ينقل عن الرئيس محمود عباس في العام 1993 قوله عن إتفاقية اوسلو ( إنها قفزة في المجهول قد توصلنا الى دولة وقد توصلنا الى الحروب ) . وقد نقل عنه في الأيام الاخيره قوله لكبار مستشاريه ( هل بقى شي للصبر والتمسك بالاتفاقيات ؟ وهل ما يزال لدينا أمل بقدره المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته ؟ وهل سيكون يوما ما أحزاب في حكومه اسرائيل تريد سلام؟ ) .
تحت هذا السقف دعا الرئيس عباس القيادة لاجتماع الخميس للرد سياسيا على جريمة هدم المباني في واد الحمص . ويلتقي قبلها بيوم بالعاهل الاردني بعد أن طلب الملك هذا اللقاء الذي وصفه الوزير حسين الشيخ أنه هام جدا .
ماذا يمكن للقيادة أن تفعل وماذا يمكن للجماهير ان تفعل ؟
القيادة الفلسطينية بتركيبتها الحالية وعلى أساس التزامها الدائم بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال ، وأمام تركيبة الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة وتنصل الاحتلال الدائم من الاتفاقيات الموقعة ..لا يمكن لها ان تتخذ قرار التنصّل من اوسلو ، لانها ألزمت نفسها بهذه الاتفاقات حتى صارت مقدّسة بالنسبة لها وأن سقف القرارات التي يمكن أن تعلنها منظمة التحرير لن تتخطى التوجه للأمم المتحدة والمحاولة مرة أخرى لإلزام اسرائيل أو التوسل اليها ان تقبل بالاتفاقات السابقة .
بالمقابل تستطيع الجماهير الفلسطينية ( التنظيمات لا تزال تعتمد على السلطة أن ترد ولا تبادر هي للرد بل صارت تدعو وتطلب وتشجب ) أن تفتح كل الافاق وأن تعيد تحديد أدوات اللعبة من جديد . من خلال شعارات جديدة ومواقف جديدة وادوات جديدة وأفاق جديدة تليق بالرد على عدوان الاحتلال .
الاحتلال يعمل على تحطيم السلطة ويعمل على افلاسها واعتقال قياداتها وقصف مقراتها ونزع سلاحها واقتحام مدنها .. ومنذ أن قصف شارون هيلوكبتر ياسر عرفات لم نعد نحلّق في سماء المنطقة ، ومنذ ان قصفوا الميناء والمطار لم يعد هناك رموز سيداية للدولة الوليدة .
الرد على هدم مباني صور باهر واقتحام مناطق ألف والرد على مخططات المس بالمسجد الاقصى والرد على صفقة القرن ، لا يكون محليا فقط وانما من خلال اعلان النفير وسط جميع الفلسطينيين في العالم . واذا كان الاحتلال يستطيع أن ينفّذ كل الجرائم ضد سكان الارض المحتلة دون حسيب أو رقيب فهو لن يستطيع ذلك في أنحاء العالم .
أمن الاحتلال العقاب فأساء الأدب ... والمرحلة القادمة تحتاج الى قرارات جديدة وشعارات جديدة وجريئة تخلو من أي تردد :
- اعلان سحب الاعتراف باسرائيل وتقديم طلب للامم المتحدة لاعادة إعلان الحركة الصهيونية حركة عنصرية مجرمة .
- العمل بكل الطرق المتاحة لطرد السفراء الاسرائيليين والبعثات الصهيونية من جميع الدول العربية والتحالف مع الاحزاب العربية لتنفيذ ذلك .
- العمل بكل السبل لسحب السفراء العرب من تل ابيب ، والتحالف مع قوى التحرير العربية من أجل ذلك .
- اغلاق السفارة الامريكية وغيرها من السفارات التي تم نقلها الى القدس .. والتحالف مع قوى التحرير العالمي من اجل ذلك .
د. ناصر اللحام