سياسة الردع للمؤتمر القومي تجاه "المطبعين"، الساقط وعيهم السياسي في مستنقع التبعية / د ـ إشيب ولد أباتي

خميس, 2022-01-27 17:17

سيبقى معيار الوعي الثقافي، والسياسي محموله، تلك المواقف التي اتخذها المرتهنين بوعيهم لقضايا أمتهم العربية باعتبارها الأهم، والأجدر بما تحمله قيم الوعي الوطني، والقومي المعاصرين،

ومسؤولية المناضلين، والملتزمين  الذين حددوا المعنى  الصحيح  للثقافة في كل زمان، والمواقف المشرفة كواجب مبدئي، و اخلاقي لأصحاب الضمائر الحية في هذه الأمة،،

ولنا ان نسأل باستنكار أولئك الذين اتخذوا، ويتخذون المواقف المريبة التي حولتهم الى أبواق تردد صدى دعاية هذا الحاكم العربي المعتل بالخيانة العظمى، وبما يهدد به وجود الأمة في مواقفه الخيانية، ورذائل الخنوع ومؤامراته الاجرامية التي ستبوء بالفشل بحول الله تعالى،، وسيبقى  على هامشها المثقف العربي، وهو يستعيد الاجترار من تبعات مواقفه، لأنه أخذ كأداة مفعولة، وحرف استثنائي لتأكيد القاعدة التي أحالته الى هامش من رموز التبعية الوظيفية،،

وفي التاريخ الثقافي للأمة العربية، العديد من العبر التي: كان يجب عليهم أن يتوقفوا عندها، ليتخذوا منها العظات في المفارقات بين الذين خلدتهم مواقفهم الرجولية، وذلك  حين ناضلوا، وكافحوا من أجل اقدس قضايا الأمة العربية، وبين من آثروا مصالحهم الشخصية، وتخلوا عن مسؤولياتهم، فكان جزاؤهم، هي تلك السير التي أفقدتهم الابتكار، والإبداع الفكري الذي لا يستقيم تقييمه بمعزل عن المواقف المخزية التي ارتكبوا في تاريخهم،،

ومن لم يقرأ " مقدمة " ابن خلدون، ولم يربطها بموقفه الخياني لأهل دمشق، وتنصل من مسؤولياته، ليلقوا ربهم على يد الجرم التاريخي" تيمورلنك" الأعرج الذي وقف  ابن خلدون على أسوار دمشق يشيد بتاريخ آباء تيمورلانك الجمرم،،فسقطا معا في خيانة واحدة وإن اختلفا في الدرجة، فقط.. 

ولعل الكثير من المتهافتين اليوم في بلادنا، وفي غيرها من اقطار الأمة، نسوا، أو تناسوا أن السيرة الذاتية، هي التي ترصد المواقف المشرفة من المخزية للمثقفن العرب في كل زمان، وهي التي سيقرأ بها فكر المثقف في الحاضر، والمستقبل،،فمن ينشر الدعايات المناهضة لحق الأمة في الدفاع عن فلسطين، واليمن، وسورية، والصومال، والعراق، وليبيا،،هؤلاء هم حثالات تمسحت وجوههم بأحذية أمراء الحروب الطائفية، وهم بهذا المستوى المنحط فكريا، واخلاقيا، أوباش الثقافة العربية، ومجرمو الإعلام  المرتشي، ورعاعها الذين ناموا، ولا نامت أعين الخونة، والمرتشين من اصحاب المصالح الشخصية..

والثقافة العربية، بريئة من هذا الطابور الخياني الذي فتح شهيته، ليشارك في لعق دماء شهداء الأمة العربية في اليمن المقاوم حتى النصر، وفلسطين الثائرة حتى تتطهر من رجس الصهاينة، والعراق حتى ينتصب بوابة للأمة في الشرق، كما كان،  وليبيا التي بصمت اجيالها على قرار/عمر المختار/ بالنصر، أو الشهادة، والصومال الذي قاد الأمة على ما سجل في التاريخ بحروف من ذهب حين اسقط ثواره من الرجال، والاطفال، والنساء، رئيس امريكا، " كلينتون"، إنها شهادة للتاريخ على أن الغزو الأمريكي العسكري لأضعف قطر عربي، أنهكته الحرب الأهلية، ورغم ذلك كانوا قادرين على أن يوحد ثواره مواقفهم، ليقضوا على مصير رئيس امريكا في البيت الأبيض في تسعينيات القرن الماضي،،!!

إن أمتنا العربية، لا تحتاج الى اشباه المثقفين من مستهلكي مواقفهم في قوتهم اليومي،، ونحن ننبه ابناء امتنا في موريتانيا، وغيرها الى أن قيادة المؤتمر القومي العربي، وقوى الأمة الحية عاقدون العزم على وضع اسماء المرتشين، واصحاب الدعاية الرخيصة، لأنظمة أمراء الحروب، و" المطبعين"،، ولعل هذه من سياسة الردع التي اتبعت منذ أن أوقع "الجوع النفسي" ببعض الكتاب، العملاء في جمهورية مصر العربية على عهد السادات في سبعينيات القرن الماضي، وكما وقع غيرهم في لبنان أثناء الاجتياح الصهيوني في ثمانينيات القرن..

 فهل من مثقف  يفكر في غده، قبل قوت يومه المغموس بدماء شهداء الأمة في اليمن، وفلسطين؟!