ان كل من قد اضطلع بعمق و دراية على مبادئ كل من الإخوان المسلمين و الناصريين و البعثيين لا يجد خلافا يذكر يبرر القطيعة فيما بينهم و ربما العداء احيانا أخرى !
ان خلافاتكم سطحية لا جذور لها في واقع الأمر، فمثلا نجد الناصريين في مبادئهم يقدمون شعار الحرية على شعار الوحدة و البعثيين عكس ذلك، و نفس الشيئ حاصل بين الناصريين و الإخوان المسلمين من جهة ثانية بحيث يفضل الإخوان ان تكون وحدة المسلمين اولا، في حين يرى الناصريون ان وحدة العرب - منطقيا - يجب ان تسبق الوحدة الإسلامية لأنه بدون الوحدة العربية لن يتمكن المسلمون من قيام وحدتهم الشاملة لغياب مركز الأمة الذي هو المنطقة العربية.
الا ان هذه الخلافات الشكلية الحاصلة بين هذه التيارات قد غذاها الاستعمار الغربي الذي ليس له مصلحة في قيام أي من الوحدتين العربية او الإسلامية مستخدما في سبيل ذلك مبدأ فرق تسد الذي نجح في تشتيت الجهود العربية و الإسلامية و أضاع عليهم كثيرا من فرص التقدم و الازدهار، الا ان الإخوان المسلمين و البعثين بمساندتهم اخيرا -معا- لسيدي محمد ولد ببكر قد اكتشفوا لعبة الاستعمار القذرة تلك.
و بالعودة مرة أخرى الى قراءة متأنية لمبادئ تلك التيارات المذكورة أعلاه نجدها جميعا قد خرجت من جلباب المرحوم حسن البنا و توجيهات و أراء كل من المرحومين جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و اخيرا صلاح الدين البيطار و ميشيل عفلق و المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر و غيرهم من الاصلاحيين.
و هنا تسمحوا لي في ما سبق من ذكر تلك المسلمات المتعلقة بماضي هذه التيارات السياسية و نشأة مبادئها لكي أتمكن لاحقا من طرح سؤال على الأخوة الناصريين الذين ظلوا و منذ عقدين من الزمن على الأقل و هم يؤمنون بأن النظام العسكري شر لابد منه ولكن لا يمكن التخلص منه الا بالعسكر نفسه و هم في هذه الحالة كمن يتداوى من (الخمر بالخمر)، ايها الأخوة الناصريون هل رأيتم ان تجربة التغير عن طريق العسكر قد فشلت و تداعيات فشلها هي ترشيح محمد و لد الغزواني و ما صاحب ذلك من حملات يقودها رئيس الدولة نفسه مخالفا بذلك دستور البلاد بدعايته لمرشح معين في الوقت الذي كان عليه ان يكون على مسافة واحدة من مختلف المترشحين!
كما سوف تسمحوالي أيضا بطرح سؤال اخر مقتضاه لماذا نبذتم صديقكم سيدي محمد ولد ببكر لصالح مرشح عسكري، و انتم في مجالسكم الخاصة تشهدون بكفاءة الرجل و امانته و صدقه و نظافة يده، فهل موقفكم ذلك عائد الى الرئيس مسعود خاتما نضاله الشريف بذلك الموقف المعاكس لتيار التغير الذي ناضل شعبنا من اجله و الذي أجهضت كل محولاته من طرف قيادات مندسة من طرف المخبرات العسكرية في صفوف تلك التيارات السياسية، أم انتم ايها الناصريون من قاد مسعود و ساقه الى ذلك الموقف المتخاذل القاضي بترشح ضابط عسكري شارك في اكثر من انقلاب عسكري ولم يصدر عفو عنه حتى الساعة!!
و في الختام اسمحولي ان بكيت على نفسي من خلال ما ذكرت عنكم، يا من كنت اعلق عليكم اعظم الأماني و الأحلام و أكثرها احتراما و وطنية.
ذ/ اسلم محمد المختار مانا