كانت بداية حكم محمد ولد عبد العزيز قد قامت على ادعاء مؤازرة الفقراء ودعم الاتجاه العروبي و ذلك بتجميد العلاقة مع إسرائيل !
ولكن المتتبع لسياسة الرجل يجدها عكس ذلك تماما ، لانها في واقع الأمر كانت تهدف إلى تمجيد النفس و ماض الأسرة وكانت وسيلته لذلك هي رشوة الأتباع الذين يمجدونه و يظهرونه كرجل خارق للعادة لايمكن ايجاد خلف له في البلاد الموريتانية.
و الملاحظ أيضا لقيم الرجل و اخلاقه يظهر له انه لا يستحق تلك الهالة من التقدير التي خدعه بها المنافقون الذين أغدق عليهم الكثير من المال العام الوطني الشيئ الذي تؤكده تلك الكذبة المتعلقة بماقدم الرجل ، و الحقيقة هي ان أول صفة أخلاقية يمكن أن يوصف بها عمل أي رئيس أو قائد هي ( العدالة )، وهل يمكن لولد عبد العزيز أو أنصاره أن يدعوا هذه الصفة الأخلاقية في كل ما عمل الرجل واتخذ من قرارات تتعلق بالتوظيف و التعين و الامتحانات و الصفقات العامة، و بانعدام هذه الصفة لا يمكن تعويضها بأي عمل بشري مهما كان نوعه !
وهذا يقودنا أيضا إلى التساؤل عما إذا كانت هناك إدارة في ظل حكم ولد عبد العزيز عادلة أو قضاء كفؤ و مستقل وهل هناك مدع عام يمكنه اتهام أي وزير أو مدير و حتى مجرد بواب دون إذن مسبق خاص من ولد عبد العزيز مهما إرتكب ذلك الموظف من جرم أو فساد.
أما الأخلاق الشخصية فإن ولد عبد العزيز ظل يتصرف كشاب له مغامرات سوف تنشر حينما تغيب الحصانة الرئاسية التي تقيد الاتهام العام .
و عودة إلى ارتكاس أعماله الأخيرة حين اقترب غروب نجم سلطته بتغير اسم شارع لم يكن له الحق في تغيره لأنه لم يبنه أصلا من خالص ماله، و لا بني في عهده و الذي بناه و أسسه رحمه الله المختار و لد داداه اطلق عليه اسم ذلك الرئيس العظيم الذي كان رمزا للوحدة الوطنية و العربية و الإسلامية، فهللا كان الأجدى و الأكثر سترا و احتراما للسيد الرئيس محمد و لد عبد العزيز ان كان يريد اسما لتخليد مظاهرته تلك ضد (ولد بي) ان يسميها على شارع عزيز الذي أنشئ في عهده و الذي سمي أيضا بإسمه و إلم يكن ذلك الاسم إيداريا فهو شعبي على الأقل.
و قد سبقت هذه الارتكاسة غيرها أخريات في اتجاه تخليد الذات و عبادتها و من ذلك تسمية مطار أم التونسي الذي يزعم البعض ان معركتها كان فيها احد أقاربه أو اجداده، علما ان تلك المعركة مشكوك في من كان وراءها، وهل هي كانت ضد المستعمر أم ان المستعمر نفسه ربما كان هو ألذي تدخل لمؤازرة من كان هدفا لاعتداء جماعة كانت تومارس النهب يومئذ و تمتهنه، و ما تغير العلم و النشيد الوطنيين إلا بحثا عن تلك الذات وليس هناك داعيا لهذا البحث المستميت إلا الأنا الاعلي المبطنة بالأنا السفلى التي فقدت " ألهو" الذي يمكنه عضلها !
و في الختام انصح ولد عبد العزيز ان كان "حقا "يبحث عن مخرج يجنبه المتابعة قبل مغادرة السلطة و يكفر به عن خطاياه الناتجة عن ممارسة الحكم و يعطي مبررا في نفس الوقت كذلك لمن سيخلفه في السلطة بان يصدر في حقه عفوا عاما يشمل جرمتي الانقلابين العسكريين اللذين اعترف هو نفسه بارتكابهما دون اكراه مادي أو معنوي ، علما ان جرائم الانقلابات العسكرية لا تتقادم ، و ليس تغير اسم شارع جمال عبد الناصر من الأمور التي تساعد في كل ذالك .
ذ/ اسلم محمد المختار