الذاكرة في سنين الصحبة الأولى اتفاقيات أوسلو (٩٣)، اعتقالات الاسلاميين وأسئلة إلى الشباب (٩٤)، واغتيال رابين وانتكاسة السلام (٩٥).
ثم انتقلت إلى التفاعل مع الإذاعة ومراسلتها والمشاركة في البرامج التفاعلية مع المستمعين. راسلت الإذاعات وهذا تقريبا من نهاية ٩٧، واستمعت لعنواني البريدي (ص،ب :51 ثانوية كيفه)يذاع لأول مرة في مارس ١٩٩٨ من راديو أسويسرا العالمية ( برنامج لقاء المستمعين، تقديم محمود بوناب وصباح ركراكي)، وفي إذاعة إسبانيا وإذاعة فرنسا الدولية (مرسال المراسيل، تقديم مشترك من صحفيين عدة منهم مصطفى طوسة وسامي كليب)و اليابان ( ندوة المستمعين، صباح الأحد) والقسم العربي في لندن (البرنامج المفتوح، الثانية ظهرا)، وإذاعات أخرى عديدة.
من الأصوات الإذاعية الوطنية التي أحببت الاستماع لها كثيرا عالي عبد الله وباباه سيدي عبد الله، لقد أعطي هذان مزمارين من مزامير آل داود، فتبارك الله عليهما وعلى أصواتهما الجهورة القارة العذبة، ومن الأصوات العربية رشاد رمضان، وحسام شبلاق.
———-
الكاتب الصحفي سيدأحمد أعْمَرْ محم
#يومُ_الإذاعة