محمد ولد الطالب محمد  ( 14 عاما ) استرجع ل "كيفة "عقلها،، ولموريتانيا وعيها القومي د. إشيب ولد أباتي

جمعة, 2022-02-04 08:44

لعلها المرة الأولى التي اكتب  فيها تحت تأثير الحماسة، وذلك بعد مشاهدة برنامج " حتى القدس" في قناة "الميادين" في لقاء مع الرياضيين العرب الذين نالوا ميدالية "القدس الذهبية" التشريفية للأبطال الرياضيين العرب، وهو استحقاق تشريفي لرفضهم، أن يلعبوا مع لاعبي الكيان الصهيوني في دورات رياضية سابقة..

ولم يكن لي من قبل، ذلك الوعي الجهوي، أو الاقليمي، وكنت سابقا، اعتبرهما منافيين للوعي القومي، ومع ذلك شعرت باحساس داخلي، جعلني أصل ليس الى استنتاج، بل الى  حكم أجزم فيه يقينا، أن الوعي القومي حقا، وحقيقة، لم يغيب الانتماء الجهوي، ولا الوعي الوطني، وإنما كان يعززها  برؤية  تجعل المجتمع العربي مجتمعا واحدا، وقضاياه مع الاحتلال واحدة، والنهضة العربية مصيره  المشترك،، وهي السبيل الوحيد لحاضر أمتنا ومستقبلها،، ولو اختلفت مواقعنا على جغرافية الوطن العربي،، ولو خرجنا في المهاجر عن مغربنا العربي الكبير..

ولذلك، فلا يوجد تناقض في المشاعر، والاتجاهات، والمواقف،  أحرى أن يكون بينها تضاد مع الانتماء للجهة، والقطر الواحد، والانتماء القومي للأمة العربية،، ولا أدل على ذلك من الشعور الذي غمرني، وأنا اشاهد  الطفل محمد ولد الطالب محمد، وهو بين اقرانه، وكان اصغرهم عمرا، وهو اكبر عقلا من كل اصحاب الاعمار الذين لم يقدروا آثار افعالهم حين غاب عن وعيهم  القيام بالواجب القومي في مواجهة التمثيل الدبلوماسي للكيان الصهيوني في موريتانيا، ومقاطعته، ف" طبعوا" خيانيا، ودافع البعض عن "التطبيع"، ومن ذات المدينة التي تتشرف اليوم بهذا التكريم، ولعلها من الصدف العظيمة، أن يكون محمد ولد الطالب محمد، هو من غسل عن مدينته  ادران "التطبيع" المنحدر الى مستنقع الخيانة العظمى التي ارتكبها غيره ..

لأن محمد ولد الطالب محمد، قدم من مدينة " كيفة " لينال الميدالية الذهبية للقدس في بيروت، وصار نجما نضاليا، ونال التشريف الذي يستحقه القادة في نضال الأمة،، وأدخل بلادنا في معركة الشرف، والإباء بالمشاركة في الدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية،، ومن ثم،  تم  تكريمه ورافقه الإعلام العربي القومي، فنقل تجواله في ربوع جنوب لبنان المحرر من الاحتلال الصهيوني منذ 22 عاما ،، لأنه بطل عربي سواء أكان في عمر الطفولة، أم غيرها ، فقد سجل اعظم مواقف الرجولة الوطنية والقومية، والتحق بصفوف المناضلين الكبار بوعيه المعبر عن طموح الأمة كلها نظرا لمواقفه الرافضة للمساومة في حق أمته مقابل ميدالية ذهبية، وليس فحسب بطموح، و وعي اربعة ملايين تركها خلفه في الوطن الغائب عن معركة الأمة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني...

وكما يقول المثل العربي القديم في إطار التورية " أياك أعني واسمعي  ياجارة"، دون أن يكون القصد توجيه الاتهام بقصور النظر للعنصر النسائي، وإنما لغياب الوعي لدى " المطبعين"، حين فاتهم اتخاذ المواقف الرجولية الشجاعة التي اتخذها الطفل محمد ولد الطالب محمد الذي رفع كل الشوائب عن اسم  مدينته " كيفة" المتهمة سابقا بعدم الذكاء في اطار المداعبة بين اهل المناطق،،بل اكثر من ذلك رفع لواء العروبة لبلادنا، بعيدا عن فضائح مهرجان " اكسبو" الإماراتي الذي اجتهد القائمون عليه حين استضافوا الراقصين، والمنحرفين سلوكيا من الاقطار الافريقية الشقيقة، ومن ثم جاء بعض الوزراء نيابة عن أصحاب الهوى " التطبيعي" المعروفين بعلاقاتهم المشبوهة مع " المطبعين" في ابو ظبي، ودبي..

وكما أن المواقف العظيمة، حاضرة في الذاكرة الجمعوية، كما ستبقى في الذاكرة التاريخية، فبعضها يؤسس للآخر، وإن تطاول الزمن بينها، وتباعدت المسافات في مواقعها، كما العلاقة بين الانتفاضة الأولى لأطفال غزة  في العام 1987،  حينها قال حينها نزار قباني رحمه الله :"يا اطفال غزة علمونا،، " واليوم نقول - نيابة عن ابناء الوطن  جميعا - :

لقد علمنا محمد ولد الطالب محمد المواقف الرجولية، والدفاع عن الحق العربي في فلسطين، فهل نستوعب الدرس العظيم من وعيه النضالي؟